"أدنوك" ترسي عقد إنشاء في امتياز "غشا" بقيمة 1.36 مليار دولار
"أدنوك" تعلن ترسية عقد لإنشاء عدد من الجزر الاصطناعية ضمن مرحلة التطوير الأولى لامتياز "غشا" بقيمة 1.36 مليار دولار.
أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، الأربعاء، ترسية عقد لإنشاء عدد من الجزر الاصطناعية ضمن مرحلة التطوير الأولى لامتياز "غشا" حيث فازت شركة الجرافات البحرية الوطنية بالعقد الذي تبلغ قيمته 5 مليارات درهم (1.36 مليار دولار) وذلك بعد مناقصة اتسمت بالتنافسية.
- "أدنوك" ترسي استكشاف أول منطقة برية جديدة على "أوكسيدنتال" الأمريكية
- "أدنوك" توقع شراكة استراتيجية مع "إيني" الإيطالية و"أو إم في" النمساوية
وأوضحت "أدنوك" أن المشروع سيحقق قيمة محلية مضافة بنسبة تزيد عن 70% من قيمة العقد.
وستقوم شركة الجرافات البحرية الوطنية بإنشاء 10 جزر اصطناعية وجسرين، إضافة إلى توسعة إحدى الجزر القائمة "جزيرة القاف".
ومن المتوقع أن يستغرق تنفيذ المشروع 38 شهرا وسيوفر البنية التحتية اللازمة لعمليات التطوير والحفر والإنتاج في امتياز "غشا" العملاق للغاز الحامض والذي يضم حقول "الحيل" و"غشا" و"دلما" و"نصر" و"مبرز" البحرية، كما من المتوقع أن يوفر المشروع في ذروة عملياته الإنشائية أكثر من 3 آلاف و500 فرصة عمل.
شهد توقيع الاتفاقية الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها، ومحمد مرشد الرميثي، رئيس مجلس إدارة شركة الجرافات البحرية الوطنية، والدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام بالإنابة لهيئة البيئة-أبوظبي.
وقع الاتفاقية عبد المنعم الكندي، الرئيس التنفيذي لدائرة الاستكشاف والتطوير والإنتاج في "أدنوك"، وياسر نصر زغلول، الرئيس التنفيذي لشركة الجرافات البحرية الوطنية.
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: "تماشيا مع توجيهات القيادة بضمان الاستغلال الأمثل لموارد أبوظبي الطبيعية وتعزيز مساهمة قطاع النفط والغاز في نمو الاقتصاد الإماراتي، سيسهم هذا العقد في تسريع تطوير امتياز "غشا" البحري العملاق، والذي يعد جزءا رئيسيا من استراتيجية أدنوك المتكاملة 2030 للنمو الذكي الهادفة إلى تأمين إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز.
وتابع "الجابر": "ويعد هذا المشروع واحدا من أكبر مشاريع الغاز عالي الحموضة على مستوى العالم، وسيسهم بشكل مباشر في تمكين الإمارات من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز مع إمكانية التحول إلى مصدر له".
وأضاف "تم اختيار شركة الجرافات البحرية الوطنية عقب مناقصة اتسمت بالتنافسية، ومما لا شك فيه أن ترسية هذا المشروع على شركة وطنية ستسهم في تحقيق قيمة محلية مضافة كبيرة تسهم في دعم نمو الاقتصاد الإماراتي، كما أنها تعكس التقدم السريع الذي تحرزه أدنوك في جهودها لتحقيق أقصى قيمة ممكنة من الموارد الهيدروكربونية".
وقامت أدنوك بدراسة مدى إمكانية مساهمة الشركات المتقدمة في تعزيز القيمة المحلية المضافة في مختلف مراحل التنفيذ، وذلك ضمن معايير التقييم التجاري الشامل والتي تشمل بندا خاصا لتعزيز هذه القيمة.
وتهدف استراتيجية أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة إلى دعم وتوثيق الشراكات الإماراتية والدولية وإتاحة مزيد من الفرص لتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي، وتبادل المعرفة، وتوفير فرص عمل للإماراتيين في القطاع الخاص.
ويعطي العرض -الذي تقدمت به شركة الجرافات البحرية الوطنية- الأولوية في توفير مواد المشروع من مصادر داخل الإمارات، واستخدام موردين ومصنعين إماراتيين بمجموع إنفاق يبلغ نحو 3.62 مليار درهم (990 مليون دولار)، كما ستتعاون الشركة مع شركاء دوليين لتنفيذ المشروع.
