محمد بن زايد بمدينة الإنسانية.. ترسيخ لقيم الإمارات "الإنسان أولا"
في إطار الدور الإنساني الذي تقوم به الإمارات لتقديم الدعم للشعب الأفغاني في الظروف الراهنة، تواصل يد الإمارات الإنسانية عملها بفاعلية.
ما بين إرسال مساعدات عاجلة إلى الشعب الأفغاني هي الأولى منذ الانسحاب الأمريكي، والزيارة غير المسبوقة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، إلى مدينة الإنسانية التي تستضيف مؤقتا العائلات الأفغانية التي تم إجلاؤها من أفغانستان في طريقها لدول أخرى، يتواصل تأكيد الإمارات للبعد الإنساني الذي بات نهجا للدولة يتحذى به عالميا في حماية ودعم المحتاجين.
الزيارة التي جاءت من أعلى مستوى في دولة الإمارات، وغير المسبوق دوليا، بثت روح الأمان والاطمئنان في نفوس اللاجئين انطلاقا من دور أبوظبي وقيادتها، وعطائها الإنساني المتفرد على المستويين الإقليمي والعالمي.
وخلال تفقده مدينة الإمارات الإنسانية، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتقديم الدعم والمساندة لضيوف الإمارات، وبتوفير سبل الراحة والطمأنينة خلال إقامتهم وما يضمن صون كرامتهم الإنسانية، وبتقديم مساعدات مادية لجميع الأفراد بما يعينهم على رحلتهم القادمة
واطلع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال جولة في مرافق المدينة ومنافعها على الخدمات المتكاملة التي تقدم للعائلات الأفغانية بما يضمن لهم الراحة والحياة الكريمة، واستمع من القائمين عليها إلى جميع الاحتياجات والمتطلبات التي توفرها المدينة.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن الإمارات ستظل رمزا للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام في العمل الإنساني، مؤكدا أنها لن تدخر جهدا في الوفاء برسالتها الإنسانية والمنطلقة من قيم العطاء وعمل الخير وترسيخ الأخوة الإنسانية والتضامن مع الشعوب خلال مختلف الظروف والتحديات.
الزيارة جاءت أيضا من منطلق مد أيادي الإمارات البيضاء لإغاثة الشعب الأفغاني والمساهمة في توفير الدعم والاحتياجات اللازمة لهم، وترسيخا لنهج الأب المؤسس "المغفور له" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتزاما بنهج القيادة الرشيدة في ترسيخ قيم العطاء والتسامح وخدمة الإنسان.
جهود الإمارات في تسهيل إجلاء اللاجئين الأفغان، لاقت تقديرا دوليا لدورها الإنساني وجهودها التي لا تتوقف ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات، وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
كما أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة نقطة محورية في جهود الإجلاء من أفغانستان، وذلك في إطار جهودها الإنسانية للتيسير على كافة الأطراف في ظل تلك الظروف.
التقدير الدولي
التقدير الدولي يثبت أن الإمارات كانت على قدر المسئولية والمأمول منها دوليا، وبحجم الحدث الذي مازال حديث العالم فقدمت التسهيلات لعشرات الرحلات الجوية لنقل مئات المواطنين الأجانب من أفغانستان إلى مطاراتها، كما تستضيف حاليا بشكل مؤقت 5 آلاف أفغاني مع عوائلهم.
العون الإماراتي يقدم للجميع دون النظر إلى العرق أو الدين استنادا إلى مرجعية أساسية تسير عليها الدولة منذ التأسيس، ومبدأ لا تعتنقه فحسب بل وتنفذه على أرض الواقع وهو نهج أرسته القيادة الرشيدة يعكس التزام الإمارات بتعزيز التعاون الدولي، لا سيما في أوقات الحاجة .
خبرات كبيرة اكتسبتها الإمارات في إدارة عدد من المخيمات الإنسانية، وضحايا الكوارث في عدد من الدول و بالنظر إلى اللوجستيات الفريدة التي تمتلكها فقد كانت الاستجابة نموذجية وفي توقيت حرج .
لبت الإمارات نداء الواجب الإنساني الذي تلقته من العديد من الدول الكبرى لنقل رعاياها من كابول ولم تتردد في تقديم المساعدة من منطق إنساني والتزام دولي لتراكم مسيرة حافلة بأوجه البذل والعطاء.
لقد ساهمت الاستجابة الإماراتية السريعة إلى حد كبير في منع تفاقم الوضع لأزمة تتكشف حاليا بوادرها خاصة في أوروبا حيث النذر من تدفق موجة جديدة من المهاجرين.
