الأخطاء التي نقع فيها موسميا قد تستمر حتى مع المراجعة والتخطيط ولكن التخطيط بعد المراجعة يحمي الاستراتيجية ويمهد لتحقيق الهدف
في كل موسم رياضي ينتهي يخلف وراءه كما كبيرا؛ ما يمكن إعادة قراءته من جديد، ولو فعلنا ذلك لجنينا الكثير من الفوائد التي يمكن لها أن تخدم الموسم الذي يليه وهكذا.
الأخطاء التي نقع فيها موسميا ليست كلها نتيجة عدم دراسة الماضي والتخطيط للمستقبل.. فقد تستمر حتى مع المراجعة والتخطيط ولكن التخطيط بعد المراجعة يحمي الاستراتيجية ويمهد لتحقيق الهدف وبالتالي يضمن تراكما إيجابيا يوصف بالتطور.
وإذا كان ذلك يبدو أنه يحتاج إلى كثير من العمل الذي يجب أن تتصدى له جهة واحدة تستخلص منه الدروس، وهذه الجهة غير موجودة لتشعب المتطلبات وضرورة تخصص من يتصدون لهذه المهمة، فليس أقل من تجزئة هذا المشروع.
ولنبدأ من كل لعبة في النادي إلى حصر كل نشاطه من خلال تقرير أشبه بما يتم مع القوائم المالية للشركات من إيضاحات عن الفترة المنتهية بنهاية الموسم، بحيث ينتهي التقرير بنتائج مدققة من الجوانب الفنية، تتعلق بشؤون اللعبة بكامل أجهزتها وعناصرها ونتائجها المحققة “خسائر/أرباح”، متطلبات استمرار خطة تقديرية للموسم التالي.
لينتقل ذلك إلى اتحاد كل لعبة، ثم إلى تقييم عام للجنة الأولمبية وما يفترض تقديمه وما هو في حدود الإمكان، بحيث يبدأ كل موسم معتمد على خطة معدة مرتكزة على واقع ما جرى في الموسم الماضي، والبناء عليه بعد مراجعة ما تحقق من أهداف وما لم يتحقق، إما للتقصير أو لعدم سلامة الهدف أو لغيره.
الأخطاء التي نقع فيها موسميا ليست كلها نتيجة عدم دراسة الماضي والتخطيط للمستقبل، فقد تستمر حتى مع المراجعة والتخطيط، حيث قد تعود لتصرف فردي يتكرر أو تفرضه طبيعة النشاط كما يحدث من أخطاء لحكام المنافسات وما شابه ذلك، لكن التخطيط بعد المراجعة يحمي الاستراتيجية ويمهد لتحقيق الهدف، وبالتالي يضمن تراكما إيجابيا يوصف بالتطور.
الإعلام بكل مؤسساته وأدواته عليه أيضا مراجعة ما أنتجه، والحكم على أدائه من خلال تقييم يراعي فيه ما يتعلق بالمهنة، ومتطلبات المؤسسة، ودوره تجاه النشاط الذي يستثمر فيه، واستبيان مدى مصداقيته في وساطته بين النشاط والمتلقين لإخباره وتقاريره، وإذا ما كان عليه أن يغير أو يعدل من سياساته التحريرية، يضيف أو يشطب من قائمته أسماء لرداءة أفكار أو لتجديدها.
يمكن للجمهور أن يستمر بعد وقبل كل موسم عاشقا لا يهمه إلا ناديه ونجوم ومباريات ناديه، لكن عليه أن يعلم أن هناك الكثير من المتطلبات التي يحب أن يلتزم بها تجاه ناديه، أسهلها الحضور في المدرجات والانضمام إلى الجمعية العمومية، وتوسيع دائرة المتابعة والمعرفة بكل ما يجري حتى لا يعتقد دائما أن ناديه فقط من يتعرض للعقبات أيا كانت، ولا أن ناديه هو كل شيء ومن بعده الطوفان.
*نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة