الصدفة وسفينة غارقة تكشفان سرا لجندي من "حقبة هتلر "
قضايا كثيرة تسقط بالتقادم، لكن جرائم الحرب تظل عالقة في الأذهان ومعلقة قانونا حتى مثول مرتكبيها أمام العدالة، فما بالك بنازي مجرم؟
فبعد عقود من الإفلات من شبح الجريمة، وبلوغه عامه الـ95، وجد الحارس السابق في أحد المعسكرات النازية فريدريك كارل بيرغر، نفسه بين يدي الأمن الألماني، ليواجه تحقيقات بـ"القتل العمد".
وصباح السبت الماضي، هبط بيرغر "95 عاما" في مطار فرانكفورت وسط ألمانيا، قادما من الولايات المتحدة بعد أن سلمته الأخيرة للسلطات الألمانية.
وجرى نقل الرجل في طائرة إسعاف من ولاية تينيسي الأمريكية، وكان برفقته طبيب، حسب المتحدث باسم الشرطة الألمانية، رضا الأحمري الذي أضاف "وصل الرجل بصحة جيدة، وكان قادرا على مغادرة الطائرة سيرا على الأقدام".
فيما قال ممثل الادعاء العام في ألمانيا، بيرند كولكمير: "لدى وصول الرجل، سألناه هل هو مستعد لتقديم معلومات في التحقيق؟".
وتابع :"وافق الحارس السابق على تقديم معلومات في التحقيقات، لكن نظرا لصعوبة وطول رحلة الطيران، لم يكن قادرا من الناحية الصحية على المثول للتحقيق"، مضيفا "سنبحث كيفية التصرف في هذا الوضع وإخضاعه للتحقيق في وقت لاحق".
ووفق القضاء الأمريكي، أقر بيرغر الذي عاش في الولايات المتحدة منذ عام 1957، بأنه كان يحرس معسكر اعتقال فرعيا في ولاية ساكسونيا السفلى جنوب شرق ألمانيا، في الحقبة النازية.
وكاد الرجل التسعيني يهرب بجرائمه، حيث لم يكن هناك أي دليل ضده ولم يكشف سره المظلم إلا بعد 75 عاما، إثر اكتشاف آلاف الوثائق النازية في سفينة غارقة في بحر البلطيق.
وقبل عام، عثر فريق من الغواصين على حطام السفينة الألمانية "كارلسروه" قبالة الساحل البولندي، بعد 75 عاماً من غرقها على عمق 288 قدماً تحت بحر البلطيق، وكانت تحمل 2000 وثيقة من الحقبة النازية.
ووفق صحيفة "بيلد" الألمانية، فإن بطاقة فهرسة على متن هذه السفينة كشفت تورط بيرغر لأول مرة في جرائم حرب في المعسكر الذي كان يحرسه، وبذلك لعبت الصدفة الدور الأكبر في كشف جرائم الرجل التسعيني بعد أن عاش حياة طويلة بعيدا عن الملاحقة.
كان بيرغر انتقل للحياة في الولايات المتحدة في عام 1959، لكنه استمر في الحصول على معاش تقاعدي من السلطات الألمانية لسنوات.
وحاولت ألمانيا استعادة برغر أكثر من مرة، ودخلت في نزاع مع أمريكا، حتى قررت واشنطن مؤخرا تسليمه إلى السلطات الألمانية.
وفي نهاية العام الماضي، رفضت السلطات الأمريكية جميع التماسات بيرغر ضد تسليمه إلى ألمانيا، وشددت على أن مجرمي الحرب "لا يجب أن يحصلوا على أي نوع من الحماية في الولايات المتحدة".
وحاول الرجل الألماني الدفاع عن نفسه، وقال أمام السلطات الأمريكية: "كنت بعمر 19 عاما وقت عملي كحارس في المعسكر.. وكنت أنفذ أوامر رؤسائي".
وقالت السلطات الأمريكية في حيثيات تسليمها بيرغر إلى ألمانيا "عانى اليهود والروس والبولنديون والدنماركيون والفرنسيون والسجناء السياسيون، ظروف اعتقال مروعة في المعتقل الفرعي الذي كان يحرسه بيرغر".
وخلال حراسته للمعسكر، ساعد بيرغر في اعتقال السجناء في ظروف قاسية واستغلالهم في الأشغال الشاقة في الهواء الطلق في شتاء 1945، حتى مات الكثير منهم.
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMTAxIA== جزيرة ام اند امز