«أديبك 2024».. حدث إماراتي الأكثر تأثيرا في قطاع الطاقة العالمي
قالت طيبة الهاشمي، الرئيس التنفيذي لشركة "أدنوك البحرية" ورئيسة معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك"، إن قطاع الطاقة العالمي يشهد تحولات وتغيرات متسارعة تنجم عنها العديد من التحديات الرئيسية والفرص المهمة.
وأكدت أن التحديات تتجسد في 3 ركائز رئيسية لمستقبل الطاقة، تشمل تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة العالمي، وظهور اقتصادات نمو جديدة مع تنامي الطلب على الطاقة، والتطور السريع للذكاء الاصطناعي، الذي لا يتطلب كمية كبيرة من الطاقة فحسب، بل يمتلك أيضا إمكانات تحويلية كبيرة عند استخدامه في قطاع الطاقة، حيث تؤدي هذه الاتجاهات الكبرى بدورها إلى إعادة تشكيل الصناعات والمجتمعات بوتيرة متسارعة غير مسبوقة.
وأضافت، وفقا لوكالة أنباء الإمارات "وام": "في (أدنوك) بشكل خاص، ودولة الإمارات بشكل عام، نعتبر هذه التحولات فرصا مميزة، ونحتويها بذهنية إيجابية، ونقابلها بابتكارات رائدة، وشراكات جديدة لتعزيز النمو والتنويع وخفض الانبعاثات".
أديبك 2024.. منصة توحيد الجهود
وأردفت: "انطلاقاً من هذه العقلية، نرحب بأبرز القادة العالميين في قطاع الطاقة والتكنولوجيا في (أديبك 2024)، الحدث الذي يوفر منصة مثالية للمجتمع العالمي لتوحيد الجهود، وتسريع التقدم اللازم لتحقيق الانتقال في قطاع الطاقة، وهذا الانتقال ليس مسألة طاقة فحسب، بل يتعلق أيضاً بتعزيز التقدم البشري، والتطور التكنولوجي، والازدهار العالمي، ويُعتبر الفرصة والتحدي الأبرز في عالمنا اليوم، ولهذا يجب علينا العمل لتأمين الطاقة المستدامة اللازمة لتعزيز نمو الاقتصادات، وتحسين جودة الحياة، ودفع عجلة الابتكار، دون أن ننسى دورنا المهم في تعزيز الإسهامات والمبادرات التي تخفض الانبعاثات الكربونية بشكل كبير".
وقالت الهاشمي، إن الذكاء الاصطناعي أثبت أنه أداة قوية وفعالة لتحقيق هذه المستهدفات، وإنه لا يمكن التقليل من إمكانات هذه التقنية الحديثة لإحداث ثورة في كيفية إنتاج وتوزيع واستهلاك الطاقة؛ إذ يساعد الذكاء الاصطناعي من خلال تحسين سلاسل التوريد ورفع الكفاءة وتقليل الخسائر، في إنشاء منظومة طاقة أكثر ذكاءً ومرونة".
الذكاء الاصطناعي وشبكات الطاقة
وعددت الهاشمي أمثلة على ذلك من بينها، أنه يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في إدارة شبكات الكهرباء بشكل أكثر فعالية، وضمان توصيل الطاقة بفاعلية إلى الأماكن الأكثر احتياجاً، والحدّ من الهدر وخفض التكاليف، وتحسين الموثوقية، فضلا عن قدرته على تحليل مجموعات البيانات الضخمة والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية، بما يمكن أن تؤدي إلى اتخاذ قرارات إستراتيجية أفضل وأكثر دقة وكفاء في إدارة الطاقة.
واستطردت بالقول: "بطبيعة الحال توجد بعض التحديات بخصوص الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في أنظمة الطاقة، وذلك بسبب العقبات والمخاوف التي تواجه نشر التقنيات الجديدة في الأنظمة المعقدة، فقد أدى النمو السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي إلى حدوث زيادة كبيرة في استهلاك الطاقة، فمنذ عام 2019 ارتفعت انبعاثات شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى بنحو 30%.
