150 مليار دولار استثمارات حتى 2030.. «أدنوك» مزود عالمي مسؤول وموثوق للطاقة
اعتمدت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، خطة أعمالها للسنوات الخمس المقبلة واستثمارات رأسمالية ضخمة للفترة 2026–2030، في خطوة ترسخ مكانة دولة الإمارات كلاعب أساسي في منظومة الطاقة العالمية.
الاستثمارات، التي أقرها مجلس إدارة أدنوك خلال اجتماعه في مجمع "حبشان"، تمثل مشروع متكامل يعيد صياغة دور الشركة في مشهد عالمي يتغير بسرعة، ويجمع بين تعزيز أمن الطاقة، وتسريع التحول نحو صناعات القيمة المضافة، ودمج التقنيات الذكية في مختلف مراحل التشغيل.
وتأتي هذه الخطة في وقت تواصل فيه أدنوك التوسع على ثلاثة محاور رئيسية: زيادة قدرات الإنتاج التقليدية من النفط والغاز، وتنمية الصناعات الكيماوية والتحويلية، وبناء منظومة رقمية متقدمة تجعلها أكثر الشركات اعتماداً على الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة العالمي.
وقد أشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، خلال الاجتماع السنوي لمجلس إدارة "أدنوك" والذي ترأسه في مجمع "حبشان"، بإنجازات "أدنوك" في تنفيذ استراتيجيتها للنمو المحلي والدولي، وتعزيز مرونتها وقدرتها على مواكبة التغيرات المتسارعة في قطاع الطاقة العالمي. كما وجّه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الشركة، بتحقيق مزيد من النجاحات بناءً على ما حققته خلال العام 2025 لزيادة فرص النمو وخلق وتعزيز القيمة لدولة الإمارات، وتعزيز مكانتها شركة رائدة في تطبيق التكنولوجيا المتقدمة وترسيخ دورها مزوّداً عالمياً مسؤولاً وموثوقاً للطاقة.
زيادات ضخمة في الاحتياطيات
نجحت أدنوك خلال العام الماضي في تحقيق تقدم تاريخي على مستوى الاحتياطيات المؤكدة، حيث ارتفعت احتياطيات النفط إلى 120 مليار برميل خام، وارتفعت احتياطيات الغاز الطبيعي إلى 297 تريليون قدم مكعبة قياسية.
هذه الزيادة تمثل نجاح المجموعة في تسخير أدوات التحليل المتقدمة والمسوح الجيوفيزيائية التي شملت الأراضي والمياه الإقليمية للدولة، التي أدت إلى اكتشافات تجاوزت 1.2 مليار برميل مكافئ نفطي من خلال برنامج المسح الثلاثي الأبعاد الأضخم عالمياً.
وتعد هذه الزيادات دعماً جوهرياً لخطط الإمارات الرامية إلى تعزيز مرونة إمداداتها على المدى الطويل، خاصة مع ارتفاع الاستهلاك المحلي من الغاز، وتوسع البلاد في الصناعات الثقيلة والعمليات البتروكيماوية.
تعزيز أعمال التكرير والكيماويات
عززت أدنوك حضورها في قطاع الصناعات الكيماوية عبر منظومة "تعزيز" في مدينة الرويس، التي اكتملت قرارات الاستثمار النهائية للمرحلة الأولى منها، بطاقة إنتاجية متوقعة تصل إلى 4.7 مليون طن سنوياً.
ومن المقرر أن ترتفع طاقة إنتاج أدنوك من الكيماويات إلى 11 مليون طن سنوياً بحلول عام 2028، ما يضع الإمارات ضمن أهم المنتجين الإقليميين للبتروكيماويات.
ويتضمن المشروع عمليات توسعة في مجمع الرويس الصناعي تشمل تطوير مرافق إضافية لمعالجة الغازات والمخلفات، إلى جانب مشاريع لزيادة إنتاج البولي أوليفينات والمواد الوسيطة المستخدمة في الصناعات التحويلية.
إنشاء شركة "أدنوك غشا"
أقر مجلس إدارة أدنوك تأسيس شركة جديدة باسم "أدنوك غشا" تتولى إدارة الامتياز البحري الذي يضم الحقول "الحيل"، "غشا"، "دلما"، "صرب" و"نصر"، وهو أحد أكبر مشاريع تطوير الغاز الحامض Offshore على مستوى العالم، بطاقة إنتاجية متوقعة تصل إلى 1.8 مليار قدم مكعبة قياسية يومياً من الغاز و150 ألف برميل يومياً من النفط والمكثفات.
ويمثل تقدم العمل في مشروع "الحيل" و"غشا" خطوة مهمة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في الإمارات وتعزيز صادرات الغاز المسال مستقبلاً، خاصة مع توجه أدنوك لزيادة إنتاج الغاز غير التقليدي أيضاً.
نمو الموارد غير التقليدية
تحتوي أبوظبي على واحد من أكبر مخزونات الغاز غير التقليدي في العالم، حيث بلغت الاحتياطيات القابلة للاستخلاص 160 تريليون قدم مكعبة من الغاز، و22 مليار برميل من النفط غير التقليدي.
وتعمل أدنوك على تطوير هذه المكامن بالتعاون مع شركات عالمية تمتلك الخبرة في الحفر الأفقي وتقنيات التكسير الهيدروليكي، بهدف تحويل الإمارات إلى منتج رئيسي في هذا النوع من الموارد.
هذا التوجه يدعم رؤية الإمارات لتأمين إمدادات طويلة الأمد من الغاز، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتوسيع قدراتها التصديرية في أسواق الغاز المسال.
