انطلاق «أديبك 2025» في أبوظبي.. العالم يجتمع تحت شعار «طاقة ذكية لتقدم متسارع»
انطلقت، اليوم الإثنين، في أبوظبي، فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2025»، الحدث الأكبر عالميا في قطاع الطاقة.
يشهد الحدث العالمي مشاركة قياسية تضم أكثر من 45 وزيرا و250 رئيسا تنفيذيا من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب قادة الصناعة والتمويل والتكنولوجيا.

ويقام المعرض، الذي تستضيفه شركة أدنوك في مركز أدنيك أبوظبي خلال الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تحت شعار «طاقة ذكية لتقدم متسارع»، ليجسد الرؤية الإماراتية في بناء منظومة طاقة أكثر تكاملا وذكاء واستدامة، قادرة على دعم النمو العالمي ومواكبة التحولات الاقتصادية والتقنية المتسارعة.
يأتي “أديبك 2025” هذا العام في أكبر دورة في تاريخه، حيث يجمع تحت سقف واحد قيادات وصناع سياسات ومبتكرين وأكاديميين من قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والتمويل والصناعة، لمناقشة سبل تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، وبناء منظومة مرنة توسع نطاق الحلول المستدامة وتضمن التقدّم والازدهار للجميع.

وتعد دورة هذا العام الأكبر من حيث عدد الوزراء وكبار التنفيذيين المشاركين، في دلالة على حجم الإلحاح والطموح العالميين نحو تسريع التحول في قطاع الطاقة، وترسيخ مكانة أبوظبي كمنصة رائدة تحفز الابتكار والتعاون الدولي، من السياسات إلى التكنولوجيا، ومن الاستثمار إلى التطبيق العملي للحلول الذكية.

يشهد المعرض هذا العام توسعا كبيرا في منطقة الذكاء الاصطناعي، التي تضم مجموعة من الأجنحة الجديدة المبتكرة لعرض أحدث التقنيات التي تحدث تحولا جذريا في صناعة الطاقة. ومن أبرز ما يُعرض في هذه المنطقة:
- روبوت H1 من شركة يونيتري (Unitree)، الذي يعد الأسرع والأكثر مرونة بين الروبوتات البشرية في العالم، بارتفاع 1.8 متر وسرعة 3.3 متر في الثانية.
- روبوت "توكا 5" من "جيكو روبوتكس" (Gecko Robotics)، القادر على تسلق الجدران لفحص البنية التحتية الحيوية وجمع البيانات الدقيقة عنها.
- روبوت الغواص الكهربائي "ميرلين آر أو في" (Merlin ROV) من شركة "آي كيه إم سبسي"، بقدرة غوص تصل إلى 3000 متر، ويعد من أكثر المركبات تحكما وكفاءة في السوق.
- خدمة "سكاي شاين" من شركة "داتا بريدج"، التي توظف طائرات بدون طيار ذاتية القيادة مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي و"ليدار" لتنظيف واجهات المباني والألواح الشمسية بأمان وكفاءة.
- نظام تحلية المياه منخفض الطاقة (LEEDS) من "بيشتل"، الذي يحول المياه عالية الملوحة إلى مياه نظيفة قابلة لإعادة الاستخدام.
- منصتا ProveZero وMinerva من CleanConnect.ai، اللتان تعدان أذكى أنظمة كشف انبعاثات الميثان في العالم، مع توثيق فوري عبر تقنية البلوك تشين.

وفي إطار تمكين الشباب لرسم ملامح مستقبل الطاقة، أطلق “أديبك 2025” أكبر برنامج مخصص للشباب في تاريخه تحت عنوان «أديبك للشباب».
يشمل البرنامج في دورته الثالثة عشرة 11 محورا رئيسيا لتزويد الطلبة بالمهارات والخبرات اللازمة للنجاح في قطاع الطاقة المتغير. ويستهدف إشراك أكثر من 1000 طالب من المدارس الثانوية و400 من الجامعات.

كما يقدم البرنامج مبادرة جديدة بعنوان «المبتكرون»، وهي منصة مخصصة لعرض الأبحاث والمشروعات الريادية المبتكرة أمام قادة القطاع والمستثمرين، بما يسهم في ردم الفجوة بين الابتكار الأكاديمي والتطبيق العملي.
ويعلن خلال الحدث عن الفائزين في تحدي خفض انبعاثات الميثان الموجّه لطلبة المدارس الثانوية في دولة الإمارات.

