مسجد "الاستقلال" في إندونيسيا.. تحفة فنية تستوعب 200 ألف
المسجد أطلق عليه اسم الاستقلال للشروع في بنائه بعد استقلال إندونيسيا عن هولندا 1949 واستغرق بناؤه 17 عاما بإشراف الرئيس أحمد سوكارنو
"الاستقلال" مسجد يقبع في ساحة مارديكا بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، ويعد أحد أكبر المساجد في جنوب شرق آسيا وأضخمها من حيث البناء والقدرة الاستيعابية.
وأطلق على هذا العمل الفني اسم "الاستقلال" للشروع في بنائه بعد استقلال إندونيسيا عن هولندا عام 1949، إذ أراد المواطنون حينها تشييد مسجد عظيم يليق بسمعتهم كأكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان بإجمالي 240 مليون نسمة.
في عام 1954 عهد بتصميم المسجد إلى فريدريك سيلابان، المهندس المعماري المسيحي من شمال سومطرة، واستغرقت عملية البناء 17 عاما بإشراف الرئيس الإندونيسي أحمد سوكارنو الذي افتتحه للجمهور في 22 فبراير/شباط 1978.
وتبلغ مساحة المسجد 2750 مترا مربعا، ويبلغ طوله 50 مترا وعرضه 55 مترا وارتفاعه 33 مترا، ويستوعب نحو 200 ألف مصل، ما يجعله الأضخم في بلاد شمال شرق آسيا.
يضم التحفة الفنية قاعة مستطيلة كبيرة للصلاة تبلغ مساحة قطرها 45 مترا، ومزودة بـ12 عمودا وتستوعب 120 ألف مصل، وتظلله قبّة يصل قطرها إلى 45 مترا، وأسس على الطراز المعماري الحديث، إذ يتميز بتعدد طوابقه الضخمة وساحاته الخارجية الواسعة.
يلفت نظرك في أعلى المسجد الذي يصنف أنه الثامن عالميا قبتان كبيرتان ومئذنة بطول 90 مترا، أما السقف فتزينه الزخارف الإسلامية بأشكال وألوان متعددة وفي الواجهة الرئيسية، حيث اتجاه القبلة، كتب لفظ الجلالة بالخط العربي في جانب، واسم النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" في الآخر.
وتحيط بالساحات الخارجية للمسجد بحيرة صناعية ونافورة وأسواق تجارية، ويعج المكان بحركة غير عادية، ويلتف الزوار من غير المسلمين حوله لالتقاط صور تذكارية مع المسجد.
يقصد الآلاف مسجد الاستقلال يوميا سواء من أبناء العاصمة الإندونيسية أو غيرهم، إذ يعد معلما رئيسيا من معالم جاكرتا فهو المسجد الأكبر في شرق آسيا وثامن أكبر مسجد على مستوى العالم من حيث المساحة والطاقة الاستيعابية.
وتحول المسجد إلى أحد أهم المعالم الدينية التي تجذب السياح بأطيافهم في إندونيسيا، خاصة أنه يقع في مكان مهم جدا في ساحة ميرديكا (أو ساحة الاستقلال)، حيث تقابله الكنيسة الكاثوليكية في شارع تامان ويجايا كوسوما، وهو رمز للتسامح الذي يميز الإندونيسيين.
يتميز المسجد ببساطته ومكانته الكبيرة في قلوب مسلمي إندونيسيا، وتعقد فيه المؤتمرات والمحاضرات والندوات الدينية، وزاره مجموعة من الرؤساء أبرزهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزوجته نوفمبر/تشرين الثاني 2010، والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، والإيراني محمود أحمدي نجاد، ومعمر القذافي والأمير تشارلز وهاينز فيشر، رئيس النمسا، وأخيرا أنجيلا ميركل عام 2012.