من جانبه، قال محمد مرشد الرميثي: "نحن فخورون بمشاركتنا لأدنوك من خلال الفوز بهذا المشروع الاستراتيجي العملاق الذي سيسهم في نمو الاقتصاد الإماراتي، وفي دعم استراتيجية أدنوك لتطوير موارد الغاز، كما نفخر في شركة الجرافات البحرية الوطنية بالمساهمة في تحقيق استراتيجية الإمارات في تطوير القطاع البحري وتعزيز تنافسيته عالميا".
وأضاف "إننا نشارك أدنوك نظرتها حول أهمية تعزيز القيمة المحلية المضافة التي تمثل جزءا مهما ضمن خطة عملنا في شركة الجرافات البحرية الوطنية. وسنقوم بإنفاق نحو 3.62 مليار درهم (990 مليون دولار)، في الإمارات من خلال هذا المشروع بما يسهم في توفير فرص عمل إضافية للإماراتيين في القطاع البحري، وزيادة استخدام المحتوى المحلي مثل المنتجات والمرافق والبنى التحتية من معدات وخدمات الحفر، وذلك تماشيا مع هدفنا بالمساهمة في نمو وتطور وازدهار الاقتصاد في الإمارات".
وتحقق الجزر الاصطناعية في المياه الضحلة وفورات كبيرة في التكاليف وكذلك حماية البيئة، فهي تتيح المجال لاستخدام الحفارات البرية منخفضة التكلفة بدلا من الحفارات البحرية ذات التكلفة العالية، كما توفر هذه الجزر مرونة أكبر في عمليات الحفر الممتد لأعماق بعيدة، وتسهم الجزر كذلك في الاستغناء عن حفر أكثر من 100 موقع للآبار وتوفير أماكن وموائل إضافية للحياة البحرية.
وتمتلك أدنوك سجلا حافلا بالإنجازات في استخدام الجزر الاصطناعية، بما في ذلك إنشاء 4 جزر صناعية لمشروع توسعة حقل زاكوم العلوي الذي يعد ثاني أكبر حقل نفط بحري، ورابع أكبر حقل نفط في العالم.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري: "منذ مرحلة الاستكشاف الأولي، عملت أدنوك بشكل وثيق مع هيئة البيئة-أبوظبي لضمان استدامة تطوير هذا المشروع، بما في ذلك الجزر الاصطناعية، من الناحية البيئية والمجتمعية.
وشمل ذلك إجراء واحدا من أكبر المسوحات البيئية البحرية الأساسية في تاريخ الإمارات بهدف تقييم الحياة البحرية في المنطقة، وفهم أي آثار محتملة، وضمان مساهمة خطط التطوير والإدارة بحماية تنوع النظم البيئية البحرية، والحد من أي تأثيرات محتملة على الموائل الحساسة والأنواع المهددة بالانقراض".
وتابعت "ونحن نتطلع إلى مواصلة تعاوننا الوثيق مع أدنوك بما يضمن إدارة وتطوير موارد أبوظبي الطبيعية بشكل مستدام يعود بالنفع على الإمارات".
وتم اختيار أسماء الجزر الجديدة في امتياز "غشا" من مواقع غوص صيد اللؤلؤ بما يعكس ثراء المنطقة التاريخي والثقافي، حيث تم اختيار أسماء "غانم"، و"لسوالم"، و"الجنانيز"، و"مديفينه"، و"الرييعه"، و"السيبه"، و"السيمه"، و"الشلهه"، و"الجزول"، و"الدروب"، لهذه الجزر، حيث يعد الغوص لصيد واستخراج اللؤلؤ مكونا أساسيا للثقافة الإماراتية منذ ما يزيد على 7 آلاف عام.
يذكر أن أدنوك أرست مؤخرا حصصا في امتياز "غشا" على شركة "إيني" الإيطالية 25%، و"وينترشال" الألمانية 10% و"أو أم في" النمساوية 5%.
ومن المتوقع أن ينتج المشروع أكثر من 1.5 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا عند بدء تشغيله في منتصف العقد المقبل، أي ما يكفي لتلبية احتياجات ما يزيد عن مليوني منزل من الكهرباء، ومع اكتمال المشروع، سينتج أيضا أكثر من 120 ألف برميل من النفط والمكثفات عالية القيمة يوميا.