مكافحة الإرهاب في أفريقيا.. الطريق "الرباعي" يبدأ من الصومال
في العاصمة مقديشو، تتوحد عقارب الساعة مع انعقاد قمة أفريقية ترنو إلى رسم خريطة الطريق نحو مكافحة الإرهاب.
قمةْ تجمع، اليوم الأربعاء، قادة الصومال وجيبوتي وكينيا وإثيوبيا، لبحث الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب لا سيما حركة "الشباب" الإرهابية، في لقاء هو الأول من نوعه الذي ينعقد في مقديشو، منذ 2016.
وسبق القمة، أمس الثلاثاء، اجتماع تحضيري لوزراء دفاع تلك الدول، ناقشوا خلاله تخفيف التهديد الإرهابي للأمن الإقليمي، بالتعاون الكامل مع الجيش الصومالي، وبعثة الاتحاد الأفريقي "أتميس".
وتنعقد قمة اليوم، وسط إجراءات أمنية مشددة، طالت الأجواء الجوية والبرية.
أهداف وآمال
أربعة أهداف رسمتها الرئاسة الصومالية لهذه القمة التي تنعقد في ظل مشهد صومالي مثقل بالتهديدات والهجمات الإرهابية.
أهداف تراوحت ما بين دعم العمليات العسكرية للجيش الصومالي الذي نجح في تحرير أكثر من 60 بلدة ومديرية ومقتل العشرات من عناصر حركة الشباب الإرهابية.
ثاني تلك الأهداف، هو تنفيذ عمليات مشتركة بين تلك الدول مع الجيش الصومالي في المرحلة الثانية من العملية العسكرية التي تبدأ في إقليمي جوبلاند وجنوب غرب الصومال .
أما الثالث، فيتمثل في توجيه نداء موحد للعالم يطالب بتعزيز دعم القوات الصومالية حتى تتمكن من إنهاء الحرب على الإرهاب بسرعة.
ومن ثم إظهار خطر الإرهاب على استقرار المنطقة والعقبة التي يشكلها في طريق تنمية شعوب المنطقة من الدول الأربعة، وتأمين حدود الدول المجاورة من فلول حركة الشباب الإرهابية وتعزيز التواجد العسكري والأمني في المناطق الحدودية المشتركة .
وإلى جانب ذلك، تبحث القمة تعزيز التعاون المشترك والتكامل الاقتصادي الإقليمي ومواجهة التحديات الدولية.
الاستعداد لمايو الكبير
بالتزامن مع هذه القمة، يخطط الصومال لإطلاق عملية عسكرية مشتركة بمشاركة ميدانية مع قوات حفظ السلام الأفريقية الانتقالية في البلاد، خلال مايو/أيار القادم.
عملية يصفها مراقبون بأنها الأكبر التي تنفذها الحكومة الصومالية، وتستهدف استعادة المناطق التي تشكل نواة حركة الشباب في ولايتي جوبلاند وجنوب غرب الصومال .
وتريد الحكومة الصومالية تواجدا عسكريا من القوات الكينية في إقليم جوبلاند المجاور لها، وأيضا تواجدا بريا للقوات الإثيوبية في إقليم جنوب غرب الصومال المجاور لها، لتحقيق نتائج مفاجئة في أقرب وقت ممكن .
يقول المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي لـ"العين الإخبارية"، إن القمة تعبر عن رغبة الدول المجاورة في تحقيق انتصار نهائي على الإرهاب في الصومال.
واعتبر حاشي أن انعقاد مثل هذه القمة يُعد أولى ثمار النجاحات الميدانية التي حققها الصومال ضد الإرهابيين.
مضيفا "القمة هي بمثابة اعتراف فعلي وترجمة لأرض الواقع بأن حركة الشباب تهديد إقليمي ودولي يذهب إلى خارج الصومال".
وحذر المحلل السياسي من أن "حدود الدول المجاورة للصومال أضحت معرضة لتسلل مليشيات الشباب في أكثر من أي وقت مضى، ويفرض الواقع تنسيقا غير مسبوق على مستوى كبير" .
لكن يبقى التفاؤل سيد الموقف لدى حاشي، في أن القمة دليل على قرب انتهاء التطرف العنيف في الصومال، وأن أيام حركة الشباب باتت معدودة، معربا عن أمله أن تشكل القمة أرضية مشتركة لمشاركة فعلية لتلك الدول في تجهيز القوات الصومالية لما بعد الإرهاب .
aXA6IDMuMTMzLjExOS4yNDcg
جزيرة ام اند امز