الـ7 العجاف.. كيف ابتلعت طالبان أفغانستان مدينة تلو الأخرى؟
قبل أيام، أعلن أحد قادة حركة "طالبان" أن طرد القوات الأفغانية من مدينة زرنج، قرب حدود إيران، "مجرد بداية".
وبالفعل كانت البداية المشؤومة لسقوط مدو وسريع بشكل غير متوقع للمدينة تلو الأخرى، حتى باتت عواصم 21 ولاية من أصل 34 في البلاد، بقبضة طالبان.
القائد بطالبان قال يوم سقوط زرنج "هذه هي البداية. انظروا كيف ستسقط باقي المقاطعات في أيدينا قريبا جدًا."
وسيطرت طالبان على زرنج في 6 أغسطس/آب الجاري، وهي أول مدينة رئيسية تسقط في هجوم لطالبان منذ سنوات، وفق صحيفة جارديان البريطانية.
وفي غضون سبعة أيام من هجوم طالبان الصاعق، ثبتت صحة توقعات القائد بالحركة "لم تذكر الصحيفة اسمه"، مع سقوط مدينة تلو الأخرى، في هزيمة شاملة لقوات الحكومة الأفغانية.
وكان مصير زرنج من شأنه أن يحدد مسار الأيام التالية. فبعد أسابيع من الاستيلاء على مناطق في الريف وعزل زرنج، جاء سقوطها فجأة، مع مهاجمة المتمردين للدفاعات الحكومية بشكل سريع.
وخلال أيام، سقطت مدن أخرى؛ مدينة قندوز الرئيسية في الشمال مع قاعدتها العسكرية. وبعد بضع أيام سقطت بول الخمري وغزني.
وفي أكثر ضربة مدمرة، سقطت ثاني وثالث أكبر مدن في البلاد، قندهار وهرات، في أيدي طالبان، الخميس، مع فشل القوات الجوية الأفغانية والأمريكية في إبطاء تقدم طالبان.
وبحلول يوم الجمعة، أظهرت الخرائط التي تتتبع هجوم طالبان وجود أكثر من 65% من البلاد تحت سيطرة طالبان، وسقوط عدة مدن، وعزل كابول.
وإذا كانت زرنج أول مدينة تسقط في أيدي الحركة، فكانت السيطرة على قندوز، الأحد الماضي، بمثابة أكبر جرس إنذار، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن لعقد مؤتمر صحفي، على الرغم من أنه لم يغير خططه بشأن سحب القوات.
وقال بايدن للمراسلين في البيت الأبيض، الثلاثاء: "انظروا، أنفقنا تريليونات الدولارات على مدار 20 عاما. دربنا وجهزنا أكثر من 300 ألف من القوات الأفغانية بالمعدات الحديثة، يجب أن يتحد القادة الأفغان معا، سيتعين عليهم القتال من أجل أنفسهم.. القتال من أجل أمتهم".
ومع تقدم طالبان، ظهرت قصص عن الرعب، تضمنت تفاصيل الأعمال الانتقامية ضد موظفي الحكومة السابقين، وعمليات الإعدام بإجراءات موجزة، وقطع الرأس، واختطاف الفتيات من أجل الزواج القسري.
وقالت فريبا (36 عاما)، وهي أرملة هربت من قندوز إلى كابول مع أطفالها الستة بعد سيطرة طالبان: "رأينا جثثا ملقاة بجوار السجن. كان هناك كلاب بجوارها".
والخميس، كان دور سقوط قندهار وهرات. بل إن عناصر طالبان وصلت إلى ساحة الشهداء الشهيرة بوسط قندهار التي كانت بمثابة عاصمة الحركة الفعلية بين عامي 1996 و2001.
وتساءل الساسة والمحللون عن كيفية سقوط المدن بشكل شامل وسريع بعد 20 عاما ومليارات الدولارات التي أنفقت على قوات الأمن الأفغانية، وقوامها حوالي 300 ألف عنصر.
وبالنسبة لريان كروكر، الذي شغل منصب السفير الأمريكي إلى أفغانستان في عهد إدارة باراك أوباما، كانت الإجابة واضحة، إذ قال إن "خطة بايدن لمواصلة الانسحاب تعني تسليم البلاد لمسلحي طالبان".
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg جزيرة ام اند امز