دعوات أفريقية لتنفيذ اتفاق باريس للمناخ وإنقاذ الأمازون
الحرائق تستعر في غابات الأمازون بالبرازيل منذ أسابيع عديدة، وأثارت مخاوف دولية من مخاطر حقيقية تهدد أكبر غابة استوائية بالعالم
شهد الاتحاد الأفريقي، في مقره بأديس أبابا، اجتماعات المؤتمر الـ8 لتغير المناخ والتنمية في أفريقيا، وتخللته دعوات قوية من المشاركين في المؤتمر لتنفيذ اتفاق باريس ومعالجة تغير المناخ.
وانعكست الحرائق، التي تشهدها غابات الأمازون "رئة العالم"، على فعاليات المؤتمر الأفريقي لتغير المناخ، وأعرب العديد من الأفارقة عن مخاوف القارة السمراء من تهديدات حرائق الأمازون.
ومنذ نحو 3 أسابيع تستعر الحرائق في غابات الأمازون بالبرازيل، وأثارت مخاوف دولية من مخاطر حقيقية تهدد أكبر غابة استوائية بالعالم.
وقال فري هوت ولديوحنا، وزير المياه والري الإثيوبي، إن المؤتمر جاء لتوحيد صوت أفريقيا، وتقديمه في المؤتمر الذي يعقد سبتمبر/أيلول المقبل، في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف ولديوحنا، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، "قدمت العديد من الدول الأفريقية مساهمات طموحة للعمل المناخي، تُظهر أن الزعماء الأفارقة تعهدوا بالتزامات قوية لمعالجة تغير المناخ، ويسعون جاهدين للوفاء ببرامج التنمية الوطنية".
وقال: "على الرغم من الجهود المبذولة على أرض الواقع فإن حالات الجفاف المتكررة والمكثفة بسبب المناخ تعرض أمن الطاقة لدينا للخطر"، مشدداً على أنه بدون اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ في أفريقيا لن تحتقق أهداف التنمية المستدامة الأخرى.
وفيما يتعلق بالحرائق التي تشهدها غابات الأمازون، قال الوزير الإثيوبي إنها تشكل تهديداً على كوكب الأرض، مشيراً إلى قلق القارة الأفريقية من هذه الحرائق، وانعكاساتها على أفريقيا.
وقال إن هذه الآثار ستضاعف من تغير المناخ التي تعاني منه أفريقيا، مضيفاً أن الأمازون يعد المساهم الأول في تخفيف انبعاثات الكربون في العالم.
ودعا الوزير الإثيوبي إلى ضرورة تنفيذ قرارات باريس لتغير المناخ، لمواجهة الحد من انبعاثات الكربون التي تشهدها الكرة الأرضية.
بدوره، قال ميتيكا مويندا، المدير التنفيذي لتحالف العدالة المناخية بعموم أفريقيا "تحالف قاري لمنظمات المجتمع المدني الأفريقي"، إن ما تشهده غابات الأمازون "رئة العالم" يثير قلقاً بالغ لدى الأفارقة، ما يتطلب إيجاد حلول سريعة لمشاكل تغير المناخ.
وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن أفريقيا قلقة من نضوب الأمازون، والحكومات الأفريقية عليها أن تهتم بهذه الثروة كقارة، لأنها تؤثر على النظام البيئي القاري.
وتابع أن حوض الكونغو في أفريقيا "الرئة الخضراء الثانية" للعالم، هو أيضاً يتعرض لخطر مشابه، حيث تستعر فيه النيران، ويجب على القارة الأفريقة والمجتمع الدولي التصدي للتغير البيئي الذي نواجهه في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن هذه الأحداث هي بفعل التصرفات البشرية التي لا تعتني بالثروات الطبيعية".
فيما قال الخبير البيئي الكاميروني أوجستين ناجامشي، رئيس الشؤون الفنية والسياسية لتحالف العدالة المناخية بعموم أفريقيا، إن الحرائق التي تشهدها غابات الأمازون تعتبر فقدا لرئة العالم، وفقدا لثروات طبيعية.
وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "جئنا من منطقة حوض الكونغو، كما أننا نحمل مخاوف كبيرة مما يحدث حول الأمازون، وعلينا أن نكثف الجهود لإطفاء هذه الحرائق".
من جانبها، أشارت عايدة أوبوكو، المسؤولة باللجنة الاقتصادية لأفريقيا، خلال كلمة لها بالمؤتمر، إن أفريقيا تسهم بأقل قدر في الانبعاثات العالمية، ولكنها تعاني بالفعل من أشد الآثار الناجمة عن تغير المناخ.
وأضافت أن "القارة تساهم بأقل من 6% من الانبعاثات، حيث يبلغ نصيب الفرد من الانبعاثات 0.8 طن فقط في السنة، أي أقل بكثير من المتوسط العالمي البالغ 5 أطنان، وأقل بكثير من مثيله في مناطق أخرى مثل أوروبا وآسيا".
وأوضحت أن هذا المؤتمر يعقد قبل قمة العمل المناخي القادمة، التي تدعو إلى تحرك عالمي عاجل ومتضافر لمكافحة تغير المناخ.