"لا أحد يثق بهم".. أفغانيات يتحدثن عن وعود طالبان
منذ سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، كان من الصعب رسم صورة لشكل حياة الأفغان خارج كابول، لا سيما النساء اللاتي عبرن عن مخاوف جمة.
ويوم الخميس، وصلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية لثلاث نساء -جميعهن في منتصف العشرينيات وعلى قدر جيد من التعليم-للحصول على لمحات عن كيف تأثرت حياتهن بالتغيير السريع في النظام، وكيف تشعرن حيال مستقبلهن تحت حكم طالبان.
وكانت الفتيات الثلاث صغيرات عندما كان الحكم في يد طالبان، قبل إزاحتهم من السلطة عام 2001. ولم تستخدم "سي إن إن" أسماءهن من أجل الحفاظ على سلامتهن.
الهروب من كابول
كانت تحتمي سيدة واحدة في كابول مع عائلتها منذ ضرب صاروخ منزلهم في مدينة قندوز. وقالت: "قندوز ليست مكانا للتواجد فيه بالوقت الراهن. لا يجب أن يتواجد أحد هناك".
وأضافت: "أتواصل مع كثير من زملائي السابقين الذين لايزالون عالقين في قندوز. النساء لا تغادرن منازلهن، الجميع يبقى بمنزله".
وتابعت: "من لديه وظيفة يخشى الخروج. الجميع يشعر بالخوف من احتمال أن توقفه طالبان بالخارج أو أن تعرض حياتهم لشكل من أشكال الخطر".
وفرقت السيدة بين أي شخص يعمل لصالح نفسه، وأولئك ممن كانوا على صلة بالحكومة السابقة.
وقالت: "أولئك ممن عملوا لصالح نفسهم لا يرون تغييرا كبيرا. يواصلون عملهم بالمنزل، بعملهم لحسابهم الخاص. موظفو الحكومة من الجانب الآخر جميعهم يبقون بالمنزل ولا يمكنهم العودة للعمل بالرغم من إعلان طالبان أنهم أحرار في العودة. المسألة أن لا أحد يثق في أي شيء يأتي من فم طالبان".
وأضافت في رسالة صوتية لـ"سي إن إن": "أشك بشدة في أن طالبان تغيرت. ليس لديهم نفس القيم مثل الشعب الأفغاني. الديمقراطية خارج الصورة بالنسبة لهم. نعتقد أن طالبان تشكل جبهة، لأن المجتمع الدولي والأمم المتحدة يراقبونهم عن كثب".
وتابعت: "أحاول معرفة كيف يمكنني مغادرة البلاد تماما عبر المنظمات غير الحكومة والوكالات الإنسانية. للأسف، لم يساعدني أحد في هذا الشأن".
عالقون في قندوز
في معظم المقاطعات البعيدة عن كابول، الحياة صعبة بالفعل. يتم إهمال النساء بسبب نقص الفرص والموارد المتاحة، ويزيد ضغط طالبان من التحديات المتزايدة بالفعل.
وفي قندوز، المدينة التي يعيش فيها حوالي 350 ألفا، قالت سيدة أخرى لـ"سي إن إن" إنها تشعر بالتوتر حيال توفير متطلبات الحياة الأساسية. وكان والدها يعمل بالأمم المتحدة، لكنه ترك العمل الآن.
وأضافت: "نشعر بالقلق في الغالب حيال الطعام والمياه ومن أين يمكن الوصول لتلك اللوازم"، مشيرة إلى أن الوضع هادئ بالمدينة، لكن متوتر.
وتابعت: "الوضع هادئ الآن، لكن الناس يشعرون بالقلق. الناس هنا فقدوا الشعور بالطمأنينة، إنهم متوترون. طالبان تقول إن الفتيات يمكنهن الذهاب إلى المدرسة، لكن بمجرد ذهابهن، تشكو طالبان من أنهن يجب أن يكون برفقتهن قريب ذكر. لم يعد يمكن للفتيات الخروج بتلك البساطة، يجب أن يكون معهن مرافق ذكر".
وقالت: "في ذلك اليوم، واحدة من معلماتنا عادت إلى المدرسة وركبت عربة "ريكشا" (تجر بالأيدي) للوصول إلى هناك. في قندوز، من الشائع جدا التنقل باستخدام (الريكشا). لكن أوقفتهم طالبان، وضربت السائق بسبب نقلها بدون مرافق ذكر. هذا ما نتعامل معه حاليا".
وفي النهاية، لا تشعر السيدة بالأمان وتريد مغادرة أفغانستان، إذا أمكنها ذلك.
صدمة في هرات
تعتبر مدينة هرات ثالث أكبر مدن أفغانستان، ويعيش فيها أكثر من 500 ألف. وهي مركز تاريخي وثقافي، وتقع على الطريق المؤدي إلى إيران.
وقالت السيدة الثالثة: "الجميع في حالة صدمة مطلقة. سقوط حكومة أشرف غني وتشكيل نظام جديد تحت سيطرة طالبان أثار عدة تساؤلات في أذهان الناس".
وكان لديها نظرة مختلفة عن باقي الناس، إذا قالت: "طالبان تعطي الأمل لجميع السكان بأنه يمكنهم أن يقودوا بسلام واستقرار. وجود طالبان في مدن مثل هرات ومزار شريف قوي مقارنة بكابول".
وتابعت: "ينتظر الجميع معرفة القواعد والقوانين التي تخطط لها طالبان. وبالنسبة للرجال -ربما لا يكون هذا الأمر مقلقا- لكن تشعر النساء بالقلق وتسألن: هل سنعود حقا إلى التسعينيات بعد 20 عاما من العمل المضني والإنجاز؟ أم سيكون الوضع أفضل هذه المرة".
aXA6IDMuMTQuMTM0LjE4IA== جزيرة ام اند امز