وقالت إنه من المتوقع ارتفاع متطلبات الطاقة لمراكز البيانات بحوالي ثلاث أضعاف على الأقل بحلول عام 2030، ويؤكد هذا الطلب المتزايد على الطاقة على العلاقة المترابطة بين الذكاء الاصطناعي ومستقبل الطاقة، فالذكاء الاصطناعي يحتاج إلى الطاقة، وفي الوقت ذاته تعتمد أنظمة الطاقة بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز موثوقية وكفاءة العمليات على النحو الأمثل".
قوة تأثير على المستوى العالمي
وقالت إن "أديبك" كان على الدوام منصةً فريدةً من نوعها، جمعت شخصيات وجهات متعددة من القطاعات المختلفة، وأسهمت في تعزيز مجالات وفرص التعاون الدولي بين الأطراف كافة، وإن الدورة الجديدة من هذا الحدث الأهم في قطاع الطاقة، ستواصل تسليط الضوء على قدرات وإمكانات تطبيقات الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات الناشئة على خلق منظومة طاقة أكثر كفاءة ومرونة واستدامة، حيث ستتم مناقشة هذه التقنيات المستقبلية من الناحية النظرية، والتركيز أيضاً على إبراز تطبيقاتها العملية الواعدة وفوائدها الملموسة والمؤثرة.
وأوضحت أن مخرجات دورة "أديبك 2023"، تظهر قوة تأثير هذه المنصة على المستوى العالمي؛ إذ لم يكن الحضور القياسي أو الصفقات التي بلغت قيمتها مليارات الدولارات هي التي حددت نجاحها فحسب، بل قدرة الحدث على تهيئة منصة مثالية للقادة العالميين، وإسهامه بشكل كبير في تحفيز قطاع الطاقة على العمل بوتيرة متسارعة.
وأوضحت أن "أديبك" العام الماضي أقيم تحت شعار: "خفض الانبعاثات أسرع معاً" ليشكل دعوةً عالمية لتكثيف الجهود على العمل، واستجابةً للمبادرة التي طرحها الدكتور سلطان أحمد الجابر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، والتي دعا خلالها المشاركين في "أديبك" إلى أن يكونوا جزءاً من الحل؛ حيث عكس الحدث فعالية هذا النهج الشامل، وتمت خلاله مناقشة تقنيات خفض الانبعاثات، والأهداف الطموحة والالتزامات التي تم التعهد بها بشكل علني أمام الجميع.
40 عاما على انطلاق أديبك
وقالت: "تزامناً مع اقترابنا من الاحتفال بالذكرى الأربعين لانطلاق معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك" في دورة عام 2024، يجب أن نسعى لمواصلة هذا الزخم، حيث ستكون دورة هذا العام بمثابة المنصة المثالية التي سنستعرض من خلالها التقدم المحرز في تنفيذ الالتزامات التي تعهدنا بها في دورة العام الماضي، وسنضع خطط عمل واضحة للمستقبل.
وأوضحت أنه بالإضافة إلى كونه منصةً عالمية لقادة قطاع الطاقة، سيحتفي "أديبك 2024" بالدور المحوري الذي تلعبه الطاقة في دفع عجلة النمو الاقتصادي، وتمكين المجتمعات، وتعزيز الابتكار التكنولوجي. كما ستسهم التجارب التي ستتم مشاركتها، والشراكات التي سيتم بناؤها، والالتزامات التي سيتم التعهد بها خلاله، في رسم ملامح مستقبل قطاع الطاقة، ما يسهم في معالجة التحديات الثلاث للطاقة المتمثلة في الاستدامة، والأمن، وإمكانية الوصول المباشر".
وأشارت إلى أن أبوظبي ستكون في نوفمبر المقبل، ملتقى لقطاع الطاقة لمناقشة أفكار جديدة، واستكشاف حلول مبتكرة لمستقبل الطاقة تعتمد على الإمكانات الهائلة التي توفرها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات الناشئة لتشكيل مستقبل القطاع، حيث أن أمامنا فرصة مهمة لمواصلة العمل الجماعي نحو النهوض بأجندة قطاع الطاقة العالمي، والتأكيد على التزامنا ببناء مستقبل مستدام ومزدهر للجميع.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4yMjkg جزيرة ام اند امز