يتوقع أن يستقطب الحدث أكثر من 205 آلاف زائر من 172 دولة، إلى جانب 2250 شركة عارضة و1800 متحدث يمثلون مختلف قطاعات الصناعة والاستثمار والابتكار وصنع السياسات.
ويعد هذا التنوع انعكاسا لدور أبوظبي كمركز عالمي للطاقة والتكنولوجيا والتمويل، ومختبر مفتوح لتبادل الأفكار والخبرات.
يتضمّن برنامج “أديبك 2025” نحو 380 جلسة متخصصة ضمن المؤتمر الاستراتيجي والتقني، تجمع كبار صناع القرار والخبراء العالميين لمناقشة أبرز التحديات في قطاع الطاقة وسبل بناء شراكات فعالة.

ويركز المؤتمر على خمسة مجالات رئيسية:
- الاقتصادات الناشئة.
- الغاز الطبيعي والغاز المسال.
- التكرير والتصنيع والتسويق والصناعات الكيماوية.
- التنوع والريادة والتطوير.
- تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحوّل الرقمي.

أما المؤتمر التقني، فيعد الأكبر من نوعه عالميا، ويترأسه هيثم الجنيبي، النائب الأول للرئيس لشؤون الغاز والتنمية في أدنوك، ويضم 159 جلسة تقنية بمشاركة أكثر من 1100 خبير من مختلف أنحاء العالم.
ويقدّم “أديبك 2025” من خلال منطقة الذكاء الاصطناعي الموسعة نموذجا فريدا لتكامل التكنولوجيا مع الطاقة، حيث تعرض حلول مبتكرة تسهم في رفع كفاءة الأنظمة، وتمكين بنية تحتية أكثر ذكاء واستدامة، وتوسيع نطاق الاستفادة من البيانات والرقمنة في دعم خطط الحياد الكربوني.

يشهد الحدث إطلاق «معرض الكيماويات والحلول منخفضة الكربون» الجديد، الذي يعزز موقع أبوظبي كمركز عالمي للابتكار في مجالات الهيدروجين والأمونيا والميثانول واحتباس الكربون وتخزين الطاقة والطاقة النظيفة.
ويبرز هذا المعرض جهود دولة الإمارات في دعم التقنيات النظيفة ومبادرات خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد المناخي.

يوسّع “أديبك 2025” شبكته من الشركاء العالميين بانضمام مؤسسات استشارية رائدة مثل بوسطن كونسلتينغ جروب (BCG) ووود ماكنزي وديلويت وكي بي إم جي وأكسنتشر، لتقديم تحليلات واستشرافات استراتيجية حول مستقبل الطاقة.
وبذلك، يكرس “أديبك” مكانته كأكثر حدث شموليا واستشرافا للمستقبل في صناعة الطاقة العالمية.

واصل “أديبك” خلال نسخه السابقة أداءه الاقتصادي القوي، إذ حقق في الأعوام الثلاثة الماضية صفقات وعوائد تجاوزت 27 مليار دولار (99.2 مليار درهم) عبر مختلف قطاعات الطاقة.
ففي عام 2022 بلغت قيمة الصفقات 8.2 مليار دولار، وفي 2023 تجاوزت 8.8 مليار دولار، بينما شهدت نسخة 2024 إبرام صفقات تجاوزت 10 مليارات دولار.

وفي لمسة تعبر عن روح الانفتاح الإماراتي، يشهد “أديبك 2025” إطلاق «جناح الثقافة» الجديد عند المدخل الرئيسي للمعرض، ليكون بوابة الإمارات الثقافية إلى العالم، تتيح للزوار استكشاف الهوية الوطنية الأصيلة وتعزز مكانة الدولة كمركز عالمي للتواصل الثقافي والمجتمعي.

يجسد “أديبك 2025” السعي نحو بناء منظومة طاقة أكثر تكاملا وذكاء، تجمع بين الابتكار والتكنولوجيا والسياسات والاستثمار. ففي عالم يزداد تعقيدا، يعتمد التقدم على تسخير التقنيات الحديثة من الذكاء الاصطناعي إلى الحلول منخفضة الكربون، وعلى توحيد الجهود بين مختلف مكونات منظومة الطاقة العالمية.

ومن خلال رؤى قيادية من أكثر من 170 دولة، يشكل “أديبك” منبرا حقيقيا لتحويل الأفكار إلى أفعال، والطموحات إلى نتائج ملموسة، مسهما في صياغة مستقبل مرن، ذكي، ومستدام للطاقة العالمية.

aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTYxIA== جزيرة ام اند امز