"أسد بنجشير" يزأر بوجه طالبان.. مفاوضات "غير مثمرة"
موقف جديد يظهر أن الزعيم الأفغاني أحمد مسعود ما زال بعيدا عن تطبيع العلاقة مع طالبان، حيث وصفت جبهته المفاوضات مع الحركة بغير المثمرة.
مفاوضات جاء الإعلان عنها مفاجئا؛ إذ لم يصدق كثيرون أن نجل شاه مسعود الملقب بـ"أسد بنجشير"، حيث معقل "جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية"، وآخر ولاية أفغانية أبت الدخول طوع طالبان، سيجلس على الطاولة مع خصومه في حكم البلاد.
وأعلنت الجبهة المعارضة، في بيان رسمي، اليوم الثلاثاء، أن وفدا من أعضائها التقى مع حركة طالبان في العاصمة الإيرانية طهران، بناء على طلب الحكومة الإيرانية، واصفة المحادثات بأنها "غير مثمرة".
طريق مسدود
وأضافت الجبهة، في بيان اطلعت عليه مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، أن "طالبان أصرت على استمرار الوضع الراهن والاجتماع معها لم يكن مثمراً"، مشيرة إلى أن "التفاوض مع الحركة جاء بطلب من الحكومة الإيرانية لحل المشاكل الأفغانية من خلال التسوية والتفاوض".
وأوضح البيان أن جبهة المقاومة الوطنية أكدت أهدافها خلال الاجتماع ومنها "تشكيل حكومة إسلامية حقيقية وشاملة بناء على إرادة الشعب الأفغاني"، لكن ممثلي طالبان "أصروا على استمرار الوضع الراهن".
وأثار نبأ عقد القياديين في جبهة المقاومة الوطنية، محمد إسماعيل خان وأحمد مسعود اجتماعا مع وزير خارجية طالبان أمير خان متقي في طهران ردود فعل كثيرة في اليومين الماضيين.
وقال متقي للصحفيين، مؤكدا الاجتماع: "طلبنا منهم العودة إلى بلادهم، ولن يكون لأحد علاقة بهم ولن نخلق مشكلة أمنية لهم".
وعقب عودته من طهران إلى كابول، أعرب وزير خارجية طالبان أمير خان متقي عن ارتياحه للاجتماع في طهران.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، قوله أمس الإثنين رداً على سؤال حول الاجتماع: "إيران استضافت هذا الحوار خلال هذه الزيارة، ولقد تم تنظيم محادثات جيدة بين الجماعات الأفغانية، ونأمل أن تحقق النتيجة مستقبلاً مشرقًا لشعب أفغانستان".
لكن بيانا جديدا لجبهة المقاومة الوطنية الأفغانية قال "إن الاجتماع مع طالبان لم يسفر عن نتائج".
نقاط خلاف مُعلنة
وأضافت الجبهة أن "العدالة الاجتماعية ونوع نظام الحقوق المدنية وحرية التعبير والحقوق الحقيقية للمرأة ودورها، والانتخابات وحق الشعب الأفغاني في تقرير المصير كانت من بين الأهداف والمواضيع التي ناقشتها جبهة المقاومة الوطنية في الاجتماع".
وبعد فشل الاجتماع، قالت الجبهة إن "حركة طالبان ليست مستعدة بأي حال من الأحوال لقبول مبادئ وقيم المواطنة، والتوزيع العادل للسلطة بين جميع المجموعات العرقية وفئات المجتمع، وتشكيل حكومة شاملة قائمة على إرادة الشعب الأفغاني".
ولطالما أصر مسؤولو طالبان على أن حكومتهم شاملة؛ إذ أكد وزير خارجية طالبان في كلمة ألقاها في معهد الدراسات الاستراتيجية في إسلام آباد قبل حوالي شهرين، أن "المجتمع الدولي يريد منا أن نبني حكومة شاملة، وحكومتنا الحالية أوفت بهذا المطلب، ولدينا ممثلون من جميع الأعراق".
وفي تصريحات صحفية، شدد المتحدث باسم جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، صبغة الله أحمدي، على أن حركة طالبان "لم تحقق مكاسب سياسية" من زيارتها لطهران.
وبحسب أحمدي "فإن مسؤولي طالبان تركوا طهران وهم غاضبون"، معتبرا أن الاجتماع في طهران كان نوعًا من "الاختبار" لموقف طالبان من حل مشاكل البلاد والتعاطي مع المعارضة.