إيران وداعش وانسحاب واشنطن.. هل يستنسخ العراق سيناريو أفغانستان؟
انسحاب وشيك للقوات الأمريكية المقاتلة ومليشيات موالية لإيران وشبح عودة داعش.. ثلاثية تطرح شبح استنساخ السيناريو الأفغاني بالعراق.
الباحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، بلال وهاب، يرى أن لا أحد ربما يشعر بالصدمة جراء الكارثة في أفغانستان أكثر من شعب العراق الذي يشعر بالقلق، أكثر من غيره من أن يواجه بلده مصيرًا مماثلًا.
وقال وهاب، في مقال منشور عبر الموقع الإلكتروني لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إنه حتى قبل أن يتحول الانسحاب الأمريكي إلى انهيار كامل للدولة الأفغانية وسيطرة تامة لحركة طالبان، كان كثير من العراقيين الذين تحدث معهم خلال زيارة إلى بلادهم في يوليو/تموز وأغسطس/آب الجاري يشعرون بقلق بالغ مما قد يعنيه الانسحاب الأمريكي الوشيك للعراق.
وتساءل: "هل ستنهي الولايات المتحدة وجود الـ2500 جندي في العراق أيضًا؟ وإذا فعلت، هل سيؤدي ذلك لسيطرة المليشيات الإيرانية أو عودة ظهور تنظيم داعش أو حرب أهلية محتملة؟".
وأضاف وهاب أن "المشاهد اليائسة" بمطار كابول، الأحد، أثارت مشاعر العودة بالزمن والقلق بين العراقيين، إذ ذكرتهم كيف خسر الجيش العراقي والشرطة المدربين أمريكيا، عام 2014، ثلاث محافظات أمام تنظيم داعش.
وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت من العراق عام 2011، لكنها اضطرت للعودة لوقف هجوم داعش ومذابحه بحق العراقيين.
وأشار الباحث أيضًا إلى أن العراقيين يخشون تجدد المناقشات في واشنطن وبغداد بشأن انسحاب كامل للولايات المتحدة من العراق، فكما في 2011، تضغط إيران على الحكومة العراقية لتطلب من القوات الأمريكية المغادرة، وكما كان الحال حينها، قد تكون واشنطن أكثر من مستعدة للامتثال.
وبحسب وهاب، من السهل تحديد أوجه التشابه بين العراق وأفغانستان. فمثل أفغانستان، لدى العراق حكومة مقسمة تعطي أولوية لسياسات المحسوبية على حوكمة قوات الأمن المختصة والخدمات الحكومية الأخرى.
كما لفت إلى أن الحكومة العراقية والأفغانية المنهارة تنافستا على من كان الأكثر فسادا، وكما الحال في أفغانستان، فإن الحكومة العراقية والجيش غير مستعدين لمقاومة المليشيات التي تهدد سيادة العراق واستقراره وتهاجم العراقيين.
وكما الحال في أفغانستان، يتابع الباحث، فإن "الأمر لا يتعلق بالمقدرة، ولكن بالإرادة السياسية؛ حيث يشكو المسؤولون الأمريكيون من أن بغداد تقود جهاز مكافحة الإرهاب لكنها تستخدمه فقط ضد داعش، وليس المليشيات".
ويخشى الكثير من العراقيين من أن تجد مناقشات الانسحاب في بغداد -التي تحفزها إيران- بابا مفتوحا في واشنطن، لأن الفريق الذي انسحب من العراق عام 2011 عاد إلى البيت الأبيض.
وأشار وهاب أيضًا إلى أن العراقيين يشعرون بالقلق من أنه يمكن لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التعايش مع حكومة عراقية تقودها المليشيات إذا أوقفوا الهجوم على مصالح واشنطن.
وحذر وهاب من أن العراق قد يسير بنفس طريق أفغانستان ما لم تعد بغداد وواشنطن تقويم علاقتهما.
aXA6IDUyLjE0LjIwOS4xMDAg جزيرة ام اند امز