كابوس أفغانستان يلاحق بلينكن.. الكونغرس يهدد والوزارة تبرر
شبح أفغانستان يؤرق الديمقراطيين رغم مرور 3 سنوات على الانسحاب الأمريكي، وهذه المرة يلاحق وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
وأصدرت لجنة الشؤون الخارجية بالنواب الأمريكي التي يقودها الجمهوريون، مساء الثلاثاء، مذكرة استدعاء بحق وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، بعد رفضه المثول أمامها للإدلاء بشهادته بشأن الانسحاب من أفغانستان في أغسطس/ آب 2021، ما قد يزيد حدة التوتر بين الوزارة والكونغرس، خاصة إذا كان هناك اعتقاد بأن الإدارة تتجنب المساءلة بشأن قرارات الانسحاب.
وفي رسالة موجهة إلى بلينكن بشأن الاستدعاء، أشار رئيس اللجنة مايكل ماكول (جمهوري من تكساس) إلى أنه طلب في مايو/أيار الماضي، أن يظهر الوزير في جلسة استماع في سبتمبر/أيلول الجاري، حول "الانسحاب القاتل لإدارة بايدن-هاريس من أفغانستان".
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في وسائل إعلام أمريكية، كتب ماكول إلى بلينكن: "قدمت اللجنة تسهيلات استثنائية في طلباتها واتصالاتها المتعددة التي تسعى إلى الانتهاء من تاريخ يتماشى مع جدولك الزمني". مضيفا "حتى الآن، لم تقدم الوزارة أية مواعيد محتملة لظهورك".
الخارجية تدافع
من جهته، دافع المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، عن بلينكن، مشيرا إلى أنه أكثر من أي عضو آخر شهد أمام الكونغرس بشأن أفغانستان، وزود لجنة الشؤون الخارجية بعشرات الآلاف من الصفحات من السجلات.
وبرر ميلر موقف بلينكن بأن الأخير "ليس متفرغا للإدلاء بشهادته في المواعيد التي اقترحتها اللجنة، لكنه عرض «بدائل معقولة» للامتثال لطلب اللجنة بعقد جلسة استماع علنية.
وقال في بيان له «من المخيب للأمل أنه بدلا من استمرار التواصل مع وزارة (الخارجية) بحسن نية، أصدرت اللجنة مجددا مذكرة استدعاء غير ضرورية».
ولفت إلى أن وزير الخارجية أدلى بشهادته أمام الكونغرس بشأن أفغانستان أكثر من 14 مرة، منها 4 أمام لجنة ماكول، مضيفا أن وزارة الخارجية زودت اللجنة أيضا بما يقرب من 20 ألف صفحة من سجلات الوزارة، والعديد من الإفادات رفيعة المستوى والمقابلات المكتوبة.
مخاوف
وأرجع مراقبون تجاهل بلينكن الحضور، إلى مخاوفه من الانتقادات التي غالبا ما تواجهه من النواب، مثلما حدث في أكتوبر/ تشرين الأول، حينما قاطع محتجون خطابه خلال جلسة الاستماع في الكونغرس، لمناقشة تقديم مساعدات لكل من أوكرانيا وإسرائيل وتايوان.
وكان ماكول قد طلب من بلينكن في مايو/ أيار الماضي المثول أمام جلسة استماع في سبتمبر/ أيلول بشأن تقرير اللجنة عن تحقيقها في الانسحاب من أفغانستان.
وقال رئيس اللجنة الجمهوري في رسالته إلى بلينكن، إن مسؤولين حاليين وسابقين في وزارة الخارجية أكدوا أن الوزير كان «صاحب القرار النهائي» بشأن الانسحاب والإجلاء.
وكتب ماكول: «بالتالي أنت في وضع يسمح لك بتقديم إفادة بينما تنظر اللجنة في تشريع محتمل يهدف إلى المساعدة في منع الأخطاء الكارثية للانسحاب، بما في ذلك إصلاحات محتملة للتفويض التشريعي للوزارة».
وتحقق اللجنة منذ سنوات في الانسحاب الفوضوي للقوات الأمريكية من أفغانستان.
ومن شأن مقتل 13 جنديا أمريكيا أثناء الانسحاب، أن يزيد من الانتقادات حول كيفية تنفيذ هذا الانسحاب، وما إذا كانت هناك إخفاقات أو سوء تقدير في القرارات المتخذة.
حُمّى الانتخابات
ومع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني القادم، تحتدم المنافسة بين المعسكرين الجمهوري الذي يمثله المرشح دونالد ترامب، والديمقراطي التي تقوده المرشحة كامالا هاريس.
وجدد الجمهوريون، بمن فيهم الرئيس السابق دونالد ترامب، هجماتهم على إدارة جو بايدن، الشهر الماضي، خلال الذكرى السنوية للانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
وألقى ترامب باللوم على الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس في الانسحاب الذي وصفه بـ"الفوضوي" للقوات الأمريكية،.
وكانت مراجعة الإدارة الأمريكية لعام 2023 للانسحاب، قد خلصت إلى أن جهود إدارة بايدن وترامب كانت غير كافية.
وقال القائد الأمريكي المتقاعد الآن الذي أشرف على الانسحاب هذا العام إنه يتحمل وحده المسؤولية عن هجوم مطار كابول الذي أسفر عن مقتل 13 جنديا أمريكيا.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC4xNiA= جزيرة ام اند امز