مؤسس بـ"الجينوم الأفريقي" يكشف لـ"العين الإخبارية" كنوز الاقتصاد الحيوي
عبد الله شرف: أفريقيا منجم لصناعة الأدوية والمستخلصات الطبية
حتى يمكن للقارة الأفريقية الاستفادة من التنوع البيولوجي الموجود في بيئتها، لا بد أن يكون لديها الكوادر التي تستطيع أن تفعل ذلك.
وهذه كانت فلسفة إنشاء المعهد الأفريقي لعلم الجينوم والمعلوماتية الحيوية، كأحد أنشطة مشروع الجينوم الأفريقي، الذي يشارك فيه، علماء يمثلون دول القارة الأفريقية، بالإضافة إلى 22 منظمة أفريقية، يمثلون باحثين ومؤسسات وشركات من جميع المناطق الخمس في الاتحاد الأفريقي.
وبمناسبة مرور عام على إنشاء المعهد، يتحدث عبد الله شرف، الباحث بمركز الأحياء بجمهورية التشيك، والأستاذ المساعد بجامعة عين شمس بمصر، وأحد مؤسسي مشروع "الجينوم الأفريقي"، في مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية"، عن أبرز الأنشطة التي تم تنظيمها خلال العام، وما تحقق من أهداف المعهد، والمأمول تحقيقه، في اتجاه مساعدة القارة على التكيف مع التغيرات المناخية.. وإلى نص الحوار.
قبل أن نتعرف على المعهد وأنشطته، ماذا حققتم في مشروع " الجينوم الأفريقي" الذي تم إنشاء المعهد تحت مظلته؟
منذ تدشينه في عام 2021، حقق مشروع الجينوم الحيوي الأفريقي (AfricaBP)، مكاسب كبيرة نحو هدفه الطموح المتمثل في تحديد التسلسل الجيني لمائة ألف نوع أفريقي من النباتات والحيوانات المستوطنة بالقارة، خلال السنوات العشر القادمة، وحتى نتمكن من تحقيق ذلك في الوقت المطلوب وبالكفاءة العالية، تم الإعلان العام الماضي عن التنفيذ الناجح للمعهد المفتوح للتكنولوجيا الحيوية الطبيعية، وهو برنامج رائد لتبادل المعرفة في علم جينوم التنوع البيولوجي والمعلوماتية الحيوية.
وكيف سيساعدكم المعهد على تحقيق ذلك؟
سنقوم من خلاله بإنشاء ورش عمل متاحة للجميع في جميع أنحاء أفريقيا، والتي تم تصميمها بالتعاون الوثيق مع المؤسسات الأفريقية المحلية، والهدف الأساسي لها، من بين أمور أخرى، هو تطوير مناهج علم جينوم التنوع البيولوجي والمعلوماتية الحيوية وتعزيز تبادل المعرفة على مستوى القاعدة، بما يحقق متطلبات العلماء الأفارقة.
تم تدشين المعهد عام 2022، فماذا حققتم خلال عام واحد؟
منذ عام 2022، استضاف المعهد ورش عمل حظيت بحضور واسع بالشراكة مع المؤسسات والمنظمات الأفريقية والشركاء العالميين مثل جامعة بورت هاركورت (نيجيريا)، وشركة إنقبة للصناعات التقنية الحيوية (جنوب أفريقيا)، ومشروع الجينوم الفقاري (الولايات المتحدة)، وتعرف أكثر من 700 مشارك مسجل من 29 دولة على أحدث التقنيات التي تشكل مجال التنوع البيولوجي وعلم الجينوم، وقدمنا من خلال الورش رؤى حول جوانب مختلفة من علم الجينوم والمعلوماتية الحيوية، بما في ذلك فهم قواعد البيانات والأدوات والموارد الجينومية العالمية الحالية.
ويظهر العدد الكبير من الطلبات التي نتلقاها لتنظيم ورش جديدة، أن هناك حاجة ورغبة في التدريب بمجال المعلوماتية الحيوية وعلم الجينوم في أفريقيا، ونحن نقوم بذلك دون أي تكلفة للمشاركين في تلك الورش، و هناك حاليا خمس ورش مخطط لها بحلول نهاية عام 2023، بما في ذلك ورشتان عبر الإنترنت وثلاث ورش عمل مختلطة.
وعلى مدى السنوات العشر المقبلة، إذا تم تنفيذ إطار وتوجيهات المعهد بنجاح، فمن المتوقع أن يقوم بتدريب ما لا يقل عن 200 ألف عالم أفريقي في علم الجينوم والمعلوماتية الحيوية.
ولماذا فكرتم في إنشاء المعهد في هذا التوقيت تحديدا؟
من الجيد السؤال عن التوقيت، فهذا المعهد يأتي في الوقت الذي دخلت فيه اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA) حيز التنفيذ بالفعل، ومن خلال منصة تبادل المعرفة هذه، هناك حالة اقتصادية، وهذا مبرر للمنظمات ووكالات العلوم الوطنية الأفريقية والشركاء المحليين والدوليين لدعم هذا الجهد الذي يبقي أفريقيا على المسار الصحيح من أجل بنية تحتية موحدة للجينوم والمعلوماتية الحيوية من شأنها أن تساهم في الاقتصاد الحيوي في أفريقيا.
وماذا تعني بالاقتصاد الحيوي؟
هو الاقتصاد القائم على المصادر الحيوية، فعلى سبيل المثال هناك كثير من الأدوية والمستخلصات الطبية جاء مصدرها من البيئة الأفريقية، وبدون إدراك جيد لهذا الكنز، لن تتمكن إفريقيا من الاستفادة منه.
وكيف يمكن أن تفيد هذه المصادر الحيوية في مواجهة التغيرات المناخية؟
الحديث عن التغيرات المناخية، يشمل بالضرورة التطرق لأدوات التكيف مع تلك التغيرات، وفي هذا المجال ينصرف الحديث إلى ضرورة تطوير برامج التربية لاستحداث أصناف من المحاصيل التي تواجه الملوحة والجفاف، ومثل هذه البرامج تأخذ سنوات طويلة إذا لم يكن لديك التسلسل الجيني لهذه المحاصيل، وهذا ما يمكن ان يفيد فيه مشروع "الجينوم الأفريقي"، بتوفيره للتسلسل الجيني الذي سيساعد على تسريع برامج التربية.
كذلك، سيساعد المشروع أيضا في تنفيذ تسلسل جيني للأقارب البرية للأصناف التجارية، والتي توجد في الصحاري، ولديها جينات يمكن الاستفادة منها في مواجهة التغيرات المناخية، وهذه الأقارب البرية في الصحاري ينظر لها على أنها الكنز الثمين وأحد أدوات المواجهة التي ينبغي ألا نهملها، ومن خلال اجراء التسلسل الجيني لها، نستطيع الاحتفاظ بهذه المعلومات الجينية لتسهيل برامج التربية من ناحية، وحفظ مثل هذه الثروة الجينية خشية انقراضها من ناحية أخرى.
aXA6IDMuMTM1LjE4OS4yNSA= جزيرة ام اند امز