بعد تعهدها بـ"إطعام العالم".. الهند قد تلجأ لاستيراد القمح
يبدو أن الحكومة الهندية التي أعلنت استعدادها، قبل عدة أشهر، لإطعام العالم، قد تفكر جديا في استيراد الحبوب من الخارج.
ووفق وكالة "بلومبرج" اليوم الأحد، بعد مرور أقل من أربعة أشهر على إعلان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بجرأة، أن بلاده مستعدة "لإطعام العالم" بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط الماضي، تبين أن الحكومة الهندية تحتاج إلى إعادة النظر في استيراد الحبوب.
وأضافت الوكالة أنه حتى قبل أن يعلن مودي عن تعهده، بدأت موجة من الطقس الحار في شهر مارس/آذار الماضي، وحطمت الرقم القياسي، في تهديد إنتاج القمح الهندي.
وأدى ذلك إلى خفض الإنتاج ورفع الأسعار المحلية، مما تسبب في جعل الحياة اليومية أكثر غلوا بالنسبة لمئات الملايين من الهنود، الذين يستخدمون الحبوب لصنع الأطعمة الأساسية.
وتسببت المؤشرات التي تشير إلى عدم تحقق محصول القمح الوفير، في دفع الحكومة إلى فرض قيود على الصادرات في منتصف مايو/أيار.
وتراجعت احتياطيات دولة الهند في شهر أغسطس/آب إلى أدنى مستوى لها منذ 14 عاما، بحسب بيانات مؤسسة "فوود كورب" الهندية، بينما يسير تضخم القمح الاستهلاكي بما يقرب من 12%.
ويشار إلى أن النقص الذي يلوح في الأفق وارتفاع الأسعار، يجعل السلطات تستعد حاليا للشراء من الخارج.
وتتوقع السلطات حالياً أن يصل حصاد موسم القمح 2021-22 إلى حوالي 107 ملايين طن، انخفاضاً من تقدير فبراير البالغ 111 مليون. وربما لا يزال هذا أمراً يبعث للتفاؤل للغاية حيث يتوقع التجار والمطاحن 98 مليونا إلى 102 مليون طن.
خفض الإنتاج
رجح مزارعون وتجار أن تؤدي الأمطار غير المنتظمة في مناطق زراعة الحبوب في الهند، وموجة الحر في الصين، والفيضانات في بنغلاديش، وخفض محصول فيتنام، إلى خفض إنتاج 4 من أكبر 5 منتجين للأرز في العالم.
وأظهرت بيانات من إدارة الطقس الحكومية أن ولايات بيهار وغارخاند وغرب البنغال وأوتار براديش، أكبر ولايات منتجة للأرز في الهند سجلت عجزًا في هطول الأمطار الموسمية يصل إلى 45% حتى الآن هذا الموسم.
وأدى هذا جزئيا إلى تراجع بنسبة 13% في زراعة الأرز هذا العام، ما قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاج بمقدار 10 ملايين طن أو نحو 8% عن العام الماضي، كما أن مساحة زراعة الأرز تراجعت مع تحول بعض المزارعين إلى زراعة البقوليات والبذور الزيتية، بحسب رئيس اتحاد مصدري الأرز في الهند، بي في كريشنا راو.
وأصبح انخفاض الإنتاج أمرًا مؤكدًا، لكن السؤال الكبير الذي طرحه أحد المتداولين في مومباي، هو كيف سيكون رد فعل الحكومة الهندية؟ وهو يتوقع أن ترفع الأسعار بصورة طفيفة لتقليل الصادرات.
وعلى الرغم من أن الهند هي ثاني أكبر دولة منتجة للقمح في العالم، إلا أنها لم تكن أبداً مصدّراً رئيسياً. كما أنها لم تستورد الكثير أبداً، حيث بلغت مشترياتها الخارجية حوالي 0.02% من الإنتاج سنوياً. وتمتعت البلاد إلى حد كبير بالاكتفاء الذاتي.
وارتفع سعر القمح إلى ما يقرب من 14 دولاراً للبوشل في شيكاغو في أوائل مارس الماضي، حيث هدّدت الحرب في أوروبا مصدراً رئيسياً للصادرات العالمية. وفقدت الأسعار حالياً كل هذه المكاسب مع تلاشي مخاوف العرض. وعادت إلى ما دون 8 دولارات، مما يخفف بعض الضغط على الاقتصادات النامية التي تواجه تحديات من أجل إطعام شعوبها.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjE1OCA= جزيرة ام اند امز