قصر الكثيري باليمن.. فخر العمارة الطينية العربية (صور)
يقف شامخا على أرض صخرية بعد أن شيد كقلعة حصينة أكثر من قصر للحكم، إنه قصر السلطان الكثيري أو قصر سيئون الطيني في محافظة حضرموت.
يقع القصر شرقي اليمن، ويعد تحفة معمارية وفخر العمارة التاريخية العربية التي روضت الطين وصنعت منه قصور شامخة تماثل قلع الحرب.
ويعتبر قصر السلطان الكثيري من أبرز المعالم التاريخية في حضرموت وعلى مستوى البلاد كلها، وسبق أن اختارته اليمن ليكون واجهة على العملة النقدية فئة الألف ريال باعتباره تحفة معمارية في جنوب شبة الجزيرة العربية.
حصن دفاعي
يختلف المؤرخون اليمنيون حول فترة تأسيس القصر، حيث أرجع البعض فترة تشيده إلى نهاية القرن السادس عشر الميلادي فيما يذهب آخرون إلى أن فترة تشيده التي استغرقت 15 عاما كانت في القرون الهجرية الأولى.
وشيد القصر، وفقا للمؤرخين، كحصن منيع لحماية مدينة سيئون -التي يتوسطها- من أي هجمات حربية، وهو ما يظهره التصميم الهندسي الأول للمبنى قبل أن يصبح بعد العديد من التعديلات والترميمات المقر الرسمي للسلطان الكثيري.
وكان القصر مقرا لسلاطين الدولة الكثيرية التي حكمت وادي حضرموت في العام 992 هجريا، وتم تجديد بناء القصر في العام 1274 من قبل السلطان غالب بن محسن الكثيري، ثم أكمل المنصور بن غالب الكثيري وعلي بن منصور الكثيري بناء القصر بالشكل الذي نراه اليوم.
ويعد القصر من أكبر القصور الطينية في العالم حيث يتميز بجماله وتناسقه وكبره وقد بني من الطين حيث تزدهر في وادي حضرموت العمارة الطينية إلى اليوم وذلك لأنها تلائم طقس الوادي الذي يتميز بالحرارة والجفاف.
متحف أثري
يبلغ ارتفاع قصر سيئون 34 متراً فيما يبلغ ارتفاع السور 8 أمتار ويضم في دفته أكثر من 90 غرفة والكثير من الملحقات و14 مستودعا، ويستخدم جزء منه الآن كمتحف أثري لتاريخ حضرموت، فضلا عن مكتبة عامة.
ويحتوي متحفه الأثري على كثير من المصنوعات الحرفية وكثير من الأدوات التي كانت تستخدم في حضرموت، ويرتاد المتحف العديد من الزوار طوال أيام العام، فضلا عن احتضانه المناسبات والفعاليات الثقافية.
وكان القصر يتألف إبان الدولة الكثيرية من 6 طوابق شيدت من الطوب اللبن المطلية بالنورة والقضاض، وكان طابقه الأول يستخدم كمستودعات ومخازن لمتطلبات الدولة والقصر وسكن الخدم، فيما ضم الطابق الثاني المجلس السلطاني.
أما الطابق الثالث والرابع خصص لسكن العائلات ولزوجات السلطان واستقبال الضيوف، فيما الطابق الـ5 فكان يستخدمه السلطان للراحة وللنوم، حيث يضم سطحا يحميه ستار من البناء يلف القصر كالعمامة متصلا بغرفتين شرقية وغربية.
الطابق الأخير، وفقا لتصريحات مرشد سياحي لـ"العين الإخبارية"، يعد متنفسا لسكان القصر ويطل على مدينة سيئون برمتها حيث كان بمثابة موقع يرى منه القادم والمغادر للمدينة.
وقال مدير هيئة الآثار والمتاحف بوادي حضرموت في اليمن، الدكتور حسين أبوبكر العيدروس إن قصر السلطان الكثيري (قصر سيئون)، هو أقرب للحصن منه إلى القصر، وهكذا كانت مسيرته التاريخية، فكان قلعة حصينة تقف شامخة على أرض صخرية، وهذا سر من أسرار شموخه وبقائه.
لكن المسؤول اليمني أبدى قلقه المتزايد مما يحيط بالقصر وسوره بسبب الأمطار، وبسبب مشاكل كبيرة في الجانب الشمالي تتعلق بالأرض التي عليها خرائب لورثة من آل كثير وتشكل خطراً كبيراً على القصر في حال إزالتها أو تم البناء عليها.
وطالب العيدروس الجهات المعنية في الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية بالتدخل لترميم سور القصر التي تسربت إليه مياه الأمطار، وتقديم مشروع لحل المشاكل المحيطة به.
aXA6IDE4LjE4OC45MS4yMjMg
جزيرة ام اند امز