تعزيز المحتوى المحلي
حقق برنامج "تعزيز المحتوى المحلي" في أدنوك نقلة نوعية في دعم الاقتصاد الوطني، حيث أعاد البرنامج 65 مليار درهم (17.7 مليار دولار) للإمارات خلال 2025 وحدها، بينما بلغ إجمالي ما تمت إعادته للاقتصاد منذ إطلاقه في 2018 أكثر من 307 مليارات درهم (83.6 مليار دولار)، ما يعكس سياسة أدنوك في إحلال المنتجات المحلية محل المستوردة، وتشجيع الشركات العالمية على تصنيع منتجاتها داخل الدولة.
وأعلن المجلس اعتماد هدف جديد يقضي بإعادة ضخ 220 مليار درهم (59.9 مليار دولار) أخرى للاقتصاد خلال السنوات الخمس المقبلة، إلى جانب توقيع اتفاقيات بقيمة 80 مليار درهم (21.8 مليار دولار) لتزويد أدنوك بمنتجات ومعدات مصنعة محلياً، ودعم استثمارات صناعية جديدة في الرويس وأبوظبي. كما وفر البرنامج أكثر من 23 ألف وظيفة للمواطنين في القطاع الخاص منذ 2018، مع خطط لتوفير آلاف الوظائف الجديدة خلال المرحلة المقبلة.
التوسع الدولي عبر "XRG"
شهدت شركة XRG الذراع الدولية لأدنوك نمواً لافتاً، حيث ارتفعت قيمتها المؤسسية من 80 مليار دولار عند إنشائها إلى 151 مليار دولار. وتتولى الشركة قيادة عمليات التوسع الدولي لأدنوك، من خلال الاستحواذ على أصول طاقة في آسيا وأوروبا وأمريكا، إلى جانب مشاريع الغاز المسال المشتركة.
وتعمل XRG على تنفيذ استراتيجية تشمل شراء حصص في مرافق تصدير الغاز المسال، وتوسيع عمليات النقل والخدمات، والدخول في استثمارات مشتركة في مجالات الكيماويات والطاقة النظيفة.
الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي
اعتمد مجلس الإدارة "مؤشر الإنتاجية" كأول نظام متكامل لقياس الكفاءة التشغيلية للموظفين والعمليات باستخدام الذكاء الاصطناعي، والذي أظهر تحسناً واضحاً في أداء الوحدات التشغيلية. كما توسعت الشركة في استخدام منصة "MEERAi" لتمكين اجتماعات المجالس عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتم نشرها في 10 شركات تابعة.
وتهدف أدنوك إلى أن تصبح أكثر شركات الطاقة في العالم اعتماداً على الذكاء الاصطناعي بحلول 2030، من خلال إدخال الروبوتات في عمليات الفحص والصيانة، وتطبيق التحليل التنبؤي لمنع الأعطال، وتقليل التوقف غير المخطط له بنسب تجاوزت 50%.
نتائج أعمال الشركات التابعة
سجلت الشركات التابعة لأدنوك نتائج قياسية خلال 2024 و2025، إذ حققت المجموعة صافي أرباح يتجاوز 9.43 مليار درهم "2.67 مليار دولار"، خلال الربع الثالث من 2025، لتواصل بذلك تحقيق نتائج مالية قوية للأشهر التسعة الأولى من العام.
وبنهاية 2024، حققت "أدنوك للتوزيع" نمواً في الأرباح لتصل إلى 2.8 مليار درهم (762.4 مليون دولار) في 2024، مع تأكيد توزيعات أرباح سنوية بحد أدنى 2.57 مليار درهم (699.8 مليون دولار) حتى 2028، بالإضافة إلى توزيع أرباح ربع سنوية متزايدة.
وسجلت "أدنوك للحفر" إيرادات بلغت 11.03 مليار درهم (3 مليارات دولار) في 2024، وصافي أرباح وصل إلى 4.17 مليار درهم (1.1 مليار دولار). كما أعلنت خطة توسعة أسطول الحفارات من 115 إلى أكثر من 150 حفارة بحلول 2030 لمواكبة خطط زيادة الإنتاج.
وحققت "أدنوك للغاز" إيرادات بلغت 79 مليار درهم (21.5 مليار دولار) في 2024 وصافي أرباح 15.9 مليار درهم (4.3 مليار دولار)، مع خطة واضحة لزيادة صادرات الغاز المسال بفضل المشاريع الجديدة في الرويس وداس.
وسجلت "فرتيغلوب"، أرباحاً قوية تجاوزت 1.2 مليار دولار، مع خطة للتوسع في الأمونيا الزرقاء وتصدير المنتجات منخفضة الكربون. وحققت "بروج" أرباحاً بقيمة 1.2 مليار دولار، وأعلنت خطة توسعية لرفع الطاقة الإنتاجية عبر مشروع "بروج 4" الذي سيضيف قدرات إنتاجية كبيرة للبولي بروبيلين.
وحققت شركة "أدنوك للإمداد والخدمات" نمواً ملحوظاً في الإيرادات لتصل إلى 4.75 مليار درهم (1.3 مليار دولار) في 2024، مع خطط للتوسع الإقليمي والدخول في أسواق جديدة.
الطاقة منخفضة الكربون
تعمل أدنوك على تنفيذ خطة لخفض الانبعاثات بنسبة 25% بحلول 2030، وتطوير مشاريع لاحتجاز الكربون بقدرة تصل إلى 10 ملايين طن سنوياً. كما تعمل على مشاريع للهيدروجين الأزرق والأمونيا منخفضة الكربون، إلى جانب توسعة شبكة الكهرباء النظيفة التي تغذي منشآتها بطاقة نووية وشمسية بنسبة 100%.