الأزمة الأفغانية.. "دبلوماسية العطاء" تتوج الإمارات عاصمة للإنسانية
بحروف من نور، يسجّل تاريخ الإنسانية جهود الإمارات لإغاثة المحتاجين حول العالم، والتي تظهر بشكل جلي خلال الأزمة الأفغانية الحالية.
وجسدت دولة الإمارات وقادتها من خلال جهود مضنية ومبادرات استثنائية، روح الأخوة الإنسانية في أسمى معانيها.
وتأتي تلك الجهود ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
كما تأتي تلك الجهود سيرا على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير، وحرصا على استدامة أعمال الخير والأعمال الإنسانية التي كان يحرص على ديمومتها، والتزاما بنهج القيادة الرشيدة في ترسيخ قيم العطاء والتسامح وخدمة الإنسان.
جهود الإمارات بلغة الأرقام
بلغة الأرقام، ساهمت الإمارات منذ مطلع أغسطس/ آب الماضي، في إجلاء أكثر من 40 ألف أجنبي وأفغاني من أفغانستان.
وتفصيلا، قامت دولة الإمارات بدور رئيسي في تسهيل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من أفغانستان، والذين قدموا إليها عبر ناقلاتها الوطنية ومطاراتها، بما في ذلك رعايا كل من فرنسا والمملكة المتحدة واليابان وأستراليا والولايات المتحدة ونيوزيلندا ولاتفيا وإسبانيا والمكسيك.
واستقبلت الإمارات على مدار أيام متتالية، عشرات الرحلات الجوية التي تقل المواطنين الأجانب من أفغانستان بما في ذلك عدد من الدبلوماسيين والموظفين الدوليين من مختلف الجنسيات والعاملين في المنظمات غير الحكومية إلى مطارات الدولة.
وبالإضافة إلى ذلك، تقوم الإمارات حاليا باستضافة نحو 9000 أفغاني بشكل مؤقت.
وكانت دولة الإمارات، وافقت في 20 أغسطس/آب الماضي على استضافة 5000 مواطن أفغاني تم إجلاؤهم من أفغانستان في طريقهم إلى دول ثالثة، قبل أن تكشف وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في تغريدة لها أمس الخميس أن هذا العدد ارتفع إلى 9000 تستضيفهم دولة الإمارات مؤقتا قبل توجههم إلى دول أخرى.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ أرسلت دولة الإمارات اليوم الجمعة، طائرة تحمل مساعدات طبية وغذائية عاجلة إلى أفغانستان، وذلك في إطار المساهمة في توفير الاحتياجات الأساسية والضرورية لآلاف الأسر الأفغانية خاصة الفئات الأكثر ضعفاً كالنساء والأطفال وكبار السن.
يأتي ذلك في إطار الدور الإنساني الذي تقوم به دولة الإمارات لتقديم كامل الدعم للشعب الأفغاني الشقيق في مثل هذه الظروف الراهنة، ومن منطلق مد أيادي الإمارات البيضاء لإغاثة الشعب الأفغاني والمساهمة في توفير الدعم والاحتياجات اللازمة لهم.
مبادرات "رجل الإنسانية"
أما بلغة الأخوة الإنسانية، التي اكتسبت احترام وتقدير العالم أجمع، فلم يكتف "رجل الإنسانية"، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بالتوجيه باستضافة العائلات الأفغانية من نساء وأطفال، الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان في طريقهم لدولة ثالثة، بل قام بنفسه بتفقد مدينة الإمارات الإنسانية التي تستضيف مؤقتا العائلات الأفغانية واطلع خلال جولة في مرافق المدينة ومنافعها على الخدمات المتكاملة التي تقدم للعائلات الأفغانية بما يضمن لهم الراحة والحياة الكريمة.
وفي 26 أغسطس/ آب الماضي وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان باستضافة العائلات الأفغانية من نساء وأطفال.. إضافة إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتوفير الرعاية والدعم اللازمين لهم في المجتمع بصفة مؤقتة بما يوفر لهم مقومات الحياة الكريمة ويحقق الأهداف النبيلة لدولة الامارات العربية المتحدة في ظل مجتمع متسامح ومتكاتف.
وجاءت استضافة هذه العائلات، تجسيدا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الداعية التي التضامن والتكاتف الإنسانيين في أوقات المحن والأزمات وإيمانه بأن مد يد العون للفئات والمجتمعات التي تحتاج إلى المساعدة في ظل الظروف الصعبة التزام أخلاقي أصيل، وهو جزء من رسالة الامارات ونهجها علي المستوي العالمي.
وبعد نحو أسبوع من إصدار تلك التوجيهات، تفقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اليوم الجمعة مدينة الإمارات الإنسانية التي تستضيف مؤقتا العائلات الأفغانية التي تم إجلاؤها من أفغانستان في طريقها إلى دول ثالثة.
واطلع خلال جولة في مرافق المدينة ومنافعها، على الخدمات المتكاملة التي تقدم للعائلات الأفغانية بما يضمن لهم الراحة والحياة الكريمة..واستمع من القائمين عليها إلى جميع الاحتياجات والمتطلبات التي توفرها المدينة.
وتستضيف حاليا مدينة الإمارات الانسانية، تجمعا للقادمين من أفغانستان تمهيدا لسفرهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى بإشراف أمريكي.
كما تفقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان سير العمل في موقع مغادرة مجموعات القادمين من أفغانستان والذين سيتوجهون إلى الولايات المتحدة ودول أخرى، واستمع من المسؤولين الأمريكيين بشأن عمليات تنظيم المغادرة وسلاسة الإجراءات.
ووجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم جميع أشكال الدعم والمساندة إلى ضيوف الدولة بما يوفر لهم سبل الراحة والطمأنينة خلال إقامتهم في المدينة ويضمن صون كرامتهم الإنسانية، كما أمر بتقديم مساعدات مادية إلى جميع الأفراد بما يعينهم على رحلتهم القادمة.
وفي رسالة إنسانية تحمل لغة طمأنة للعالم أجمع، أكد أن "دولة الإمارات ستظل رمزا للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام في العمل الإنساني"، متابعا أنها "لن تدخر جهدا في الوفاء برسالتها الإنسانية والمنطلقة من قيم العطاء وعمل الخير وترسيخ الأخوة الإنسانية والتضامن مع الشعوب خلال مختلف الظروف والتحديات".
مبادرات تتوالى في إطار النهج الإنساني الذي تتعامل به الإمارات مع تطورات الأوضاع في أفغانستان، وضمن رسالتها الإنسانية العالمية على الساحة الدولية عامة.
تقدير وعرفان دولي
وعلى إثر هذه الجهود الاستثائية، قام الكثير من قادة دول العالم بتوجيه الشكر للإمارات، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبيدرو سانشيز رئيس وزراء إسبانيا، وسكوت موريسون رئيس وزراء أستراليا.
كما سبق أن وجهت كل من المملكة المتحدة وفرنسا ونيوزيلندا الشكر لدولة الإمارات على جهودها في مساعدتهم على إجلاء رعايا بلادهم من أفغانستان في ظل الظروف الراهنة.
التقدير دولي المتواصل والإشادات الدائمة، تأتي عرفاناً بالدور الريادي للإمارات وقادتها في دعم العمل الإنساني والإغاثي والتنموي، لتتوج إنجازات إنسانية امتدت على مدار 50 عاماً منذ تأسيس الإمارات، بلغت خلالها حجم المساعدات الإماراتية الخارجية 320 مليار درهم في 201 دولة.
وطوال هذه السنوات الطويلة، نجحت الإمارات في أن تصنع الفارق في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع باحتلالها لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.