هل انضمّ جنود أفغان لداعش؟.. "طالبان" تردّ
بينما تتحدث تقارير غربية عن تسرب جنود أفغان دربتهم واشنطن، فرادى، إلى تنظيم داعش الإرهابي، خرجت طالبان لتنفي الأمر من أساسه.
وردّت طالبان على تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، قبل يومين، زعم أن عددا من الجنود الأفغان، وأفرادا سابقين في جهاز المخابرات في الحكومة السابقة بأفغانستان، تدربوا على أيدي القوات الأمريكية انضموا إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، منذ تخلت عنهم الولايات المتحدة وطاردتهم الحركة.
وأثار التقرير مخاوف من استفادة تنظيم داعش من خبرات الجنود العسكرية، لتنفيذ عمليات إرهابية في أفغانستان، خاصة أن التقرير يذكر أن من بين المنضمين الجدد قادة سابقين في الجيش الأفغاني، وأعضاء في المخابرات.
وأمس الثلاثاء، نفى ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، هذا التقرير، قائلا إن "التقارير التي ادعت انضمام أعضاء جنود الإدارة السابقة إلى صفوف عصابة داعش كاذبة".
ووصف ذبيح الله مجاهد، وهو أيضا وكيل وزارة الإعلام في حكومة طالبان، تلك التقارير، بأنها "لا تعدو كونها شائعات فيسبوكية غير موثوقة"، وفق قوله.
ولوحظ مؤخرا تصاعد العمليات التي ينفذها تنظيم داعش، في سبيل منافسة طالبان على الحكم، بعد أكثر من شهرين على سيطرتها على أفغانستان، وطرد الحكومة المدعومة من واشنطن.
أحدث عملية
وفي أحدث تلك العمليات، قٌتل قيادي كبير في طالبان، كان من بين ضحايا الهجوم على مستشفى كابول العسكري، أمس الثلاثاء، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ونقلت الوكالة الفرنسية عن مسؤولين، لم تسمهم، أن القيادي العسكري في حركة طالبان حمد الله مخلص كان من بين القتلى في الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش على المستشفى.
وذكرت أن "مخلص" كان عضوا في شبكة حقاني والقوات الخاصة في حركة طالبان "بدري 313"، هو أعلى مسؤول في طالبان يقتل منذ تولت الحركة السلطة في أفغانستان في منتصف أغسطس/آب.
وقال المسؤول في الجهاز الإعلامي في حركة طالبان: "عندما وردتنا معلومات بأن مستشفى سردار داود خان يتعرض لهجوم، هرع مولوي حمد الله (مخلص) قائد وحدة كابول إلى المكان فورا".
وقتل ما لا يقل عن 19 شخصا في هجوم الثلاثاء الذي أعلن تنظيم داعش-ولاية خراسان" مسؤوليته عنه على مستشفى كابول العسكري الرئيسي.
وبدأ الهجوم عندما فجر انتحاري عبوات كان يملكها قرب مدخل المستشفى قبل أن يقتحم مسلحون المكان.
وفي إطار الاستجابة للهجوم، نشرت حركة طالبان قواتها الخاصة على سطح المبنى في مروحية استولت عليها من الحكومة الأفغانية السابقة التي كانت مدعومة من الأمريكيين.
ناقوس خطر
وفي وقت سابق، حذر مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من أن تنظيم داعش في أفغانستان قد يصبح قادرًا على تنفيذ هجمات خارج البلاد خلال فترة من 6 إلى 12 شهرًا.
وقال المسؤول الأمريكي إن بلاده تقيّم قدرة حركة طالبان التي تسيطر على الحكم في أفغانستان، على مواجهة داعش.
في السياق ذاته، أشار معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث عسكري في واشنطن، في تقرير حديث له، إلى أن مسلحي "داعش– خراسان" كثفوا هجماتهم في ولايتي ننجرهار وكونر، بالإضافة إلى تصعيد حملة القصف التي تستهدف مساجد الشيعة.
واستهدف هجومان كبيران ضمن هذه الحملة مساجد في مدينة قندوز بالشمال ومدينة قندهار بالجنوب، وهي هجمات فشلت حكومة طالبان في منعها، بالرغم من وعودها بتوفير الأمن لجميع المواطنين بعد سيطرتها على السلطة.
منافسة طالبان
وبرز تنظيم داعش كمنافس رئيسي لطالبان وعمل على تقويض شريعة الحركة بين الأفغان السنة، بحسب تقرير المعهد الأمريكي.
وأضعف التنظيم سلطة طالبان عبر استخدام "الهجمات الحركية المتكررة"، التي تزداد شيوعا في شكل هجمات العبوات الناسفة على جوانب الطريق، والتي من المفارقة أن طالبان أتقنت تنفيذها ضد القوات الأمريكية والأفغانية خلال الحرب التي استمرت عشرين عاما.
هجمات مركزة
وكثيرا ما تستهدف تلك الهجمات عناصر طالبان ومركباتهم، لكنها استهدفت أيضا بنى تحتية مادية في البلاد، مما يساعد في إطالة أمد الأزمة الاقتصادية الأفغانية ومنع طالبان من تحقيق مكاسب اقتصادية من إنهاء الحرب.
وسلط التقرير الضوء على الهجمات التي وقعت في يونيو/حزيران ويوليو/تموز، التي دمر فيها "داعش- خراسان" أبراج الكهرباء في ولاية بروان، مما يهدد إمدادات الطاقة الضعيفة بالفعل في كابول.
وأشار التقرير إلى أن تلك الهجمات عكست هجمات مشابهة وقعت في وقت سابق في جلال أباد وأعقبها تفجير في 21 أكتوبر/تشرين الأول، الذي تسبب في توقف شبكة كهرباء كابول لفترة قصيرة.
وحذر تقرير معهد دراسة الحرب من أن رد فعل طالبان على تلك الهجمات، قد يساعد في تجنيد داعش مزيدا من العناصر لصفوفه.
aXA6IDMuMTQ0LjI1My4xOTUg جزيرة ام اند امز