3 ركائز تضمن نجاح "مبادرة فارم" في إنقاذ سلاسل الإمداد العالمية
قامت مبادرة فارم في الأساس من أجل محاربة المضاربة في الأسواق الدولية، في ظل ارتفاع الأسعار، وسط غموض يحيط بالمخزونات العالمية.
وتمتلك مبادرة "فارم" فرص نجاح كبيرة لتحقيق أهدافها، خاصة دعم سلاسل الإمداد العالمية، في ظل تعاون دولي كبير بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع والاتحاد الأفريقي، بمساندة من منظمات الأمم المتحدة المختلفة.
يأتي ذلك في إطار ركائز واضحة للمبادرة، يكفل العمل عليها طريق نجاح المبادرة في تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة، وتجنب التداعيات الكارثية لحرب أوكرانيا.
وترمي مبادرة فارم (تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة) من حيث الأصل لمنع التداعيات الكارثية للحرب الروسية الأوكرانية على الأمن الغذائي العالمي.
ويترتب على هذه الحرب عواقب وخيمة بالفعل في العديد من البلدان المعرضة للخطر تؤثّر في مستويات الأسعار، والإنتاج، والحصول على الحبوب والتزوّد بها، ولا سيّما القمح.
وتُعدّ روسيا وأوكرانيا جهتين فاعلتين في إنتاج مواد غذائية أساسية عدّة، مثل الحبوب، وتوفّران نحو 30% من صادرات القمح العالمية. وتفاقم الحرب الروسية الأوكرانية من خطر انعدام الأمن الغذائي وتهدد بإغراق ملايين الأشخاص في أزمة غذائية في البلدان الأكثر عرضة للخطر.
مبادرة فارم
أعلنت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 في مارس/أذار الماضي، إطلاق مبادرة فارم للتخفيف من تداعيات الأزمات الغذائية، التي تسببت بها الأزمة الأوكرانية على الدول الأكثر تضررا.
وبرنامج "فارم" المستلهم من منصة كوفاكس الدولية لتوزيع اللقاحات المضادة لكوفيد، يهدف خصوصا إلى تأمين مزيد من الشفافية حول الاحتياطات العالمية وضمان إمداد الدول الأكثر تعرضا للخطر بما تحتاج إليه وتشجيع الإنتاج في المناطق الضعيفة.
الأمم المتحدة تدعم فارم
أعلنت وكالات الأمم المتحدة الثلاث المسؤولة عن الغذاء دعمها لمبادرة "فارم" الأوروبية الهادفة إلى التخفيف من الأزمة الغذائية التي سببتها الحرب في أوكرانيا، وفق ما أعلن وزير الزراعة الفرنسي.
التقى وزير الزراعة الفرنسي جوليان دينورماندي ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان والمفوض الأوروبي لشؤون إدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش في روما بممثلي برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية التي قامت كل منها بـ"تأكيد موافقتها على دعم هذه المبادرة الفرنسية"، بحسب وزير الزراعة.
ويهدف برنامج "فارم" الذي أطلقته دول الاتحاد الاوروبي في مارس/أذار، إلى الحفاظ على الإمدادات الغذائية في العالم متاحة بأسعار معقولة من خلال جعل الأسواق الزراعية أكثر كفاءة ودعم الإنتاج في أوكرانيا رغم الحرب، وكذلك في البلدان الأكثر عرضة للخطر.
وأوضح دينورماندي أن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تعهدت "بمكافحة المضاربة مع شفافية المخزون" من الحبوب، في حين سيعمد الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) إلى "الاستثمار في البلدان التي من المحتمل أن تواجه صعوبات".
يأمل لودريان بدء العمل قبل نهاية يونيو/حزيران بوجود "منظمة وجهاز وآلية تنسيق" مع هذه الوكالات، بالتعاون مع مجموعة السبع.
وأشار إلى أن "التحرك الآن سيسمح لنا بتجنب أزمة غذاء عالمية ستكون مأساوية للجميع".
أعرب مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي الثلاثاء عن قلقه إزاء تراكم أزمات المناخ والصحة علاوة على الأزمة الجيوسياسية الآن في أوكرانيا، "سلة غذاء العالم"، في وقت بات 280 مليون شخص "على شفير مجاعة".
وأضاف "سيتعين على زعماء العالم، في الأشهر الثمانية إلى التسعة المقبلة، أداء دور" لدعم الفئات الضعيفة من السكان والتحذير من أي مجاعة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي".
ركائز نجاح فارم
استهلّت الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع شركائها في الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع والاتحاد الأفريقي مبادرة تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة في 24 مارس/آذار 2022، بغية منع حدوث أزمة غذائية فادحة.
وتوفّر هذه المبادرة آلية للتصدّي للأزمة الغذائية تقوم على ثلاث ركائز، وفقا لـdiplomatie.gouv.fr (الدبلوماسية الفرنسية).
ووفقا للخارجية الفرنسية، في حسابها على "تويتر"، تقوم مبادرة فارم على 3 ركائز، تشمل تخفيف حدة الاضطرابات التي تواجهها الأسواق الزراعية، وضمان حصول البلدان الأكثر تأثرًا بتبعات الحرب على السلع الزراعية بأسعار معقولة، وتعزيز القدرات الزراعية على نحو مستدام.
ركيزة تجارية
ترمي هذه الركيزة، بالتعاون الوثيق مع منظمة التجارة العالمية، إلى تجنّب حدوث "أزمة ثقة" في الأسواق الزراعية، من خلال منع القيود المفروضة على الصادرات وتعزيز شفافية الأسعار والمخزونات الزراعية. واعتمد في الآونة الأخيرة قرار يعفي مشتريات برنامج الأغذية العالمي من أي قيود مفروضة على الصادرات إبّان الاجتماع الوزاري الثاني عشر لمنظمة التجارة العالمية، وهو ما يمثّل إنجازًا مهمًا في هذا الصدد.
ركيزة تضامنية
تعمل فرنسا على نحو وثيق مع برنامج الأغذية العالمي من أجل وضع آلية التضامن التي من شأنها أن تسهم في التخفيف من حدة التداعيات في حال تفاقمت الأزمة.
وستتيح هذه الآلية لبرنامج الأغذية العالمي و/أو البلدان الأكثر عرضة للخطر التزوّد بالمنتجات بأسعار أدنى من أسعار السوق.
ويندرج دعم القطاع الزراعي الأوكراني وتصدير الحبوب الأوكرانية عبر مبادرة "ممرات التضامن" في صلب أولويات مبادرة تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة.
وتُعدُّ مشاركة المنشآت الخاصة المتخصصة في إنتاج الحبوب والنقل والتجارة في جهود التضامن هذه ضروريةً.
ركيزة إنتاجية
ترمي الركيزة الثالثة لمبادرة تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة إلى تسريع وتيرة الانتقال إلى النُظم الغذائية المستدامة وذات القدرة على الصمود، ولا سيّما في القارة الأفريقية التي تُعدُّ سيادتها الغذائية ضرورية، وذلك بالتنسيق مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية.
ويجب الاستفادة من الإنجازات التي أحرزتها الدورة السادسة لمؤتمر قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي التي عُقدت في 18 فبراير/شباط 2022 في مجال الإنتاج الزراعي والغذائي المستدام، ومن مبادرة السور الأخضر العظيم ومبادرة البروتينات النباتية.
ويقترح كلٌّ من فرنسا وشركائها الأوروبيين مشاريع عملية على الأجل القصير والمتوسط والطويل سيستدعي تنفيذها إشراك جميع الجهات الفاعلة الملتزمة في القطاعين العام والخاص، وذلك من خلال مبادرة تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة وبدعم من المنظمات الدولية الناشطة في مجال الأمن الغذائي والتغذية.
وذلك، مع ائتلاف عالمي للجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص من أجل القدرة على الصمود في مجال الغذاء على الصعيد الدولي.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA=
جزيرة ام اند امز