"الأسد الأفريقي" بالمغرب.. تعاون دولي لمحاربة الإرهاب
على غرار دوراتها السابقة، يُنتظر أن تُسهم مناورات الأسد الأفريقي 2022 في تقوية التعاون الدولي لمحاربة الإرهاب وتعزيز الاستقرار.
ويستعد المغرب بشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لتنظيم نسخة جديدة من مناورات الأسد الأفريقي لتعزيز المكانة المغربية على المستوى الدولي في مواجهة التحديات المشتركة على المستويين الأمني والعسكري.
وينظم المغرب في الفترة ما بين 20 يونيو/ حزيران، والأول من يوليو/ تموز، بمناطق أكادير وطانطان والمحبس وتارودانت والقنيطرة وبن جرير، الدورة الـ18 لتمرين "الأسد الأفريقي 2022" برئاسة مغربية أمريكية ومشاركة عدة دول أخرى.
مخاطر إرهابية
وتنعقد هذه الدورة في وقت تشهد منطقة الساحل والصحراء، ومعها الغرب الأفريقي، تنامياً للمخاطر الإرهابية العابرة للحدود، وفق سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.
الصديقي أوضح لـ"العين الإخبارية"، أن هذه المناورات من شأنها تعزيز الخبرة العسكرية للدول المشاركة فيها، على مستوى مواجهة التحديات العسكرية المرتبطة بهذا النوع من الإرهاب.
العلاقات الوطيدة للمغرب مع أغلب دول غرب أفريقيا وتعاونه معها سياسيا واقتصاديا وعسكريا، يعد عاملاً محورياً يجعل الرباط في عمق محاربة هذه الظاهرة الإجرامية، على حد قول الصديقي.
وأبرز أستاذ العلاقات الدولية، أن المغرب قد انخرط منذ هجمات ١١ سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية بأمريكا في ما يسمى "الحرب العالمية ضد الإرهاب".
ومضى قائلا "بالتالي، فإن استضافة المغرب للمؤتمرات والتمارين العسكرية في هذا الاتجاه تأتي استمرارا للاستراتيجية المتبعة لمحاربة الإرهاب".
وقد تفاعل المغرب، يُضيف الصديقي، إيجابا وانخرط في مبادرات كثيرة على مستوى العالم فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب ليس فقط بأفريقيا بل حتى في منطقة الشرق الأوسط،
كما أن المغرب يتعاون مع الأوروبيين في هذا المجال، ويقود مبادرات، ما يجسد دوره ومكانته المحورية في هذه الاستراتيجية العالمية ضد الإرهاب.
عمق أفريقي
المكانة المُتفردة للمملكة المغربية في القارة الأفريقية، وعلاقاتها القوية مع باقي الدول الأفريقية، من شأنه أن يمنح هذه المناورات إشعاعا قارياً أكبر.
إدريس الكريني، مدير مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات بجامعة القاضي عياض بمراكش، شدد على أن عودة المملكة إلى الاتحاد الأفريقي، زاد من مكانتها داخل المنظومة الأفريقية.
ولفت في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن "المغرب يراهن على تطوير علاقاته مع مختلف البلدان الأفريقية خصوصا مع المناطق التي ظلت العلاقات معها محدودة أو حتى حذرة في بعض الأحيان".
وأشار المتحدث نفسه، إلى أن المغرب استطاع في الأعوام الأخيرة، وخصوصا مع عودته للاتحاد الأفريقي، تعزيز شراكته مع البلدان الأفريقية، مشيرا إلى أنه استطاع أن يعيد تموضعه داخل مجموعة من بلدان القارة الأفريقية.
تطوير
ويهدف التمرين العسكري إلى "تطوير قابلية العمل المشترك التقني والإجرائي بين القوات المسلحة الملكية وقوات البلدان المشاركة، وكذلك التدريب على تخطيط وقيادة عمليات مشتركة في إطار متعدد الجنسيات".
وانطلقت الأسبوع الماضي، في إطار المخطط الشامل للتعاون العسكري، وتحضيرا لتمرين "الأسد الأفريقي 2022"، الدورة الأكاديمية للتكوين لفائدة أفراد من القوات المسلحة الملكية ومن جنسيات أخرى.
وكان بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، أوضح أن هذا النشاط، المبرمج في موعده المحدد على مستوى القيادة العامة للمنطقة الجنوبية بأكادير، على هامش تمرين "الأسد الأفريقي"، سيهتم هذا العام بتكوينات في المجالات المتعلقة بإجراء المناورات العملية.
وأوضح البيان، أن من بين هذه المجالات، أسلوب التخطيط العملياتي المشترك بين القوات، والجوانب القانونية، والإعلام العام، والتخطيط الطبي، والأمن السيبراني وتقنيات تقييم تمرين مشترك بين القوات.
يذكر أن الدورة الثامنة عشرة من تمرين "الأسد الأفريقي 2022" التي تنظمها القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية، ستشهد مشاركة ممثلين عن 18 دولة شريكة، إلى جانب مراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة من أفريقيا والعالم.