التغير المناخي.. بصمات سلبية على إنتاج الأرز العالمي
وسط معاناة تعيشها سلاسل الإمداد العالمية، متأثرة بجائحة كوفيد-19، والحرب الروسية الأوكرانية، توشك أسعار الأرز على تصدير أزمة جديدة.
ويهدد الطقس السيئ عبر أكبر الدول المصدرة للأرز في آسيا بخفض إنتاج أحد أهم الأغذية الرئيسية في العالم، وتأجيج تضخم أسعار الغذاء الذي يقترب من مستويات قياسية.
نموذج استثنائي
خالف الأرز اتجاه ارتفاع أسعار المواد الغذائية مع وفرة محصوله ومخزونه لدى المصدرين على مدار العامين الماضيين، حتى مع انتشار كوفيد-19، وتعطل الإمدادات، ولاحقًا الأزمة الروسية الأوكرانية، رغم أنها رفعت تكلفة الحصول على أسعار الحبوب الأخرى.
لكن سوء الأحوال الجوية في البلدان المصدرة في آسيا، التي تمثل نحو 90% من إنتاج الأرز العالمي، قد يغير منحنى أسعار الأرز لأعلى، وفق تجار ومحللين.
أسعار الأرز
ثمة احتمال لصعود أسعار الأرز مع احتمال خفض الإنتاج في البلدان الرئيسية المصدرة، وهو ما سيزيد من التحديات الكبيرة التي تواجه قدرة أجزاء من العالم النامي على شراء الغذاء، بحسب اقتصادي الأعمال الزراعية في بنك أستراليا الوطني، فين زيبيل.
واتخذت أسعار الأرز مسارا صعوديا منذ منتصف العام الماضي حتى وصلت إلى ذروتها في 23 مايو/ أيار الماضي عند 17.47 دولار للقنطار، لكنها تراجعت حتى 16.22 دولار منتصف الشهر الماضي، وتصعد مرة أخرى لتسجل 17.02 دولار للقنطار، وفقا لفوربس مساء 5 أغسطس/آب 2022.
خفض إنتاج أكبر دول زراعة الأرز
رجح مزارعون وتجار ومحللون أن تؤدي الأمطار غير المنتظمة في مناطق زراعة الحبوب في الهند، وموجة الحر في الصين، والفيضانات في بنجلاديش، وخفض محصول فيتنام، إلى خفض إنتاج 4 من أكبر 5 منتجين للأرز في العالم.
وأظهرت بيانات من إدارة الطقس الحكومية أن ولايات بيهار وغارخاند وغرب البنغال وأوتار براديش، أكبر ولايات منتجة للأرز في الهند، سجلت عجزًا في هطول الأمطار الموسمية يصل إلى 45% حتى الآن هذا الموسم.
وأدى هذا جزئيا إلى تراجع بنسبة 13% في زراعة الأرز هذا العام، ما قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاج بمقدار 10 ملايين طن أو نحو 8% عن العام الماضي، كما أن مساحة زراعة الأرز تراجعت مع تحول بعض المزارعين إلى زراعة البقوليات والبذور الزيتية، بحسب رئيس اتحاد مصدري الأرز في الهند، بي في كريشنا راو.
يمثل الأرز الهندي المزروع في الصيف أكثر من 85% من إنتاجها سنويا، والذي قفز إلى مستوى قياسي بلغ 129.66 مليون طن في موسم حصاد حتى يونيو/ حزيران الماضي.
أصبح انخفاض الإنتاج أمرًا مؤكدًا، لكن السؤال الكبير الذي طرحه أحد المتداولين في مومباي، هو كيف سيكون رد فعل الحكومة الهندية؟، وهو يتوقع أن ترفع الأسعار بصورة طفيفة لتقليل الصادرات.
بلغ إجمالي مخزونات الأرز وطحينه في الهند 55 مليون طن في أول يوليو/ تموز الماضي، مقابل الهدف البالغ 13.54 مليون طن، وقد أدى ارتفاع المخزون إلى خفض أسعاره العام الماضي إلى جانب صادرات الهند القياسية البالغة 21.5 مليون طن في عام 2021، وهو ما يزيد على إجمالي صادرات أكبر 4 مصدرين في العالم، تايلاند وفيتنام وباكستان والولايات المتحدة.
وفي فيتنام، دمرت الأمطار جودة المحصول في أثناء الحصاد، ما دفع المزارع كونغ دانغ، إلى القول إنه لم ير من قبل غزارة المطر بهذه الصورة خلال موسم الحصاد، ما اعتبره أمرًا غير مألوف.
توقع دانغ أن يخسر 70% من محصول حقله الذي تبلغ مساحته هكتارين بسبب الفيضانات، بعد أن هطلت أمطار شهرين في 10 أيام فقط، حسبما قال.
الواردات والأسعار
عانت الصين، أكبر مستهلك ومستورد للأرز في العالم، من خسائر في محصولها بسبب الحرارة الشديدة في مناطق زراعة الحبوب ومن المتوقع أن تزيد الواردات إلى مستوى قياسي عند 6 ملايين طن في 2022/23، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية. واستوردت الصين 5.9 مليون طن العام الماضي.
توقع تجار أن تستورد بنطلاديش، ثالث أكبر مستهلك في العالم، مزيدًا من الأرز بعد الأضرار التي لحقت بمناطق الإنتاج الرئيسية.
تقترب أسعار الأرز من أقل مستوياتها، وفق أحد التجار المقيمين في سنغافورة، لكنها ترتفع، فالطلب يزداد مع المشترين مثل الفلبين وغيرها في أفريقيا الذين يتطلعون إلى حجز الشحنات.
aXA6IDE4LjIyNi4yNDguODgg جزيرة ام اند امز