مقاتلو الأقليات.. شرخ جديد في جدران "طالبان"
تواجه حركة طالبان الأفغانية تمردا لمقاتلي الأقليات العرقية، في إشارة إلى توتر داخل التحالف الذي بنته ومكنها من السيطرة على أفغانستان.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن عددا من المقاتلين الأزوبك، الذين انضموا إلى حركة طالبان، التي يسيطر عليها البشتون من جنوب وشرق البلاد، إلى جانب أوزبك آخرين، اشتبكوا مع قوات طالبان في مقاطعة فارياب هذا الأسبوع.
هذه الاشتباكات العرقية التي وقعت بين عناصر طالبان أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين.
الصحيفة الأمريكية أكدت أن الانقسامات العرقية ضربت بجذورها في أفغانستان وكانت أحد المحركات الرئيسية لعقود من الحرب في البلاد، حيث يميل الأوزبك والطاجيك وغيرهم من الجماعات إلى الهيمنة في الشمال ويعارضون تقليديًا حركة طالبان، التي يغلب البشتون على قيادتها.
وينقل تقرير الصحيفة عن تميم أسي، نائب وزير الدفاع في النظام السابق والرئيس الحالي لمعهد دراسات الحرب والسلام الأفغاني الذي يعيش في المنفى تأكيده "أنه من السابق لآوانه معرفة إن كانت الاشتباكات في فارياب سيكون لها تأثير كرة الثلج الذي ينتقل إلى صفوف أعضاء طالبان من غير البشتون".
ولفتت إلى أنه في أعقاب انهيار الحكومة الأفغانية السابقة، وسيطرة طالبان على البلاد، أعلنت الحركة اعتزامها تشكيل حكومة تضم الأقليات، بيد أن المناصب القيادية في الحكومة الجديدة ظلت في أيدي البشتون.
وانتقد المجتمع الدولي الحكومة الأفغانية الجديدة لعدم تمثيلها الأقليات، وهي تهمة رفضتها طالبان.
ووفقا لروايات السكان في فارياب، فقد وقعت الاشتباكات عقب اعتقال أحد القادة المحليين ويدعى مخدوم علام، وهو أوزبكي بارز داخل الحركة، وقاد معاركها في فارياب، بتهمة السرقة.
وأثار ذلك تمردا يغذيه ما وصفه الأوزبكيون المحليون بأنه تمييز من جانب البشتون.
وأغلقت الشوراع المؤدية إلى المكاتب الحكومية في ميمانا عاصمة مقاطعة فارياب، وأعادت طالبان السيطرة على مكتب حاكم المقاطعة، الجمعة.
وقال أحد السكان للصحيفة إن جميع المتاجر مغلقة، متوقعا أن يحدث تصعيد في أي لحظة؛ حيث "يتعلق الأمر بانقسامات عرقية داخل طالبان".
كما تعرض العضو الأوزبكي البارز في حركة طالبان، صلاح الدين أيوبي لكمين مرتين، أثناء توجهه إلى منطقة فارياب للوساطة، على ما يبدو من قبل طالبان البشتونية خشية أن ينضم إلى المتمردين، بحسب السكان.وأضافوا أن أحد حراسه قُتل وأصيب عدد آخر.
ولا توجد مجموعة إثنية تمثل أغلبية حاسمة بين سكان أفغانستان البالغ عددهم 40 مليونا، ما جعل الانقسامات تمثل تحديا دائما للاستقرار السياسي.
والبشتون هم أكبر مجموعة إثنية في أفغانستان ويشكلون أكثر من 42 في المئة من السكان.
وهيمنت هذه المجموعة التي يغلب عليها السنّة وتتحدث لغة البشتو، على المؤسسات السياسية الأفغانية منذ القرن الثامن عشر.
وشدد العديد من قادة البشتون على مر السنوات على "الأحقية في حكم" أفغانستان، ما أثار غضب المجموعات الإثنية الأخرى.