الاتحاد الأفريقي يقتحم "طريق القمح".. فهل يعبّده بوتين؟
على وقع شبح أزمة غذاء عالمية تُسارع الدول والحكومات الخُطى، من أجل حماية الإمدادات التي تأثرت بفعل الأزمة الروسية الأوكرانية.
وبما أن روسيا وأوكرانيا تُعتبران خزاني حبوب العالم فوجهة الكثير من زعماء وقادة العالم ستكون إلى تلك البقعتين، لإنقاذ هذا المخزون من نيران الحرب.
وفي هذا الإطار، يتوجه الرئيس السنغالي ماكي سال الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، اليوم الخميس، إلى روسيا للقاء الرئيس فلاديمير بوتين.
وأوضح سال، في بيان صادر عن الاتحاد الأفريقي، أن هذه الزيارة "تندرج في إطار الجهود التي تبذلها رئاسة الاتحاد للمساهمة في تهدئة الحرب في أوكرانيا وفتح الطريق أمام مخزونات الحبوب والأسمدة التي تؤثر عرقلة مرورها على الدول الأفريقية خصوصا".
- بوتين: مستعدون للمساهمة في تصدير الحبوب الأوكرانية
- "الحبوب مقابل الأسلحة".. معادلة الغرب في أوكرانيا؟
وتأتي الزيارة بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيلتقيه في سوتشي الجمعة.
وذكر البيان أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد سيرافق سال في زيارته.
وفي رسالة وجهها، الثلاثاء، إلى قادة الدول الأوروبية المجتمعين في بروكسل، طلب الرئيس السنغالي القيام بكل شيء "للإفراج عن مخزون الحبوب المتوافر" في أوكرانيا.
وتطرق إلى "السيناريو الكارثي لحصول نقص وارتفاع الأسعار"، مؤكدا أن "الأزمة الحالية تأتي بعد أزمة كورونا التي فاقمت أساسا المجاعة في أفريقيا".
مستدركا "الأسوأ لم يأت بعد ربما".
وبيّن رئيس الاتحاد الأفريقي أن "الكثير من الدول الأفريقية بينها السنغال تعتمد بشكل كبير على واردات الحبوب من المنطقة"، معبرا عن قلقه من "تداعيات العقوبات الأوروبية التي تستثني مصارف روسية من نظام سويفت الدولي، الذي يتيح عمليات كبرى مثل أوامر نقل أموال".
وكانت السنغال التي تقيم علاقات متينة مع الدول الغربية، أحدثت مفاجأة في 2 مارس/آذار الماضي، عند امتناعها عن التصويت على قرار يطالب روسيا "بوقف استخدام القوة ضد أوكرانيا فورا" في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
في المقابل صوتت السنغال في الـ24 من الشهر نفسه، على قرار ثان يطلب من روسيا وقف الحرب فورا، فيما امتنعت حوالي نصف الدول الأفريقية عن التصويت أو لم تصوت على هذين المشروعين.
وقال سال خلال لقاء مع المستشار الألماني أولاف شولتز في دكار نهاية مايو/أيار الماضي، إن النزاع "يؤثر" على الأفارقة، لافتا إلى أنه "يدين العملية العسكرية" بشكل أوضح من السابق.
يُذكر أنه منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في الرابع والعشرين من فبراير/شباط الماضي، قلصت روسيا بشدة من صادراتها من القمح.
فيما توقف التصدير الأوكراني لتأمين الاحتياجات المحلية، فضلا عن انهيار قطاع الزراعة والنقص في الأسمدة والوقود هناك.
وفي تحذير سابق لها، أعربت كورين فلايشر، المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن قلقها "بشأن ملايين الأشخاص في تلك المنطقة الذين يكافحون بالفعل للحصول على ما يكفيهم من الغذاء".