والد أدولف هتلر كان طاغية .."الابن صورة أبيه"
تشير وثائق حديثة إلى أن والد أدولف هتلر كان مستبدا وسياسيا متعنتا، يضع نفسه في مرتبة أعلى من غيره وكان له تأثير دائم على ابنه.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن رومان ساندجروبر، الأستاذ الفخري في جامعة لينز، توصل إلى هذه الاكتشافات بعد دراسة 31 رسالة تظهر للمرة الأولى، والتي كتبها ألويس هتلر إلى الشخص الذي باع له مزرعة عام 1895، قبيل عيد ميلاد أدولف هتلر السادس.
ويرى ساندجروبر أن ألويس كان على عكس ما اعتقد المؤرخون من أنه "فلاح بسيط دائم الجلوس في حانة يقوم بتربية النحل"، إلا أنه كان في الواقع شخصية أكثر تعقيدًا وشريرة يعتقد أنه "يعرف كل شيء".
وأضاف ساندجروبر أنه بينما كان ألويس مستبدًا مع عائلته، لكنه كان حذرًا من السلطة، وعارض سلطة وتأثير الكنيسة، لا سيما في السياسة، مشيرا إلى أن العديد من هذه السمات انتقلت إلى ابنه الثاني، أدولف، الذي تأثر بشدة بهذه التربية.
نتائج بحث ساندجروبر تشكل أساس كتاب جديد يحمل عنوان "والد هيلتر: كيف أصبح الابن ديكتاتوراً"، والذي صدر الشهر الماضي.
وُلِد ألويس عام 1837 في سترونز، بالنمسا، وتوفيت والدته عندما كان في التاسعة من عمره، وتركته ليتربى على يد شقيق والدته يوهان هيدلر - وهو مزارع.
بعد عمله لفترة وجيزة عمل كإسكافي، تم التحق ألويس بالجيش كمسؤول جمارك، حيث عمل لمدة 40 عامًا - وفي النهاية ترقى لرتبة مفتش للجمارك، حيث توقفت حياته المهنية لأنه كان يفتقر للمؤهلات اللازمة للترقي.
وتزوج والد هتلر ثلاث زوجات، الأولى، آنا جلاسل هورر، كانت ابنة ثرية لمسؤول جمارك آخر، وكان أكبر منها بأربعة عشر عامًا عندما تزوجا عام 1873.
انفصل الزوجان، وتزوج ألويس من فرانشيسكا ماتزيلسبرغر التي كانت تصغره بـ 24 عامًا، وأنجب ابنه الأكبر - ألويس جونيور، الأخ الأكبر لأدولف هتلر.
توفيت فرانشيسكا بسبب مرض في الرئة بعد عامين فقط، وبعد ذلك تزوج من كلارا بولزل البالغة من العمر 24 عامًا، والتي كانت والدة أدولف هتلر، وكانت خادمة بمنزله عندما كانت تبلغ من العمر 16 عامًا.
وانتقلت العائلة كثيرًا بسبب وظيفة ألويس، حيث قال ساندجروبر إنه خلال أول 18 عامًا من حياة أدولف، عاش في 18 منطقة مختلفة.
وقال ساندجروبر، وهو يصف حياة ألويس المنزلية، لمجلة دير شبيجل الألمانية: "لقد كان أبًا سلطويًا إلى حد كبير، دائم الضرب لابنه أدولف".
يبدو أن عقوباته تجاه الشاب أدولف باتت أكثر شدة بعد أن هرب ابنه الأكبر من المنزل، واعتقل لاحقًا لكونه لصًا.
كدليل على تأثير ألويس على ابنه، يلاحظ ساندجروبر أن خط يد الرجلين شبه متطابق، مما يوحي بأن الابن كان نسخة من والده.
وأشار ساندجروبر إلى أن تمرد أدولف الوحيد ضد والده، كان رفضه أن يصبح موظفًا حكوميًا، ويمارس مهنة الفن.
وبعد أربعة عقود في خدمة الجمارك، تقاعد ألويس حيث اشترى مستخدمًا أموال كلارا، مزرعة مساحتها 20 فدانًا من شخص يُدعى جوزيف رادليغر، الذي تبادل الرسائل معه.
لكن ألويس اضطر بعد عامين فقط إلى بيع المزرعة عندما حُرم من الحصول على قرض مصرفي.
كانت حفيدة جوزيف الكبرى هي من وجدت الرسائل مخبأة في المنزل قبل خمس سنوات، ثم سلمتها إلى ساندجروبر.
رغم محاولات الويس تحويل نفسه إلى "مزارع نبيل"، إلا أن مشروعه كان فاشلاً حيث قال ساندجروبر إنه بالغ في تقدير نفسه وتعليمه الذاتي. وبعد بضع سنوات فقط سقط ميتًا أثناء جلوسه في حانة.
وخلص ساندجروبر إلى أن "الاكتشافات الجديدة تعطي نظرة مختلفة تمامًا عن طفولة أدولف هتلر ووالده".
aXA6IDMuMTQ1LjcuMTg3IA== جزيرة ام اند امز