مشروع تركيا-قطر-الإخوان بأفريقيا.. زعماء القارة السمراء ينتبهون
ما كان للرئيس الإريتري أسياس أفورقي أن يتحدث بلغة صارمة بشأن التغلغل التركي في القرن الأفريقي، إلا لخطورة مشروع الإخوان.
ما كان للرئيس الإريتري أسياس أفورقي أن يتحدث بلغة صارمة بشأن التغلغل التركي في القرن الأفريقي وسواحل البحر الأحمر، إلا لخطورة مشروع جماعة الإخوان الإرهابية الذي تتبناه أنقرة، والذي يهدد أمن المنطقة، حسب ما يرى مراقبون.
وربما قصد أفورقي ذو الحنكة والخبرات السياسية المتراكمة، بتصريحاته النارية للفضائية الإريترية، يوم السبت، تنبيه قادة وزعماء دول محيطه الإقليمي بمستوى التهديد الذي يتربص بأمنهم جراء تمدد الأتراك الذين وجدوا لهم موطئ قدم في العاصمة الصومالية مقديشو وجزيرة سواكن السودانية الواقعة على سواحل البحر الأحمر.
وتوقع خبراء سياسيون تحدثوا لـ"بوابة العين" الإخبارية، أن يواجه المشروع التمددي لتركيا بمقاومة من دول المنطقة، "لأن عمليات الاستقطاب التي تغذيها أنقرة للتحكم في القرن الأفريقي ستؤدي إلى اشتعال حرب ضارية يكون وقودها الشعوب"، حسب توصيفهم.
وكان الرئيس الإريتري قد اتهم تركيا بالسعي للتحكم في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر وفق أجندة تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، وبدعم مما أسماها "قوى الهيمنة العالمية".
وأبدى رفضه القاطع للوجود التركي بالصومال وجزيرة سواكن السودانية قائلاً: "الوجود التركي في الصومال غير مقبول ولا يسهم في استقرار المنطقة".
ولم تكن هي المرة الأولى التي يكتشف فيها حجم الخطر، وتآمر تركيا وحلفائها في منطقة القرن الأفريقي، فقد فضحت صحيفة "سونا تايمز" الصومالية مؤخراً مخططاً تركياً- قطرياً- إيرانياً، لتكوين قوة إرهابية في الصومال، تتبع فرع التنظيم الإرهابي وتسير على درب حزب الله اللبناني، ليصبح هدفها الأساسي القيام بعمليات تخريبية في الإقاليم الصومالية التي تناوئ السياسة القطرية- التركية ومشروع الإخوان الإرهابي التوسعي.
واعتبر السياسي السوداني والخبير في شؤون القرن الأفريقي، فيصل ياسين، أن تركيا عقب تسلم رجب طيب أردوغان مقاليد السلطة أصبحت معقل جماعة الإخوان، وتبنت عملية الترويج لهذا الفكر على مستوى العالم.
وقال ياسين في تعليق لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن تركيا تحاول السيطرة على مستعمراتها القديمة خاصة في منطقة القرن الأفريقي، وقد اتضح ذلك جلياً خلال تكالبها على جزيرة سواكن السودانية إلى أن حصلت على موافقة لإدارتها، وينطبق الشيء ذاته على تمددها بالصومال.
ويشير فيصل ياسين، إلى أن تركيا وحلفاءها أصبحت لاعباً أصيلاً في الصراع العالمي حول منطقة البحر الأحمر الاستراتيجية، وقد ساعدتها بعض البلدان التي تحكمها جماعة الإخوان في إيجاد موطئ قدم بالمنطقة.
وتوقع أن يجد المشروع التركي، مقاومة من دول الإقليم "لأن الاستقطاب الذي تمارسه أنقرة للتحكم في القرن الأفريقي سيؤدي إلى اشتعال حرب ضارية يكون وقودها الشعوب".
أما بالنسبة للخبير في الشأن الأفريقي الدكتور حاج حمد، فإن وجود صبغة أيدلوجية إخوانية للتمدد التركي في القرن الأفريقي والبحر الأحمر غير مستبعدة، محذراً من أن التحولات التي حصلت في السياسية الخارجية دفعت البعض إلى ممارسة أساليب غير أخلاقية بهذه المنطقة الاستراتيجية.
وفي رأي حمد الذي تحدث لـ"بوابة العين" الإخبارية، فإن الاتحاد الأفريقي ومجمل الهيئات الموجودة بالقارة كان ينبغي أن تتخد موقفاً واضحاً حيال التكالب والتمدد في القرن الأفريقي المضر ووقف الممارسات التي وصفت بغير الأخلاقية.
واعتبر أن خطورة التدخلات التركية، تكمن في أنها تتم عن طريق دول ذات سيادة جعلت لأنقرة موطئ قدم ووفرت لها الحماية القانونية من أي عملية مقاومة يمكن أن تحدث.