الجهود الإنسانية الكبيرة التي تقدمها الإمارات للمحتاجين والفئات الإنسانية بشكل عام تعكس قيمها ونهجها الراسخ في حماية حقوق الإنسان وتؤكد على دورها الريادي في العمل الإنساني والإغاثي والتزامها المتواصل بدعم الجهود الإقليمية والدولية من أجل توفير الحماية والمساعدة لهم .
و لم تتوقف جهود الدولة على مجرد توفير الملاذ الآمن بل قدمت على مدار السنوات العشر الماضية مساعدات لجهود الغوث إقليميا ودوليا سواء داخل سوريا أو في كل من الأردن ولبنان والعراق واليونان، من خلال توفير الغذاء والإيواء والرعاية الصحية وأيضا إنشاء المستشفيات الميدانية، وإنشاء المخيم الإماراتي- الأردني في منطقة مريجيب الفهود الأردنية، ومخيمات مماثلة في إقليم كردستان العراق وفي اليونان، لتوفير سبل المعيشة والحماية والخدمات الاجتماعية المختلفة.
تجاوز التحديات
وتعد الطائرة الإماراتية التي حملت مساعدات طبية وغذائية عاجلة، أول طائرة مساعدات تصل إلى أفغانستان منذ الانسحاب الأمريكي الذي أعاد مفاتيح الحكم إلى حركة طالبان.
حركة طالبان رحبت، بدورها، بوصول طائرة المساعدات الإماراتية إلى مطار العاصمة كابول، وقال متحدث باسمها، في تصريحات إعلامية: "نرحب بوصول أول طائرة مساعدات إنسانية من قبل الإمارات إلى مطار كابول خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد".
وتحرص دولة الإمارات على أن تكون بمقدمة الدول الداعمة لأفغانستان حيث تواصل جهودها الرامية إلى مساعدتها على تجاوز التحديات المختلفة التي تواجهها على كافة المستويات، خصوصا في فترات التقلبات التي شهدتها على مدار عقود، وتشهدها بالوقت الراهن.
وفي تقرير سابق بعنوان "دعم إماراتي شامل ومتواصل لأفغانستان"، قال مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية إن الدعم الإماراتي المتواصل والشامل لأفغانستان ينطلق من اعتبارات عدة: أولها، أنه أحد ثوابت السياسة الخارجية للدولة التي تستهدف التضامن مع الدول الشقيقة والصديقة، ومساعدتها على تجاوز الأوضاع الصعبة التي تواجهها، تجسيداً لمسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية التي تعلي من قيم التضامن مع الشعوب.
وثانيها، أن جهود تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في أفغانستان تمثل مصلحة إقليمية ودولية مشتركة، ليس فقط لأنها تمثل جبهة رئيسية في الحرب على الإرهاب في ظل وجود العديد من التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود على أراضيها كـ"القاعدة" وتنظيم "داعش"، وإنما أيضاً لأنها تقع في منطقة حافلة بمصادر التوتر والاضطراب، ولهذا من المهم دعم جهود الأمن والسلام والاستقرار فيها.
وبذلت الإمارات، وما تزال، العديد من الجهود لتعزيز فرص السلام والأمن في أفغانستان، حيث استضافت في ديسمبر/ كانون أول 2018 الجولة التفاوضية بين حركة "طالبان" والحكومة الأفغانية بمشاركة المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لدعم جهود المصالحة الأفغانية، كما شاركت في مؤتمر "طشقند" في أوزبكستان بالعام نفسه، وجددت خلاله التزامها بمساعدة الشعب الأفغاني في تحقيق رؤيته نحو السلام والاستقرار والازدهار.
أما ثالث الاعتبارات، فيكمن في أن الدعم الإنمائي لأفغانستان، الذي يترجم في العديد من المشروعات في مجالات التعليم والصحة والإسكان بهدف تحسين الأوضاع المعيشية للشعب الأفغاني، لا ينفصل عن رؤية الإمارات الشاملة لمكافحة التطرف والإرهاب، التي تنطلق من إدراك عميق لأهمية العمل على تجفيف البيئة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تغذي التطرف والعنف.
التجربة الإماراتية في تقديم المساعدة للمحتاجين والفئات الإنسانية تعكس منظومتها للقيم الإنسانية القائمة على التسامح والمحبة واحترام جميع الثقافات والأديان والأعراق البشرية.
aXA6IDMuMTUuMTg2Ljc4IA== جزيرة ام اند امز