دولة أفريقية تغزو أمريكا على ظهر "حبة كاجو".. حكاية الذهب الرمادي
تتربع ساحل العاج على عرش العالم من حيث كونها أكبر منتج للكاجو في العالم، وانطلاقا من هذا العرش تسعى لغزو الأسواق الأمريكية.
ورغم كونها المنتج الأكبر، فإنها تكاد تكون غير موجودة في أسواق الولايات المتحدة، كونها غير قادرة على "معالجة" الكاجو بحيث يصبح قادرا على غزو السوق الأمريكية الضخمة.
والمعالجة هنا تعني "التقشير والطحن" وهما تقنيتان قد تبدوان بدائيتان، لكن "المعايير الأمريكية" التي لا ترضى بأي تقشير وطحن، تدفع ساحل العاج للاستعانة بدول أخرى لأداء المهمة.
وحاليا، تريد ساحل العاج تغيير هذا الواقع، والانطلاق إلى أمريكا من قواعد تقشير وطحن محلية.
زيادة قدرات المعالجة
وتسعى البلاد إلى معالجة نسبة أكبر من محصولها لبيعه في السوق الأمريكية الضخمة من خلال زيادة قدرتها على الطحن والتقشير خمس مرات بحلول العام 2025.
وقال أداما كوليبالي مدير مجلس القطن والكاجو لوكالة فرانس برس إن المنتجين يهدفون إلى مضاعفة المعدل السنوي الحالي البالغ 10% بحلول العام 2025.
وهذا العام وحده، يفترض أن تزيد قدرة البلاد بمقدار 100 ألف طن.
لكن معالجة المزيد من الكاجو محليا سيعني الابتعاد عن وجهات التصدير التقليدية والتي تشهد حاليا إرسال معظم هذه المكسرات الخام إلى فيتنام والهند.
وحتى الآن، تركت "التجارة الثلاثية" عملية طحن الكاجو وتقشيره للعمال هناك قبل شحن المكسرات إلى الولايات المتحدة "بسعر باهظ"، كما قال لوسيني كوني رئيس شركة "أيفوري كاشيو" الأمريكية المتخصصة في تجارة الكاجو وإصدار شهادات الأصالة.
طموح المكسرات الإيفوارية
وأضاف رجل الأعمال المقيم في ميريلاند "تبلغ قيمة السوق الأمريكية 40 % من السوق العالمية، لكنها تمثل 1 % فقط من واردات المكسرات الإيفوارية".
وتعتبر آفاق الأعمال واعدة إذا تمكنت الدولة من تنفيذ كل الخطوات كما يجب.
وقال بوب باور رئيس اتحاد الصناعات الغذائية لوكالة فرانس برس "لا داعي للقلق بشأن سوق الكاجو في الولايات المتحدة. نحن نحبه. كاجو ساحل العاج هو الأفضل" وتعهد أن "تساعد" المجموعة المنتجين.
وبعد زيارة استمرت أسبوعا مع مجموعة من رجال الأعمال الأمريكيين لمصانع معالجة الكاجو في شمال ساحل العاج ووسطه، أبرمت شركة أيفوري كاشيوز" اتفاقا مع مجلس القطن والكاجو لإدخال هذه مكسرات البلاد إلى الولايات المتحدة وأسواق عالمية أخرى.
أما الأولوية القصوى فهي جعل المعالجة المحلية تتماشى مع المعايير الأمريكية والدولية بشأن سلامة الأغذية.
قال كوني "ما زالت شهادة الأصالة ضرورية للوصول إلى السوق الأمريكية. بمجرد منحك حق الوصول إلى تلك السوق، يمكنك البيع لأي شخص، لأنه لا يوجد معيار دولي آخر يطابقها".
سيتم اعتماد الدفعة الأولى المكونة من 15 وحدة معالجة بموجب القانون الأمريكي لتحديث سلامة الأغذية.
وسيمنح الموظفون أسبوعين من التدريب على يد خبراء أمريكيين بشأن قواعد استيراد الكاجو ومتطلباته.
ويعتقد كوليبالي أن لدى البلاد فرصة لأن تصبح "أكبر منتج للكاجو الخام بين أكثر الدول إنتاجا" ويأمل بأن تسمح تحسينات سلامة الغذاء بالحصول على "شهادة أصالة لمكسرات ساحل العاج بنسبة 100 %".
"ذهب رمادي"
وتستخدم نواة الكاجو على نطاق واسع في الطبخ ومستحضرات التجميل فيما تستخرج المادة الصمغية من قشرتها لاستخدامات صناعية مختلفة. كذلك، تحتوي قشرة الكاجو على سائل يستخدم في أنظمة فرملة الطائرات ما أكسبه لقب "الذهب الرمادي".
ويتوقع خلال هذا الموسم أن يبيع 250 ألف منتج في ساحل العاج منظمين في حوالى 20 تعاونية، 900 ألف طن من المكسرات الخام.
ويعزو اللاعبون في الصناعة أعلى إنتاج في خمس سنوات إلى المشترين الذين يدعمون الأسعار الثابتة المدفوعة للمزارعين.
لكن رغم ارتفاع الإنتاج، شهدت الأسعار انخفاضا بسبب فيروس كورونا، كما قال كوليبالي.
وفي المجموع، توفر إفريقيا أكثر من نصف محصول الكاجو في العالم لكنها تعالج 10 % فقط منه.
وبالتالي، تحتفظ الدول المنتجة "بنسبة صغيرة من قيمة الكاجو التي اكتسبها خلال عملية انتقاله من المزرعة إلى المتجر" كما قالت المسؤولة التجارية في الأمم المتحدة ميهو شيروتوري الشهر الماضي.
وأضافت أن "المزارعين والمصدرين والعمال الأفارقة يهدرون فرصا ثمينة".