دراجة مقابل القتل.. "الجنود الأطفال" آفة خطيرة ببوركينا فاسو
ارتفع عدد الأطفال الذين جندتهم الجماعات المسلحة في بوركينا فاسو، بمقدار خمسة أضعاف على الأقل هذا العام، وفق تقرير الأمم المتحدة.
وذكر تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" أن المذبحة التي وقعت مؤخرا في شمال شرق بوركينا فاسو وقتل فيها أكثر من 160 شخصا في شهر يونيو/ حزيران، نفذها في الأغلب أطفال بين سن 12 و14 عاما يخدمون كجنود في الجماعات المسلحة.
وروى شهود عيان نجوا من المذبحة أنهم شاهدوا سبعة أطفال شاركوا في حصار منازل سكان القرية وساعدوا في حرق المنازل.
وتقول ساندرا لطوف، ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في البلاد، "نشعر بالقلق من وجود الأطفال مع الجماعات المسلحة".
ويشير إدريسا ساكو، مساعد المدعي العام في بوركينا فاسو إلى أن 14 صبيا على الأقل محتجزون في العاصمة واجادوجو، بسبب انتمائهم لجماعات مسلحة، بعضهم محتجز في السجن منذ 2018.
وباتت تداعيات الصراعات المسلحة على الأطفال، بما في ذلك تجنيدهم كجنود وتعرض المدارس والأطفال لهجمات، مثار قلق بالغ إلى حد إضافة بوركينا فاسو هذا العام للمرة الأولى إلى تقرير الأمم المتحدة السنوي حول الأطفال والنزاعات المسلحة.
وتقول منظمات الإغاثة إنها شاهدت أعدادا كبيرة من الأطفال مع المتطرفين عند نقاط التفتيش على جانب الطريق في منطقة الساحل، وهي منطقة قاحلة تمر عبر بوركينا فاسو لكنها تمتد مباشرة عبر القارة الأفريقية جنوب الصحراء، وتحولت في السنوات الأخيرة إلى بؤرة للتطرف العنيف.
ويعتقد خبراء أن الفقر هو ما يدفع ببعض الأطفال إلى الانضمام للجماعات المسلحة.
وقال ساكو إن بعض الأطفال انضموا إلى الجماعات المسلحة المتطرفة بما فيها داعش والقاعدة، للحصول على رسوم الدراسة لأنهم وُعدوا بالحصول على حوالي 18 دولارًا إذا قتلوا شخصًا ما. وتلقى البعض الآخر وعودا بالحصول على هدايا مثل الدراجات النارية.
ووفقا للتقرير، لم توقع الحكومة بعد، اتفاقية مع الأمم المتحدة من شأنها أن تساعدها في معاملة هؤلاء الأطفال على أنهم ضحايا وليسوا جناة، مثل نقلهم على سبيل المثال من السجن إلى مراكز الرعاية النفسية.
وقال ساكو إن "البحث عن حل دائم للأطفال يشكل مصدر قلق حقيقي لنا".
في غضون ذلك، ينبغي معالجة الصعوبات الاقتصادية وكل ما يترتب عليها، بما في ذلك مساعدة الأطفال على العودة للدراسة، لوقف حملات التجنيد في صفوفهم.
وقالت الدكتورة سامانثا نات، مؤسسة ورئيس منظمة كندا لأطفال الحروب: "إن إهمال العمل الآن لن يؤدي إلا إلى أزمة يصعب حلها وزيادة عدم الاستقرار في الأشهر والسنوات المقبلة، مما يمنح هذه الجماعات المتطرفة الميزة التي تسعى إليها بشدة".
في الوقت الحالي، يشعر العديد من الآباء، الذين يكافحون بالفعل لإطعام أطفالهم وكسوتهم وتعليمهم، بالعجز عن حمايتهم.
ويقول إسماعيل هيلا، وهو من سكان دوري وأب لطفل يبلغ من العمر 4 سنوات: "أخشى حقًا أن يتم تجنيد طفلي من قبل المتطرفين. نخشى على أطفالنا وعلى أنفسنا كآباء لأننا لسنا أقوى منهم."