أداما بيكتوغو.. رجل النفوذ والبرلمان في ساحل العاج

في قلب المشهد السياسي في كوت ديفوار، يبرز اسم أداما بيكتوغو كواحد من أبرز الشخصيات التي نجحت في الحفاظ على موقعها بدائرة النفوذ.
الرجل الذي يجمع بين رئاسة الجمعية الوطنية وعمادة بلدية يوبوغون، إلى جانب تأسيسه لمجموعة "سندايا" الناشطة في مجال الوثائق الإدارية، استطاع أن يصمد أمام أزمات سياسية واقتصادية متتالية.
ورغم فترات التراجع التي مر بها، ظل بيكتوغو يحتفظ بصلاته الوثيقة بمراكز القرار، مستندًا إلى شبكة علاقات متينة تبدأ من قمة الدولة وتمتد إلى صفوف البرلمان.
وكشفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، أنه "في عالم السياسة المتشابكة في ساحل العاج، لا يكفي مجرد الوصول إلى السلطة، بل يجب امتلاك مهارات البقاء فيها".
وأوضحت أن "أداما بيكتوغو، الشخصية السياسية والاقتصادية البارزة في ساحل العاج، يعد نموذجًا مثاليًا للرجل الذي عرف كيف ينهض بعد كل سقوط".
فرغم الأزمات التي طالت مجموعته الاقتصادية خلال الشهور الأخيرة، بقي حاضرًا بقوة في صلب المشهد السياسي، محافظًا على نفوذه داخل دوائر الحكم العليا، من رئاسة الجمعية الوطنية إلى إدارة بلدية يوبوغون، أكبر بلديات البلاد.
مزيج من السياسة والنفوذ
ويشغل أداما بيكتوغو، البالغ من العمر 62 عامًا، عدة مناصب قيادية بارزة: رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان)، وعمدة بلدية يوبوغون، ومؤسس مجموعة "سنيداي"، وهي الشركة الوطنية لإنتاج الوثائق الإدارية والتعريفية.
ومنذ عام 2011، حصدت شركته عقودًا حكومية متتالية جعلتها لاعبًا اقتصاديًا كبيرًا في قطاعات الخدمات والإدارة العامة، خاصة في مجال الوثائق البيومترية.
ولكن في الأشهر الأخيرة، واجهت "سنيداي" سلسلة انتكاسات، أبرزها عدم تجديد عقد طباعة بطاقات التغطية الصحية الشاملة، إلى جانب انتهاء عقود مهمة أخرى في القطاع العام، ما أثار تساؤلات حول مستقبل بيكتوغو الاقتصادي.
من القمة إلى القاعدة
ورغم هذه العثرات، بقي بيكتوغو صامدًا سياسياً، بل وعزز حضوره ضمن الدائرة المقربة من الرئيس الحسن واتارا. وتمكن من بناء شبكة دعم قوية تمتد من أعلى هرم السلطة التنفيذية إلى نواب البرلمان المحليين، مما سمح له بالتحرك بحرية نسبية رغم التحولات الاقتصادية.
من جانبه، قال الدكتور ألكس كوامي نداي، الباحث السياسي في جامعة لومي في توغو لـ"العين الإخبارية"، إن "بيكتوغو يمثل نموذجًا للسياسي الأفريقي العصري الذي يستخدم أدوات الاقتصاد لتمويل نفوذه السياسي، ثم يستثمر قوته السياسية لحماية مصالحه الاقتصادية".
ورأى أن "قدرته على التكيف مع السياقات المتغيرة داخل حزب التجمع من أجل الديمقراطية والسلام، تبرز مهاراته في إدارة التحالفات وليس فقط المؤسسات".
ويرى نداي أن "احتفاظه بمنصب رئيس البرلمان رغم الانتكاسات الأخيرة يثبت أن نفوذه لا يقوم فقط على المال أو العقود، بل على ولاء سياسي متبادل مع النظام القائم".
وأشار نداي إلى أنه إلى جانب مواقعه الوطنية، يملك بيكتوغو قاعدة شعبية قوية في يوبوغون، وهي أكبر بلدية في ساحل العاج وتعد خزانًا انتخابيًا مهمًا، موضحاً أنه عبر برامج تنموية محلية ومشاريع بنية تحتية، نجح في كسب ولاء جزء كبير من سكان المنطقة، وهو ما يمنحه شرعية شعبية مضافة إلى شرعيته المؤسساتية.
سياسة البقاء والاستثمار
ولفت الباحث السياسي الأفريقي إلى أنه "في بلد يعج بالتحولات السياسية، فإن بقاء شخصية مثل أداما بيكتوغو في صلب السلطة ليس أمرًا عشوائيًا"، موضحاً أنه ثمرة استثمار طويل في العلاقات والولاءات، وخبرة تراكمت في تقاطع السياسة والاقتصاد.
وتابع نداي أنه "على الرغم من التحديات الاقتصادية التي تُواجه مجموعته، فإن نفوذه السياسي لا يزال قائمًا، وربما يتعزز إذا ما استمر في لعب أدواره المتعددة كوسيط، ومنسّق، وفاعل في الديناميكيات الوطنية لساحل العاج".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز