تركيا في ليبيا.. دعم للإرهاب وأطماع لا تنتهي
خبيرة ألمانية تؤكد أن الدور التركي في ليبيا لا يتوقف على دعم المليشيات بالأسلحة، بل يدعم جماعات إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة
أكدت وسائل إعلام ألمانية، الأربعاء، أن تركيا تضع عينيها على ثروات ليبيا النفطية، وعقود الإنشاءات؛ لذا ترسل الأسلحة والمرتزقة السوريين لدعم مليشيات فايز السراج وإرهابيي تنظيم القاعدة الذين يقاتلون في صفوفها.
ونقلت صحيفة "ساربروكر تسايتونج" الألمانية، عن مصادر ألمانية لم تسمها، أن "تركيا انتهكت في الأسابيع الماضية، قرار حظر تصدير السلاح لليبيا بشكل متكرر، ونقلت أسلحة ثقيلة لطرابلس رغم مرور أنقرة بأزمة مالية طاحنة وصعوبة تحملها تكلفة هذه الأسلحة في الوقت الراهن".
وتابعت: "تركيا تخدع العالم، وتعلن أن مقاتلاتها من نوع (إف 16)، تشارك في تدريبات عسكرية في البحر المتوسط، لكن الحقيقة أنها تشارك في القتال في ليبيا".
وأضافت: "كما تقصف الفرقاطات التركية الأراضي الليبية منذ أسابيع لصالح المليشيات الموالية لفايز السراج".
وتابعت: "نيران الطائرات والفرقاطات التركية طالت المدنيين، وحولت حياتهم لجحيم، وأحدثت خسائر بشرية كبيرة في صفوفهم".
- مليشيات السراج تقتحم مكاتب الأوقاف غربي ليبيا
- السراج يواصل سياسة "إرباك المدن المحررة" بعزل مجلس منتخب في ليبيا
وكانت صحيفة "تاجس تسايتونج الألمانية"، نقلت مؤخرا عن مصادر أممية أن فريق الأمم المتحدة المعني بمراجعة امتثال الأطراف المختلفة لقرار حظر تصدير السلاح، رصد في الفترة بين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان 2020، اختراق سفينتين حربيتين تركيتين للقرار، ونقل سفن حاويات تركية لمنظومة صواريخ الدفاع الجوي "كوركوت" ومدرعات إلى طرابلس.
فيما نقلت الصحيفة الألمانية عن مصادر إيطالية لم تكشف عن هويتها، أن مقاتلات إف 16 تركية وصلت للأراضي الليبية.
وبخلاف الأسلحة الثقيلة والمدرعات والعربات المصفحة، نقلت تركيا العشرات من الطائرات المسيرة "درونز" إلى ليبيا، والآلاف من المرتزقة السوريين يقودهم ضباط من الجيش التركي.
دعم القاعدة في ليبيا
ولا يتوقف الدور التركي في ليبيا على دعم المليشيات بالأسلحة، حيث دعمت جماعات إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة، وساعدتها على إرسال قواتها إلى ليبيا، ودعمتها بالمال، حسب الخبيرة الألمانية في الشؤون الليبية، أنجليكا جوتش.
وكتبت جوتش في موقع "فراي تاج" الإخباري الألماني: "لسنوات طويلة، قدمت تركيا المأوى للإرهابيين الليبيين مثل عبدالحكيم بلحاج، وخالد الشريف، القياديين في الجماعة الليبية المقاتلة، التابعة للقاعدة، وساعدتهما على توسيع قاعدة تمويل الجماعة".
وتابعت: "حاليا تستغل تركيا جماعة بلحاج لتسهيل وصول عناصر القاعدة لليبيا، وتمولهم بالمال والسلاح، لقتال قوات الجيش الليبي".
ولفتت إلى أن "رجب طيب أردوغان لا يرفض التحالف مع أي شخص، حتى لو مع مجموعة من الإرهابيين، لتحقيق أهدافه".
أطماع لا تنتهي
وتخفي تركيا وراء تدخلها في ليبيا، ودعمها لحكومة فايز السراج عسكريا، أطماعا اقتصادية ومالية فجة.
وذكرت هيئة الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" في تقرير لها، أن "تركيا تتدخل في ليبيا بهذا الشكل الفج، مدفوعة بأطماع واضحة في احتياطات البلاد الغنية من النفط والغاز".
ونقلت عن أوتن أورجان، الخبير في مركز دراسات الشرق الأوسط قوله إنه "بالإضافة للنفط والغاز، فإن تركيا تطمح لبسط سيطرة شركاتها على العقود الاقتصادية في ليبيا".
وتابع: "في فترة حكم معمر القذافي، كان العديد من الشركات التركية ينشط في ليبيا في مجال الإنشاءات والمقاولات، وتجاوزت أرباحها مليارات الدولارات، لكن هذا الدور تراجع كثيرا بعد الإطاحة بالقذافي".
وحاولت تركيا خلال السنوات الماضية إعادة شركاتها لليبيا عبر علاقاتها القوية بالسراج، وحصلت بالفعل على عقود عديدة في طرابلس وغيرها، خاصة عقود إنشاء الطريق الساحلي في طرابلس.
لكن مع تقدم الجيش الليبي في حملته لاستعادة السيطرة على العاصمة طرابلس، جرى تعليق هذه العقود، وبذلك بات الجيش الوطني يهدد أطماع تركيا الاقتصادية والمالية، ما دفع الأخيرة للوقوف بشكل كبير في صف حكومة السراج، وفق أورجان.
الخبير تابع قائلاً: "كلما تقدم الجيش الليبي عسكريا، فقدت تركيا فرصتها وفرصة شركاتها في جني الأرباح المالية في ليبيا".
وفي هذا الإطار، قالت الخبيرة أنجليكا جوتش إن أردوغان لن يتراجع عن إحراق ليبيا، ولن توقفه قرارات أممية أو مؤتمرات مثل مؤتمر برلين، عن تحقيق أهدافه الاقتصادية.