نسخة جديدة من كأس أمم أفريقيا، تستضيفها المغرب، وسط توقعات بمنافسات كبيرة على مدار فترة البطولة بين 21 ديسمبر/ كانون الأول و18 يناير كانون الثاني 2026.
كأس أمم أفريقيا، ليست مجرد بطولة، بل هي مسرح للأحداث الغريبة والقصص التي تفوق الخيال. من قرارات تحكيمية كارثية إلى حكايات عن السحر والتهديدات، هذه القارة لا تتوقف عن إبهارنا.
ومع قدوم نسخة "المغرب 2025"، تستعرض "العين الرياضية"، بعض أغرب القصص التي شهدتها البطولة عبر تاريخها.
1992 – "سحر" كوت ديفوار
قبل كأس أمم أفريقيا عام 1992 في السنغال، لم يكن منتخب كوت ديفوار قد توج بـ"الأميرة السمراء".
الأمر الذي دفع رينيه ديبي وزير الرياضة الإيفواري آنذاك، وبمساعدة مسؤولي اتحاد كرة القدم، إلى استدعاء مجموعة من السحرة والمشعوذين بهدف عمل السحر لتفوز كوت ديفوار بالكأس للمرة الأولى، وفقاً لتقارير صحفية.
المثير أن الحلم تحقق بالفعل، حيث فاز «الأفيال» باللقب عقب الانتصار على غانا في النهائي، بعد ركلات ترجيح ماراثونية انتهت بنتيجة 11-10.
لكن القصة لم تتوقف عند هذا الحد، فبحسب روايات متداولة، نشب خلاف لاحقاً بين وزير الرياضة والسحرة بسبب عدم الوفاء بالالتزامات المالية، ليقال إنهم توعدوا بالانتقام عبر تعويذة تحرم كوت ديفوار من التتويج بالبطولة لسنوات طويلة.
والغريب أن المنتخب الإيفواري ظل غائباً عن منصات التتويج حتى عام 2015، أي بعد 23 عاماً كاملة، قبل أن يفوز باللقب للمرة الثانية، ثم يكرر الإنجاز للمرة الثالثة في نسخة 2023.

2002 و2004 – الكاميرون والزي المثير للجدل
في نسخة كأس أمم أفريقيا بمالي عام 2002، لم يكن التتويج بالكأس هو أغرب ما حدث، بل كان زي لاعبي الكاميرون المميز.
ارتدى اللاعبون قمصاناً بدون أكمام، مثل لاعبي كرة السلة، صممت لهم من إحدى شركات الملابس العالمية لإبراز عضلاتهم.
ورغم تفاؤل المنتخب الكاميروني بهذا الزي بعد تتويجه بالبطولة الأفريقية، فإن الجدل الذي أثاره دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إلى التشديد على منتخب الكاميرون قبل مشاركته في كأس العالم 2002 بضرورة ارتداء قمصان ذات أكمام وفقاً للوائح.
المنتخب الكاميروني واصل الجدل في كأس أمم أفريقيا 2004، بارتداء زي ملتصق بالجسم لإبراز العضلات، مما صعّب على المنافسين جذبه.
الفيفا حذر الفريق من ارتداء هذا الزي في ربع النهائي، لكن "الأسود" تجاهلوا التحذيرات، مما أدى إلى صدام انتهى بتغيير لوائح الفيفا لتصبح أكثر وضوحاً فيما يتعلق بالزي.

2021 – ضربة شمس وقرار مثير
ننتقل إلى السنوات الأخيرة، وتحديداً نسخة كأس أمم أفريقيا "الكاميرون 2021". في مباراة تونس ومالي، أطلق الحكم الزامبي جاني سيكازوي صافرة النهاية فجأة في الدقيقة 85، بينما كانت مالي متقدمة 1-0.
ثار المنتخب التونسي وغضب الجمهور، واستؤنفت المباراة بعد توقف قصير، لكن الحكم أنهى اللقاء مرة أخرى قبل الدقيقة 90 بقليل.
التبرير كان صادماً: الحكم ادعى أنه أصيب بضربة شمس ونقل بعد ذلك إلى المستشفى، مشيراً إلى أنه كان "قريباً من الموت".
انتهت المباراة بفوز مالي، لكن الفوضى التي أحدثها القرار ظلت حديث العالم، وأثارت جدلاً كبيراً.

وفي حادثة أخرى، تناقلتها تقارير صحفية، خشي لاعبو منتخب غينيا من دفع غرامات أو رد أموال استحقوها، بعد أن وجه إليهم رئيس بلادهم مامادي دومبويا رسالة تحذير قبل سفرهم للبطولة: "اجلبوا الكأس، أو ستسددون المبالغ التي صرفت عليكم".
هذه الأحداث الغريبة هي جزء من سحر وروح كأس أمم أفريقيا. بطولة لا يمكن التنبؤ بها، مليئة بالشغف والجنون، والقصص التي تظل خالدة في ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة.