بعد منع الطالبات.. جامعات أفغانستان تفتح أبوابها للشبّان فقط
عاد الشبّان إلى مقاعد الدراسة في الجامعات الأفغانية، الإثنين، بعد عطلة شتوية طويلة، فيما يستمر الحظر المفروض على تعليم الطالبات.
وأثار قرار حركة طالبان، بمنع الفتيات من ارتياد الجامعات موجة إدانات في كل دول العالم، وبينها دول إسلامية. وقالت راحلة (22 عاماً)، من إقليم غور في وسط البلاد، "أشعر بحزن شديد لرؤية الشبّان يذهبون إلى الجامعة بينما نبقى نحن في المنزل".
وقالت وحيدة دوراني التي أُجبرت على التوقف عن متابعة دراستها في مجال الصحافة في هرات (غرب) "إذا تعلّمت الفتيات والنساء الأفغانيات، سيدافعن عن حقوقهن... وهذا ما تخشاه الحكومة".
وفي نهاية ديسمبر/ كانون الأول حظر وزير التعليم العالي ندا محمد نديم على النساء ارتياد الجامعات وبرر قراره بـ"عدم التزام الطالبات، التعليمات بشأن الحجاب"، في إشارة إلى إلزامية تغطية المرأة رأسها ووجهها وجسدها بالكامل في أفغانستان، بالإضافة إلى الخروج برفقة محرم.
وكانت الجامعات قد وضعت قواعد جديدة بعد عودة طالبان إلى السلطة هدفت خصوصاً إلى فصل صفوف الشبّان عن الشابات. ولم يُسمح لهن بتلقي الدروس إلا من معلمات أو رجال مسنين.
وقال محمد حسيب حبيب زاده، وهو طالب في مجال علوم الكمبيوتر في هرات "من المؤلم أن نرى آلاف الفتيات محرومات من التعليم في أيامنا". واعتبر الطالب في مجال الهندسة في جامعة كابول العريقة، حجة الله نجاتي، أن تحصيل التعليم حق أساسي للنساء.
وقال أثناء دخوله حرم الجامعة "حتى لو تعلمن بحسب مناهج قديمة (مقارنة بالشبّان)، ليست مشكلة. من حقهن التعلّم ويجب أن ينلن هذا الحق".
وفي جامعة "رنا" الخاصة في العاصمة، تنتشر لافتات في الممرات توضح ضوابط زي النساء، بينما حضر شبان الصفوف في غرف شبه خالية، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وفي رسالة نشرت على الشبكات الاجتماعية، دعت الطالبات زملاءهن الذكور والأساتذة إلى "مقاطعة" الفصول تضامنا معهن. وكتبن أن إقصاءهنّ "يتعارض مع تطلعاتنا المشتركة لبناء أفغانستان تقدمية ومكتفية ذاتيا وحرة ومتساوية".
وقال الطالب عبرة الله رحيمي "للأسف، لا تستطيع أختي الالتحاق بالجامعة. تحاول أن تدرس في المنزل".
وفي حين يقول مسؤولون في طالبان إن منع الفتيات من ارتياد المدارس الثانوية والجامعات مؤقت، لم تحدد الحركة جدولاً زمنياً لإعادة فتح هذه المؤسسات، علماً أن المدارس الثانوية مغلقة أمام الفتيات منذ عام ونصف عام.
وبررت السلطات الإغلاق بحجج عدة منها عدم وجود عدد كاف من الأساتذة وعدم توافر المال الكافي، أو أن المدارس ستفتح أبوابها أمام الفتيات بعد وضع منهج إسلامي.
وشكّل قرار طالبان بحظر التعليم للشابات صدمة بالنسبة إلى الأفغانيات اللواتي خضن امتحانات الدخول إلى الجامعات قبل أقل من ثلاثة أشهر.
وزادت حركة طالبان تدريجاً التدابير المقيّدة للحريات، لا سيّما في حقّ النساء اللواتي استبعدن من غالبية الوظائف العامة أو أعطين أجوراً زهيدة لحضّهن على البقاء في المنزل.
ولم يعد يحقّ للنساء السفر من دون محرم وينبغي عليهن ارتداء البرقع. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، حظرت الحركة على النساء ارتياد المتنزهات والحدائق وصالات الرياضة والمسابح العامة.
aXA6IDMuMTQ0LjkzLjE0IA== جزيرة ام اند امز