الببغاء الرمادي الأفريقي "يشبه البشر"
الباحثون يدربون 8 من الببغاوات الرمادية الأفريقية، و6 من الببغاوات ذات الرؤوس الزرقاء، على إعطاء الباحث عملة معدنية.
تقديم المساعدة لشخص دون انتظار فائدة يحتاج فعل يسمى بـ"الإيثار"، وهذا السلوك يميز بعض البشر عبر العصور.
وأثبت فريق بحثي من معهد "ماكس بلانك" لعلم الطيور بألمانيا أن هذه الصفة موجودة لدى نوع من الببغاء، وهو الببغاء الرمادي الأفريقي.
وخلال الدراسة التي نشرت نتائجها في العدد الأخير من دورية "Current Biology"، عمل الباحثون ليس فقط مع الببغاوات الرمادية الأفريقية، والتي تتواجد في مناطق أفريقيا الاستوائية، ولكن أيضاً مع الببغاوات ذات الرؤوس الزرقاء، في أمريكا الجنوبية.
وقام الباحثون بتدريب 8 من الببغاوات الرمادية الأفريقية، و6 من الببغاوات ذات الرؤوس الزرقاء، على إعطاء الباحث عملة معدنية في مقابل الحصول على الجوز كمكافأة.
وبعد فترة وجيزة، تعلمت كل الطيور الأمر، وبعد ذلك أراد الباحثون معرفة ما إذا كانت ستكون متلهفة لمساعدة الشريك في الحصول على المكافأة مثلما حصلت عليها.
وتحقيقاً لهذا الغرض، أحضر الباحثون أزواجا من الببغاوات من نفس النوع إلى غرف مبنية خصيصاً ومفصولة عن بعضها البعض، مع وجود فتحات صغيرة للوصول والتواصل.
وأعطى الباحثون ببغاء واحدا العملة المعدنية، ولكن لا وسيلة لتسليمها إلى الباحث للحصول على المكسرات، أما الببغاء الآخر في المقابل، فيمكنه الوصول إلى الباحث، ولكن ليس لديه أي عملة يقدمها مقابل الجوز.
وفي كل مرة يشير الببغاء بدون عملة إلى شريكه طلباً للمساعدة، وكان السؤال بالطبع: هل كان الببغاء الذي يحمل العملة المميزة يسلّمها إلى الببغاء الخالي من العملة، مع العلم أن الببغاء الآخر فقط هو القادر على المطالبة بالمكافأة.
وكما اتضح، لم تكن الببغاوات ذات الرؤوس الزرقاء حريصة على الإطلاق لمساعدة بعضها البعض، ولم يكن هذا هو الحال على الإطلاق مع الببغاوات الرمادية الأفريقية، حيث اختار 7 من أصل 8 من الببغاوات الأفريقية الرمادية المعنية بمساعدة شريكها من خلال منحها العملة، حتى تتمكن من المطالبة بالجوز.
علاوة على ذلك، عندما عكس الباحثون أدوار الببغاوات الرمادية الأفريقية، كان الذين حملوا العملة سعداء بمشاركتها مع الشركاء الذين سبق لهم أن ساعدوها.
ويرى الباحثون أن هذه النتيجة تشير إلى أن هذه الببغاوات ربما يكون لديها بعض الفهم للمعاملة بالمثل.