الجعالة.. طقس العيد يتحدى الغلاء والحرب في اليمن
لا يمر العيد في اليمن دون أهم لوازمه التي لا تفارقه، وهي لازمة باتت من أبرز طقوس الأعياد في البلد المنهك بالحرب الحوثية منذ 9 أعوام.
حتى الحرب، لم تستطع محو لازمة العيد هذه، أو أن تجبر اليمنيين على الاستغناء عنها، مهما كانت تبعات الظروف المعيشية قاسية ومؤلمة.
إنها "جعالة العيد" كما يسميها اليمنيون، وهي الحلويات والمكسرات التي أضحت من أهم استعدادات اليمنيين للعيد، وإحدى أهم لوازمه المرتبطة بفرحة هذه المناسبة السعيدة، سواءً عند الصغار أو الكبار.
ومع اقتراب العيد، تركز العائلات اليمنية اهتمامها على توفير المكسرات والحلويات بجميع أنواعها، وتنشط المحال التجارية المختصة ببيعها بتوفير مختلف صنوفها، حتى وإن ارتفعت أسعارها نتيجة التدهور الاقتصادي الحاصل في البلاد.
وارتفاع أسعار "جعالة العيد" لم يمنع اليمنيين من الاستمرار في تقديمها كجزء أساسي من طقوس العيد، التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث تعبر عن فرحة الأطفال واستقبال الأهل والأقارب والجيران خلال تبادل الزيارات.
إقبال رغم الغلاء
الإقبال على شراء المكسرات والحلويات في العيد لم يتراجع في اليمن، رغم الغلاء الذي شمل هذه السلع، التي قد تبدو كمالية، إلا أنها ترتقي خلال أيام العيد إلى مرتبة الأساسيات.
وفي هذا الشأن، تشير الأكاديمية اليمنية المختصة في الشؤون الاجتماعية والنفسية، الدكتورة شفيقة النعماني، إلى أن طبيعة اليمنيين تميل دومًا إلى كل ما يعزز الفرح والسرور في نفوسهم ونفوس صغارهم.
وتقول النعماني لـ"العين الإخبارية" إن هذا التوجه الغريزي في نفوس اليمنيين لن تمنعه الظروف المعيشية الصعبة، بما فيها ارتفاع الأسعار نتيجة تدهور العملة الوطنية، والتي طالت كل السلع بما فيها الحلويات والمكسرات.
وأكدت أن المآسي التي تسببت بها الحرب الدائرة منذ أكثر من 8 سنوات، جعلت اليمنيين يتشبثون بكل التفاصيل التي ترسم سعادتهم وتعزز بهجتهم، خاصة في الأعياد، حتى ولو كانت "جعالة العيد"، التي باتت تمثل أحد معالم الفرحة باستقبال العيد.
إقبال كبير
اللافت في هذه الأيام التي تسبق عيد الفطر السعيد، أن إقبال المواطنين في اليمن، خاصةً في العاصمة المؤقتة عدن، يتحول صوب المحال المختصة ببيع المكسرات والحلويات بمختلف صنوفها وأنواعها.
بعد أن تنتهي الأسر العدنية من توفير ملابس العيد وتجهيز كل ما تحتاجه منازلهم لاستقبال أيامه السعيدة، تتوجه اهتماماتهم نحو "جعالة العيد" التي لا بد أن تتوفر هي الأخرى، بحسب المواطنة أم مهند.
وتضيف السيدة اليمنية لـ"العين الإخبارية" أن الأيام الأخيرة من رمضان تخصصها العائلات في مدينة عدن لتجهيز الحلويات والمكسرات وكل ما يلزم لاستقبال زيارات الأهل والأقارب والجيران، وضيافتهم.
واشتكت أم مهند من ارتفاع أسعار المكسرات والحلويات، والتي وصلت إلى "مستويات جنونية"، بحسب وصفها؛ نتيجة الوضع المعيشي وتدهور سعر صرف الريال اليمني، إلا أنها أكدت حرصها كغيرها من الأمهات والعائلات العدنية على توفير هذه المستلزمات العيدية المهمة.
aXA6IDE4LjIxNy45OC4xNzUg جزيرة ام اند امز