من إرث الاستعمار إلى البرلمان.. رحلة «هتلر» ناميبيا
وسط الجدل العالمي الذي أثاره اسمه قبل سنوات، يتجه سياسي من ناميبيا يُدعى أدولف هتلر، نحو تحقيق فوز ساحق مرة أخرى.
السياسي المحلي - الذي أثار ضجة واسعة عام 2020 بسبب اسمه - يستعد للاحتفاظ بمقعده في مجلس النواب بناميبيا لخمس سنوات جديدة، وفقًا لبيانات لجنة الانتخابات في ناميبيا.
وكان هتلر قد فاز سابقًا بمقعد دائرة أومبوندجا بنسبة 85% من الأصوات، إذ حصل على 1,196 صوتًا مقابل 213 فقط لمنافسه، بحسب صحيفة ذا صن البريطانية.
السياسي البالغ من العمر 59 عامًا قال مرارًا إنه يعتقد أن اسمه “طبيعي”، مؤكدًا أنه لا يمتّ بصلة إلى الأيديولوجية النازية التي تسببت في قتل الملايين.
ويحمل السياسي اسمه الكامل: أدولف هتلر أونونا، وقد فاز أول مرة بالمقعد عن قائمة حزب “منظمة شعب جنوب غرب أفريقيا” (سوابو)، الحزب الحاكم منذ استقلال البلاد عن جنوب أفريقيا العنصرية عام 1990.
ونظرا لماضي ألمانيا الاستعماري للبلاد، ما زالت شوارع وأماكن كثيرة تحتفظ بأسماء ألمانية، ويقول أونونا إن والده هو من أطلق عليه هذا الاسم دون إدراك لمعانيه.
وقال في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية عام 2020: "أطلق والدي علي هذا الاسم. ربما لم يكن يفهم ما الذي يمثله أدولف هتلر. كطفل، رأيت أن الاسم طبيعي تمامًا. ولم أفهم إلا عندما أصبحت مراهقًا أن هذا الرجل أراد غزو العالم بأسره.”
وأوضح أن زوجته تناديه “أدولف”، لكنه عادة يستخدم اسم “أدولف أونونا”، مضيفًا أنه أصبح “متأخرًا جدًا” لتغيير اسمه لأنه موجود في جميع وثائقه الرسمية.
وبعيدًا عن نظيره التاريخي الذي ارتبط بـ«الجرائم النازية»، دخل أونونا عالم السياسة من بوابة النضال ضد نظام الفصل العنصري، حين انضم إلى مقاتلي سوابو المناهضين للفصل العنصري.
وتحتفظ ناميبيا حتى اليوم بجاليات تتحدث الألمانية بسبب ماضيها الاستعماري، كما يزورها سنويًا نحو 120 ألف سائح ألماني. وتقول برلين إن لديها “مسؤولية خاصة” تجاه ناميبيا بسبب “الإرث الاستعماري المشترك” بين البلدين.
ويعود ذلك إلى الجرائم التي ارتكبها الجيش الألماني بين عامي 1904 و1908، حين قُتل نحو 65 ألفًا من قبيلة الهيريرو و10 آلاف من قبيلة الناما خلال محاولة قمع تمرد في المستعمرة الألمانية السابقة “جنوب غرب أفريقيا الألمانية”. وقد فقدت ألمانيا السيطرة على المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى.
وفي السنوات الأخيرة، تصاعدت الضغوط على ألمانيا لتقديم نوع من التعويضات لناميبيا.
وعلى عكس أونونا، كان أدولف هتلر الأصلي دكتاتورًا دمويًا حاول السيطرة على مساحات شاسعة من أوروبا، وهو ما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية.
وانتهى حكمه بسقوط برلين عام 1945، حين انتحر هتلر بإطلاق النار على نفسه في مخبئه تحت الأرض بينما كانت قوات الجيش الأحمر السوفياتي تقترب من العاصمة. وقام مساعدوه بإحراق جثته في حديقة مستشارية الرايخ.