لا تزال تنظيمات الإرهاب تتخذ من أفريقيا نقاط انتشار وانطلاق جديدة بدل تلك التي تم حصار نفوذها فيها بالعراق وسوريا.
ففي نيجيريا، أصبح جليًّا صعود جماعة "أنصار الإسلام" في البلاد -أنصارو- التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي. إذ يحاول التنظيم تحقيق مكاسب معنوية في ولاية كادونا مثالا، عبر تجنيد عناصر جديدة وتسيير دوريات ضد قُطّاع الطرق، الأمر الذي يجعل بعض السكان يدعمونه ويؤيدونه.
ويظهر تنظيم "أنصارو" احتراما للفلول والمجموعات الصغيرة المتبقية من تنظيم "بوكوحرام" الإرهابي، ربما بهدف إغرائها بالانضمام إليه لاحقًا، مدركين أن مواجهتهم ستكون بلا فائدة.
في الوقت نفسه، يتزايد عدد النازحين يوميًّا في الداخل بسبب انتشار العنف، ويتوزع هؤلاء على نحو 50 منطقة من مناطق الحكومة المحلية، في حين تم إنشاء سبعة معسكرات فقط لإيوائهم.
ويتسبب نقص المياه الصالحة للاستخدام في انتشار أمراض مختلفة بين هؤلاء النازحين، فيما يعتمد بعضهم على مزوّدي المياه عن طريق الصهاريج، بينما لا يستطيع البعض الآخر تحمّل تكاليف الحصول عليها.
وفي ليبيا عاد النشاط الإرهابي خلال مايو الماضي بصورة كبيرة. فقد كان لتنظيم "داعش" الإرهابي وجود كبير في غرب ليبيا، حيث كان التنظيم يعتزم على ما يبدو تنفيذ عمليات ضخمة. إذ لاحظ شهود عيان حركة غير عادية على الطريق السريع بين "سبها" و"طرابلس" على بعد 60 كيلومترًا جنوب "مزدة"، حيث استولى الإرهابيون على الإمدادات والبنزين من السائقين.
وفي شمال وسط ليبيا، وردت أيضا معلومات عن وجود تنظيم "داعش" في منطقة سرت-الجفرة.
ودخل رئيس الحكومة، الذي اختاره البرلمان في طبرق، فتحي باشاغا، إلى طرابلس، وهي منطقة نفوذ رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، ما تسبب في حدوث اشتباكات بين مليشيات الأطراف المتنازعة، توقفت بعد انسحاب "باشاغا" حفاظا على الأرواح وحتى لا يتسبب في مزيد من المشكلات، حسب قوله.
أما في بنين، فقد صدّت قوات الأمن هجوما إرهابيا جديدا في بداية مايو الماضي.. كان الهجوم هذه المرة في "بورجا"، شمال البلاد.
ويعود آخر هجوم إرهابي تم تسجيله إلى شهر ديسمبر 2021، والذي خلّف 8 قتلى.
وقبل الهجوم بأيام قليلة، عبرت قافلة لوجستية من قوة "برخان" بنين إلى ميناء "كوتونو" في إطار انسحابها من مالي.
وفي دولة توجو يبدو الوضع مماثلا لما هو في بنين، حيث سجلت البلاد ثاني هجوم إرهابي خلال ستة أشهر بعد الهجوم الذي وقع في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
وهاجم الإرهابيون مركز "كبينكانكاندي" الأمني، شمال توجو، على الحدود مع بوركينا فاسو.
وإلى الشمال الأفريقي مرة أخرى، وتحديدا الجزائر، فقد شهدت هجومًا إرهابيا خلّف إصابة ثلاثة جنود في جنوب البلاد.
وقد استهدف الهجوم قافلة عسكرية متجهة إلى الحدود الجزائرية- المالية قرب بلدة "تيماياوين".
وفي بوركينا فاسو سجلت البلاد شهرًا رائعًا في مجال مكافحة الإرهاب. إذ تم القضاء على خمسين إرهابيًّا في 9 مايو/أيار 2022، وقبل أربعة أيام فقط، حاول الإرهابيون إطلاق سراح سجناء من سجن "بوكلي دو موهون" في الشمال الغربي، وتمكّن 60 سجينا من الفرار في نهاية المطاف.
ومنذ شهر أبريل/نيسان الماضي، أطلق الجيش البوركيني عملية "تالني"، التي لا تزال تمضي بفعالية كبيرة.
أما النيجر، ففي مطلع مايو/أيار تم اعتقال إرهابي ليبي برفقة 6 مسلحين.. ولا يزال شمال البلاد عرضة للخطر القادم من الأراضي الليبية.
وحتى وقت قريب، كان الرئيس النيجَري محمد بازوم يُجري محادثات مع تنظيمات إرهابية لم تؤت ثمارها لأن قواته المسلحة نفّذت عمليات عدة في المناطق القريبة من مالي وبوركينا فاسو، مما سمح للجيش بالقضاء على 65 إرهابيا.
وفي الأقاليم الجنوبية للبلاد قتل الجيش النيجري 40 إرهابيا في جزر ببحيرة تشاد في الأسبوع الأخير من شهر مايو/أيار الماضي.
وفي دولة مالي، تم القضاء على 12 إرهابيا في منتصف مايو/أيار، في وسط البلاد، كما تم اعتقال 8 آخرين.
وفي الأسبوع الأخير من الشهر نفسه، نجح الجيش المالي في قتل 15 إرهابيا آخر في "باندياجارا".
حصاد كبير لمجهودات الجيوش وقوات الأمن النظامية في مجال مكافحة الإرهاب الذي استوطن مناطق متفرقة من القارة السمراء وصار الخطر الأكبر على مشروعات البناء والتنمية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة