مسجد "شيان الكبير" بالصين.. كل آيات القرآن الكريم تزين جدرانه
الروايات تشير إلى أن المسجد بني في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث كان التجار المسلمون يتوافدون إلى الصين بقصد التجارة
رغم وجود أكثر من 35 ألف مسجد في الصين، فإن مسجد "شيان الكبير" هو أقدمها وأشهرها على الإطلاق، إذ بني عام 742 ميلادياً، داخل أسوار مدينة شيان القديمة، التي كانت عاصمة البلاد خلال عهد إمبراطورية تانج (618 ـ 907).
وتشير روايات تاريخية إلى أن المسجد بني في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه (هدية من الإمبراطور الصيني للتجار المسلمين)، حيث كان التجار العرب المسلمون يتوافدون إلى الصين بقصد التجارة.
وتبلغ مساحة المسجد الإجمالية 15 ألف متر مربع، فيما تبلغ مساحته المعمارية 6 آلاف متر مربع، وتعرض لعدد من التجديدات، بداية من عهد الأدميرال شينج المنحدر من عائلة مسلمة أسهمت في القضاء على القراصنة في بحر الصين بالقرن 14 الميلادي.
يتميز مسجد شيان بتعدد مبانيه الملحقة، التي خُصصت كمكتبات لحفظ المخطوطات، وأماكن لحفظ أدوات المسجد، واحتضان فصوله التعليمية، ومساكن للطلبة.
ويتكون المسجد من 4 دور متراصة، للدار الأولى حاجزان جانبيان تقع خلفهما بوابة تذكارية زخرفية من الخشب النادر المرصع بالزجاج الملون، وفي مدخل الدار الثانية بوابة تذكارية كبيرة ذات 4 أعمدة حجرية.
أما الدار الثالثة فهي مظللة بأشجار السرو والصنوبر، وتقع في وسطها قاعة الصلاة وتسمّى قاعة لي شيو، وهي أقدم قاعات المسجد، وفي وسطها عمود صخري نُقش عليه معلومات التقويم الهجري وكيفية تحديد بداية شهر رمضان.
وللمسجد مئذنة ضخمة تقع خلف قاعة الصلاة، مؤلفة من 3 طوابق و8 أركان بارتفاع 15 متراً، وإلى جانبها غرفتان شمالية وجنوبية تستخدمان لتدريس العلوم الإسلامية، وفيهما نسخة نادرة بخط اليد من القرآن الكريم يرجع تاريخها إلى فترة أسرة تشينج (1616م-1911م)، ورسم ملون قديم لمكة المكرمة.
كما يوجد داخل قاعة الصلاة 675 شكلاً هندسياً من الزخارف، كل منها مطلية بدرجات من اللون الأخضر والأزرق النيلي والذهبي.
واعتمد التصميم الداخلي للمسجد على التراثين الإسلامي والصيني، ومن أهم ما يميزه وجود نقش كامل آيات القرآن الكريم على جدرانه الداخلية، حيث يدون القرآن الكريم على جدرانه المكونة من الخشب العطري باللغتين العربية والصينية.
وفي عام 1956، أُعلن المسجد موقعاً تاريخياً وثقافياً محمياً على مستوى مقاطعة شنشي، وتمت ترقيته لاحقاً إلى موقع تاريخي وثقافي كبير محمي على المستوى الوطني عام 1988.
ولا يزال يستخدم المسجد مكانا للعبادة من قبل المسلمين الصينيين، كما أنه يستقبل السياح والزوار يومياً، وتجاوز عدد زواره 10 ملايين زائر من 100 دولة حول العالم.