لاجئة أفغانية للأمم المتحدة: أنا صوت وليس مجرد رقم
نجيبة ويزفدوست قالت أريد أن استخدم صوتي لإيصال قصتي، أتحدث إلى المجتمعين في نيويورك والذين لا يبحثون عن حل لمشكلة اللاجئين، ولا يشعرون بالمأساة
في الوقت الذي يجتمع فيه رؤساء وزعماء العالم بالجمعية العمومية للأمم المتحدة لاتخاذ قرارات حول قضية اللاجئين، ترسل لاجئة أفغانية فرت من بلادها منذ 16 عامًا رسالة إلى زعماء العالم، لتظهر معاناة اللاجئين التي تبدأ بالمغادرة إجباريًّا من بلادهم والمأساة التي يعيشونها في مخيمات ومراكز اللجوء.
ونقل موقع "سي إن إن" الأمريكي رسالة من مهاجرة أفغانية إلى زعماء وقادة العالم، وتقول "نجيبة ويزفدوست" اللاجئة الأفغانية التي وصلت إلى أستراليا بقارب هجرة في سبتمبر/أيلول 2000، وهي في 12 من عمرها، "أريد أن استخدم صوتي لإيصال قصتي، أتحدث إلى المجتمعين في نيويورك والذين لا يبحثون عن حل لمشكلة اللاجئين، ولا يشعرون بالمأساة".
وتسرد المعاناة التي عاشتها خلال السنوات الماضية قائلة "مغادرتك للمدينة ربما تكون صحيحة، ولكنه أًصعب قرار يتخذه الإنسان في حياته، لأنه يعني تغيير كل حياتك والانفصال عن أسرتك وأصدقائك، حتى تستطيع أن تندمج في مجتمع جديد وتصبح جزءًا منه".
وتحكي اللاجئة الأفغانية عن ذكريات الطفولة، فلم تعد تتذكر منها شيئًا، ولم يتبقَّ لها سوى الذكريات السيئة والأيام الصعبة في الهجرة وما تحمله من معاني الخوف والقلق من المصير القادم، لذا أصرت نجيبة أن تعمل كمحامية وفي مجال حقوق الإنسان لتساعد باقي اللاجئين، فهي تشغل منصب رئيسة لمنظمة "هيذرا" للمرأة في أستراليا، بحثًا عن العدالة والإنسانية والحرية لكل الأشخاص الذين يعيشون في ظروف إنسانية صعبة.
(نجيبة ويزفدوست في يمين الصورة من زميلاتها)
الهروب من غرفة النار إلى السجن:
غادرت نجيبة بلادها في قارب صغير خشبي، ولم تعلم هي ومن معها درجة الأمان والأمن الموجودة في هذا القارب، وأحاطت المخاطرة بهذه الرحلة منذ لحظة المغادرة، مجازفين بحياتهم أثناء عبور المياه، وتكمل حديثها "عندما وصلنا وجدنا أنفسنا في منتصف الصحراء بمركز كاترين للمهاجرين غرب أستراليا".
ولكنها شعرت بأنها سجينة مقيدة في هذا المركز، واصفة المركز بالسجن الذي لا يحمل أي خصوصية ومكتظ بالأشخاص، والتعامل معهم كأعداد بحصول كل لاجئ على رقم ولا يذكر اسمه، ما يفقدهم إنسانيتهم.
وترى أن الأزمة تكمن في نظرة القادة الدوليين للاجئين، وأنهم يضعون حلولًا وهم جالسون في المناصب، ومن نظرة المسؤول الذي لا يعلم عن الحقيقة شيئًا، وليس بموقف إنساني، وعلى سبيل المثال قررت حكومة جزيرة ناورو أن تستقبل عددًا من اللاجئين الموجودين في أستراليا في 2015 دون أي تخطيط.
ولم يخلُ من ذاكرتها المرة الأولى التي ابتسمت امرأة أسترالية في وجهها، ما جعلها تبدأ تشعر بالثقة نحو الأستراليين، كما تتذكر شعور الخوف الذي أنتابها عندما جلست في المدرسة بجوار زملاء لم تعرفهم من قبل، والشعور بالقلق لأول مرة لشرائها أطعمة من السوق، ولم تكن على يقين أنها تمتلك المبالغ الكافية.
(اللاجئة الأفغانية مع طالبات إحدى المدارس)
وقالت نجية إن "الكثير من الأشخاص يرحبون بوجودنا، في الوقت نفسه يطلق البعض الآخر علينا لقب المحتالين، ولكن المحتالين لا يأتون بقارب، ويعيشون في غرفة بنافذة واحدة وباب واحد باختيارهم، وإذا لحق ضرر بالموجودين لا يوجد مخرج أمن للنجاة".
وبنهاية عام 2015 فر 65.3 مليون لاجئ من بلاده، ويقدر أعداد المهاجرين من سوريا أكثر من 5 ملايين لاجئ غادروا لتركيا والأردن ولبنان بحسب تقديرات الأمم المتحدة.