"هبة من السماء".. خطة طالبان لاستمالة أقلية "الهزارة"
كقائد عسكري، لم يسيطر مولوي مهدي، على أراض أو يقاتل أمريكيين في معركة، لكن حركة طالبان الأفغانية تعتبره "هبة من السماء".
وألقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على مسؤول في حركة طالبان، البالغ من العمر 33 عاما، والذي ينتمي إلى أقلية الهزارة الأفغانية.
وذكرت الصحيفة أن الحركة عينت الشاب مهدي مجاهد، البالغ من العمر 33 عاما، ،كأحد حكام الظل في مسقط رأسه.
وفي رحلته الأخيرة إلى كابول، كان مهدي يقيم في فيلا كبيرة ذات حديقة، عادة ما تحتفظ بها طالبان لكبار قادتها.
وأعلنت طالبان تعيين مهدي في منصب مدير الاستخبارات بمقاطعة باميان، مسقط رأسه.
وقال مهدي، الذي منحته الحركة لقب "مولوي"، إنه :"أنا جسر بين طالبان ومجتمع الهزارة".
والعلاقة بين طالبان وعرقية الهزارة على مدى التاريخ يسودها التوتر، إذ لم تكتوِ أي جماعة عرقية بنيران التمرد أكثر من تلك الطائفة.
فعندما وصلت طالبان إلى السلطة في منتصف التسعينيات، استهدف عناصر طالبان أقلية الهزارة بأعمال قتل وخطف، ودمروا مواقعهم التراثية، ما أجبرهم على الفرار إلى إيران.
وسيشكل تعامل طالبان مع أقلية الهزارة في حكمها الجديد مقياسا لمعرفة حقيقة ادعاء الحركة بالابتعاد عن نهجها السابق، وسعيها للحصول على الاعتراف الدولي والدعم المادي.
ويمثل صعود مهدي تغييرًا يعتمد على حسابات استراتيجية لجذب الدعم المحلي للأقليات وخلق ما يشبه التنوع داخل صفوف طالبان وعناصرها.
ولهذه الغاية، أرسلت طالبان المهدي إلى مناطق الهزارة كمبعوث وأنشأت محاكم شيعية غير رسمية لأول مرة لجذب المزيد من الهزارة.
ولد مهدي في قرية صغيرة تسمى حوش في شمال أفغانستان، وكان يبلغ من العمر 8 سنوات عندما استولت طالبان على كابول عام 1996.
وبعد ثلاث سنوات، قصفت طالبان منطقته بلخاب، ما دفع عائلته إلى الفرار إلى إيران مثل العديد من أقلية الهزارة الآخرين، قبل أن يعود بعد طرد طالبان من السلطة عام 2001.
والتحق مهدي بالمدرسة وبدأ يستعد للعمل في مزرعة العائلة، لكن قائدا فاسدا من عرقية الهزارة استولى على أراضي العائلة، وفقا لمهدي.
لكن مهدي وأصدقاءه ردوا على ذلك، بخطف نجل هذا القائد، وبعد تدخل شيوخ المنطقة، أعاد القائد الأراضي، وأفرج مهدي عن ابنه.
ولاحقا، سجن مهدي لمدة 7 سنوات، حيث التقى للمرة الأولى مع مقاتلي طالبان داخل السجن.
وقال سلمان أخلاقي، وهو صديق طفولته، إنه:"التقى بملالي طالبان داخل السجن، وعندما أُطلق سراحه، رأيت تغيرا كبيرا في سلوكه."
وعمل مهدي على تشجيع الهزارة للانضمام إلى طالبان، وهاجم الجيش الأمريكي والحكومة السابقة.
في المقابل، يرى إبراهيم صالحي، شيخ ينتمي للهزارة ، "في كل مجتمع، هناك أشخاص يعملون لحساب طالبان لكسب لقمة العيش، وأن حياتهم ستكون عرضة للخطر إذا لم يدعموا طالبان".