فيتنامية تعود لحضن والدتها بعد 49 عاما من التبني والعذاب
ماي تتلقى رسالة تقول: "هذه ليست أمك الحقيقية" ولم تصدق في البداية لكن والدتها غير الحقيقية اعترفت لها بالحقيقة الكاملة
بعد رحلة طويلة من المعاناة والتبني، والاعتقاد بعثورها على والدتها الحقيقية، اكتشفت سيدة فيتنامية أن والدتها التي ظلت تبحث عنها لسنوات ليست والدتها البيولوجية.
ومثلها مثل العديد من الأطفال الفيتناميين، الذين تبنتهم الكثير من الأسر الأسترالية بسبب الحرب الفيتنامية، كانت ماي هونج لي، صاحبة الـ49 عاماً، التي تبنتها عائلة جديدة، وهي الفترة التي عانت خلالها كثيراً متسائلة عن والدتها التي ولدتها، لتكون الإجابة عليها بأنها توفيت.
"لن أنسى تركي قريتي الصغيرة في فيتنام التي مزقتها الحرب، كنت أبلغ آنذاك الـ5 من عمري، عندما أخبرتني والدتي البيولوجية (كان) أنني وأخي (تام) ذاهبون في عطلة، لكن في حقيقة الأمر لم أرها منذ ذلك الوقت"، بهذه الكلمات بدأت ماي حكي تفاصيل قصتها الغريبة، بحسب صحيفة "ميرور" البريطانية.
وظلت ماي تبكي وفي حالة حزن شديد حتى بلغت الـ9 من عمرها، بسبب فقدانها عائلتها الحقيقية، والحياة الصعبة التي عاشتها مع أسرتها الجديدة، ولكن عندما بلغت الـ15 وتوفيت والدتها بالتبني، وجدت في خزانة والدها بالتبني، خطاباً قديماً عليه علامة بريدية فيتنامية.
وأدركت ماي أن الخطاب من والدتها الحقيقية، فعلى الفور كتبت رسالة طويلة، وأرسلتها على العنوان الموجود على الخطاب القديم، موضحة من هي وهل ما زالت "كان" والدتها البيولوجية، على قيد الحياة أم لا.
بعد فترة قليلة من إرسال الخطاب، تلقت ماي رسالة تقول: "ما زالت الأم على قيد الحياة، وسعيدة للغاية برسالتك".
ومنذ ذلك الوقت وخلال الأعوام القليلة التالية، تبادلت ماي الرسائل معها وشعرت بسعادة لا توصف بالعثور على والدتها واتصالها بها أخيراً.
ولكن مع مرور الوقت، والغريب في الأمر أيضاً، أن الأم المزعومة، بدأت في طلب المال.
وأوضحت ماي: "كنت فقط في الـ15، وكان توفير الأموال لها في ذاك الوقت صعباً للغاية، لذا توقفت عن الرد عليها، وانقطع الاتصال بيني وبينها، وحاولت المضي قدماً في حياتي".
لكن ماي لم تشعر إلا بعد أعوام طويلة بأنها على استعداد لمحاولة الاتصال بها مرة أخرى، وتحديداً في عام 2004، وعندما بلغت الـ34 عاماً، حجزت رحلة إلى فيتنام وقررت مقابلة والدتها، التي كانت على اعتقاد بأنها أمها الحقيقية.
وبالفعل وصلت ماي إلى فيتنام، والتقت بأمها الخاطئة، التي قابلتها باكية، وأخذتها لرؤية أقاربها في "فونج دين"، الذين وجدتهم جميعاً في انتظارها في المنزل، للترحيب بها.
وانتقلت ماي إلى فيتنام بشكل دائم، واشترت منزلاً ودعت والدتها غير الحقيقية للعيش معها، لتبدأ في طلب المال كثيراً، ولكن بعد 4 أعوام من العيش معاً، تركت الأم المنزل وبعدت عن ماي تماماً.
وذات يوم تلقت ماي رسالة غريبة تقول: "Ho Thi Ich هي ليست أمك الحقيقية"، الأمر الذي لم تصدقه بالطبع في البداية، لكن الأمر الذي صدم ماي، هو اعتراف الأم غير الحقيقية أنها أخذتها من والديها الحقيقيين قبل 48 عاماً، وهربت بها بعيداً، إذ إنها كانت صديقة والدتها البيولوجية.
ورغم حالة الانهيار التي عانت منها ماي بعد معرفتها بالحقيقة المرة، وخداع المرأة لها لمدة 14 عاما كاملة، تمكنت والدتها الحقيقية من العثور على ابنتها بعد كل هذه الأعوام الطويلة، ولكن بعد سلسلة من الأكاذيب والاستغلال وإنفاق ثروة من المال.