تخلت عنهم واشنطن.. هل تجنّد موسكو "الكوماندوز" الأفغان؟
عروض يقول تقرير أمريكي إن أفرادا بفيلق الكوماندوز بالجيش الأفغاني ممن تخلت عنهم واشنطن يتلقونها للانضمام لروسيا في حربها بأوكرانيا.
وطبقًا لتحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، قالت عدة مصادر عسكرية وأمنية أفغانية إن قوات المشاة التي دربتها الولايات المتحدة، وقاتلت إلى جانبها والقوات الخاصة الحليفة الأخرى لحوالي عشرين عاما، قد تصنع الفارق الذي تحتاجه روسيا بساحة المعركة في أوكرانيا.
وعندما سلمت واشنطن أفغانستان لطالبان في أغسطس/آب 2021، تركت خلفها ما يتراوح بين 20 ألفا إلى 30 ألف متطوع أفغاني من الكوماندوز. وتم إجلاء بضع مئات فقط من كبار الضباط.
وهرب آلاف الجنود إلى مناطق مجاورة حيث لاحقت طالبان وقتلت الموالين للحكومة المنهارة، فيما يختبئ العديد من أفراد الكوماندوز الباقين في أفغانستان لتجنب القبض عليهم والإعدام.
وأنفقت الولايات المتحدة حوالي 90 مليار دولار على بناء قوات الدفاع والأمن الوطني الأفغاني.
وبالرغم من أن القوة بأكملها لم تكن تتمتع بالكفاءة وسلمت البلاد إلى طالبان في غضون أسابيع، إلا أن قوات الكوماندوز لطالما حظيت باحترام كبير، بالنظر إلى أنهم تدربوا على أيدي القوات الخاصة البحرية الأمريكية وقوات الخدمات الجوية الخاصة البريطانية.
وكانت معركة "دولت أباد" رمزًا للنجاح باهظ الثمن الذي حققته قوات الكوماندوز، حيث قاتلت وحدة كوماندو أفغانية طالبان بينما كانت تنتظر التعزيزات وإعادة الإمداد الذي لم يصل أبدا في يونيو/حزيران 2021.
وأصبح الرائد الذي دربته واشنطن، سهراب عظيمي، بطلًا قوميا عندما انكشف أنه حصل على راحة لثلاثة أيام فقط بعد القتال لخمسين يوما متتالية قبل التوجه لمعركته الأخيرة.
استقطاب؟
لكن الآن، لا يزال العديد من قوات الكوماندوز عاطلين ويائسين، وينتظرون إعادة التوطين في الولايات المتحدة أو بريطانيا، مما يجعلهم أهدافا سهلة للمجندين الذين يفهمون عقلية "الأخوة" لرجال مقاتلين ذوي مهارات عالية.
وقالت مصادر أمنية أفغانية إن هذا ربما يجعلهم أهدافا سهلة المنال للمجندين الروس، فيما أشار مسؤول أمن أفغاني كبير سابق، طلب عدم كشف هويته، إلى أن ضمهم إلى الجيش الروسي "سيغير اللعبة" بساحة المعركة في أوكرانيا.
وقال مسؤول سابق، ضابط كوماندوز أفغاني سابق، إنه يعتقد أن مجموعة "فاجنر" وراء تجنيد روسيا للقوات الخاصة الأفغانية، موضحا: "أقول لكم إن [المُجندين] هم مجموعة فاجنر. يجمعون الناس من كل مكان".
وأضاف: "الكيان الوحيد الذي يجند جنودا أجانب [لروسيا] هو مجموعة فاجنر، وليس جيشهم. إنه ليس افتراضا، بل حقيقة معروفة. من الأفضل أن يستخدمهم الحلفاء الغرب للقتال إلى جانب الأوكرانيين. لا يريدون القتال لصالح روسيا، الروس هم العدو، لكن ماذا يفعلون غير ذلك".
وقال بعض أفراد الكوماندوز السابقين إنه تم التواصل معهم عبر "واتساب" و"سيجنال" لعروض للانضمام إلى ما أشار إليه الخبراء بـ"فيلق أجنبي" روسي للقتال في أوكرانيا.
وتسببت أنباء جهود التجنيد في إثارة القلق بالدوائر العسكرية والأمنية السابقة، حيث قال أعضاء إن ما يصل إلى 10 آلاف من عناصر الكوماندوز السابقين قد يكونون مستعدين للعروض الروسية، بينما قال مصدر عسكري آخر: "ليس لديهم بلد، أو ظائف، أو مستقبل. ليس لديهم ما يخسروه".
وأضاف: "الأمر ليس صعبا. ينتظرون العمل مقابل 3 أو 4 دولارات باليوم في باكستان أو إيران أو 10 دولارات في اليوم بتركيا، وإذا تواصلت فاجنر أو خدمات استخباراتية أخرى إلى الرجل وعرضت 1000 دولار ليكون مقاتلا مجددا، لن يرفضوه".
وتابع أنه "إذا تمكنت من تجنيد أحدهم، يمكنه ضم نصف وحدته القديمة لأنهم مثل الأخوة – وقريبا يكون لديك كتيبة كاملة".
aXA6IDMuMTM5Ljk4LjEwIA== جزيرة ام اند امز