التظاهر سلاح الأفغانيات ضد تهديدات طالبان
بدأت حركة طالبان الأفغانية حملة قمعية شملت التهديدات والاعتداء الجسدي ضد النساء اللاتي لجأن إلى التظاهر في تحدٍ واضحٍ للحركة.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن معظم النساء اللاتي يعملن بالحكومة تم منعهن من العودة للعمل، ويجبرن أيضا على التوقيع في كشف الحضور مرة واحدة شهريا، ما يسمح لطالبان بادعاء عدم فصل السيدات من وظائفهن الحكومية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن "هذا الروتين القاتم يقضي على أي أمل بعودة هؤلاء النساء إلى أعمالهن مجددا".
وترى الصحيفة أن فصل النساء من العمل كان أحد أشكال الإهانات الكثيرة التي تتعرض لها النساء في أفغانستان على يد طالبان، ما دفع عددا قليلا منهن للخروج إلى الشوارع في احتجاجات ضد تلك الممارسات، رغم تعرضهن لخطر الضرب أو الاعتقال.
وذكر تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" أن مسلحي طالبان صوبوا أسلحتهم تجاه المتظاهرات ورشوا عليهن رذاذ الفلفل ووصفوهن بالـ "عاهرات" و "دمى الغرب"، إلا أن هؤلاء النساء أبدين مقاومة شديدة للمحاولات المستمرة لدفعهن خارج الحياة العامة في أفغانستان.
ووفقا للصحيفة لا تستمر تلك الاحتجاجات لفترة طويلة، حيث يقوم عناصر طالبان بتفريق النساء، وضربهن ورشهن بمواد كيماوية، وتقول إحدى الناشطات، والتي تدعى إلهام، إنها تلقت تهديدات عبر الهاتف من مسؤولين في الاستخبارات، طالبوها مع بعض النساء الأخريات بالصمت أو مواجهة العواقب.
وبحسب تقرير الصحيفة فإن أكثر النتائج المأساوية لاستيلاء طالبان على السلطة كان التراجع السريع عن المكاسب التي حققتها النساء، على مدى عقدين من الزمن، في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة والذي أطاح بحكومة طالبان السابقة العام 2001. فخلال العشرين عاما السابقة التحقت النساء بالمدارس والجامعات وحصلن على عضوية البرلمان والحكومة، وخدمن في الجيش والشرطة وعملن كمحاميات وقاضيات.
وشكلت النساء في السابق ربع قوة العمل الحكومية على الأقل بأفغانستان، لكن طالبان لم تسمح إلا لعدد قليل من موظفات الرعاية الصحية والمعلمات بالاحتفاظ بوظائفهن الحكومية.
ومعظم الفتيات الأفغانيات فوق الصف السادس لم يلتحقن بمقاعد الدراسة منذ أغسطس/ آب الماضي.
وفي سبتمبر/ أيلول، حولت طالبان مبنى وزارة شؤون المرأة إلى مكاتب لشرطة الأمر بالمعروف. وفي الشهر الماضي، منعت طالبان النساء من القيام برحلات طويلة دون ولي أمرهن، ومن استخدام وسائل النقل العام دون الحجاب.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه مع استهداف طالبان للناشطات اللاتي يشاركن في الاحتجاجات على القيود المفروضة عليهن، فإن الناشطات يلجأن إلى التنقل بين البيوت الآمنة، ويتواصلن فقط من خلال تطبيقات الهاتف المشفرة.
ونقلت عن الناشطة روكشانا رضائي، 27 عاما، قولها إنها ارتدت زي الرجال لعبور نقطة تفتيش تابعة لطالبان، بعد تلقيها تهديدات عبر مكالمات هاتفية من مسؤولين في طالبان.
وأشارت إلى أنهن أصبحن أكثر خوفا من الممارسات التي تقوم بها طالبان.
aXA6IDE4LjExOC4xMjYuNDQg
جزيرة ام اند امز