عسكري ليبي: تركيا تنتهك الهدنة ومرتزقتها في وضع حرج
العقيد علي بن منصور يقول إن وضع المرتزقة السوريين بطرابلس محرج جدا بعد تحرير المداخل والأجزاء الأولى من حي أبوسليم بقلب العاصمة
قال الخبير العسكري الليبي العقيد علي سالم بن منصور، إن قوات الاحتلال التركي انتهكت الهدنة الأممية في البلاد وعززت من وجودها في القواعد الليبية المحتلة، وتحديدا قاعدة معيتيقة بطرابلس والكلية الجوية بمصراتة.
وأضاف بن منصور، في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "هذا الدعم تم عن طريق جسور جوية من قاعدة غازي عنتاب التركية إلى المدن الواقعة تحت سيطرة المليشيات الإرهابية".
ولفت إلى أن بعض الأطراف الدولية حاولت إيقاع الجيش الليبي في فخ الاعتراف بالتدخل التركي من خلال المحادثات، لكن الجيش تيقظ لهذا مبكرا ووضع انسحاب الأتراك في مقدمة شروط القبول بأي تسوية عسكرية".
وحول تقييمه للوضع العسكري أكد بن منصور أن الجيش الليبي ما زال يمتلك زمام المبادرة المعلوماتية والعملياتية.
وأشار الخبير العسكري الليبي إلى أن وضع المرتزقة السوريين في طرابلس محرج جدا خصوصا بعد تحرير المداخل والأجزاء الأولى من حي أبوسليم بقلب العاصمة.
وشدد على أنه يجب أن يطور الجيش الليبي عملياته لتضييق الخناق على مدينة مصراتة قاعدة الأتراك الرئيسية في شمال أفريقيا ليسهل عملياته وتقدماته في المحاور المختلفة.
ونوه بن منصور بأن التقدم إلى مصراتة من محور الدوفان شمال غربي مدينة بني وليد سيجعل المليشيات المتمركزة في القربولي منقسمة إلى قسمين؛ قسم سيتراجع للدفاع عن مصراتة وزليتن وجزء سيبقى لضمان الحفاظ على مراصد المليشيات.
وأشار إلى أن هذه الخطوة ستعجل على قوات اللواء التاسع بالجيش الليبي سرعة السيطرة على الطريق الساحلي والتقدم تجاه تاجوراء قادما من شمال ترهونة.
وأوضح بن منصور أن الجيش الليبي قد يلجأ إلى تفعيل مطار بني وليد العسكري ما سيحوله لشوكة في خاصرة الأتراك إذا تمت حمايته بمنظومة دفاع جوي متطورة.
وتابع أن هذا المطار العسكري يستطيع تأمين المنطقة شرقا حتى سرت وغربا حتى مدينة غريان، وسيكون نقطة انطلاق جوية لتدمير كل مراصد المليشيات في المنطقة الوسطى وسيسهم في حماية قوافل الإمداد المدنية للمدن المحاصرة.
وفرضت في 12 يناير/كانون الثاني الماضي هدنة دولية، وأعلن وقتها المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري أن جميع أفرع وأسلحة وجنود الجيش الليبي التزمت في كل المحاور بالهدنة مع اكتفائها بالرد المحدود على خروقات المليشيات التي بدأت بعد نصف ساعة من فرض الهدنة.
وتجاهلت تركيا الحظر الدولي المفروض على ليبيا في توريد السلاح، ودأبت على إرسال السلاح والمرتزقة والجنود الأتراك إلى طرابلس للقتال بجانب حكومة الوفاق غير الشرعية التي يرأسها فايز السراج.
ويثير التدخّل التركي العسكري في ليبيا حفيظة نسبة كبيرة من الشارع التركي الذي ينتقده، ويطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسحب الجنود الأتراك من ليبيا، وعدم تقديمهم قرابين من أجل تمرير سياساته هناك.
ويشار إلى أن القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، أعلن في 4 أبريل/نيسان 2019، إطلاق عملية طوفان الكرامة لـ"تحرير" العاصمة طرابلس من قبضة المليشيات والجماعات المسلحة.