سلاسل الإمدادات.. أزمات التوريد تدفع اقتصادات عالمية للتكتل
لأول مرة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية قبل أكثر من 5 أشهر، غادرت سفينة محملة بالحبوب ميناء في منطقة أوديسا بأوكرانيا اليوم الإثنين.
لم يمر المنتدى الاقتصادي العالمي كما يأمل القائمون عليه، من تحشد وتوحيد الرؤى حول القضايا الاقتصادية التي تؤرق العالم، بل كانت نقاط الخلاف أكثر مما يجمع الحاضرين.
إحدى أبرز القضايا التي تم التعرض لها في جلسات المنتدى، ما هو مرتبط بسلاسل الإمدادات والتوريد من الاقتصادات حول العالم، وخاصة بين الشرق والغرب.
ففي وقت كان الاقتصاد العالمي يشهد في 2021 أزمة تذبذب في سلاسل الإمدادات العالمية، سواء للمواد الأولية أو النهائية، كانت عديد الاقتصادات تتجه لتنفيذ الحمائية التجارية، أي فرض قيود على صادرات السلع الحيوية.
- سلاسل الإمدادات العالمية تراوح بين حظر التصدير وتخفيف القيود
- الغذاء والطاقة وسلاسل الإمدادات تتصدر أعمال قمة "G7"
ومع بدء الحرب الروسية الأوكرانية، كانت سلاسل الإمدادات تنتقل إلى مراحل تعقيد جديدة من شرق الكرة الأرضية إلى غربها، وسط مخاوف من اتساع نطاق الحرب، وتقييد الصادرات.
تعرض المنتدى إلى انتقادات حادة، إذ طالما كان ينادي بالانفتاح والعولمة وفتح الأسواق أمام مختلف دول العالم، لكنه لم يتطرق في نسخته هذا العام إلى سياسات اتخذتها دول صناعية كبرى، لتقييد صادراتها.
وأمام هذه التطورات نحو الحمائية والتكتل، بدأت تظهر تجمعات دولية لإدارة سلاسل التوريد، لتحقيق التكاملية بعيدا عن الانفتاح على العالم، في مؤشر على أن التطورات الجيوسياسية تذهب بالاقتصاد العالمي نحو الانغلاق والتكتل.
والشهر الماضي، اتفقت الولايات المتحدة و17 من حلفائها حول العالم، في مقدمتهم الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأستراليا وسنغافورة، على تنويع سلاسل التوريد العالمية وتحسينها، وذلك خلال اجتماع عقد على مدار يومين وغابت عنه الصين.
ووفق بيان صادر عن المشاركين، فإن الهدف هو "التعاون لتعزيز بين الأعضاء الـ 18، لتعزيز متانة سلسلة التوريد على المدى الطويل من خلال دعم الشفافية، والتنويع، والسلامة، والاستدامة".
وشارك في الاجتماع ممثلون عن كل من أستراليا والبرازيل وكندا والكونغو والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك وهولندا وكوريا الجنوبية وسنغافورة وإسبانيا وبريطانيا، والولايات المتحدة.
والشهر الماضي كذلك، أنهى الاتحاد الأوروبي والصين الجولة التاسعة من الحوار الاقتصادي والتجاري رفيع المستوى، وأكد على أن الجانبين اتفقا على المحافظة على استقرار سلاسل الإمداد العالمية وتحسين الالتزام بالقواعد وآلية التجارة متعددة الأطراف.
** إمدادات الطاقة
وبينما يعيش الاقتصاد العالمي، أزمة إمدادات عالمية في الطاقة، وبالتحديد الغاز الطبيعي، سرّعت روسيا خطواتها للانتهاء من بناء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي نحو الشرق وبالتحديد إلى الصين.
في المقابل، ما تزال دول الاتحاد الأوروبي تنشد الحصول على عقود فورية لتوريد الغاز الطبيعي من أسواق بعيدا عن روسيا، التي خفضت إمداداتها من الغاز بنسبة 80% عبر خط نورد ستريم 1 الواصل إلى ألمانيا، ومنه إلى أوروبا.
** إمدادات الحبوب
ولأول مرة منذ الحرب الروسية في أوكرانيا قبل أكثر من خمسة أشهر، غادرت سفينة محملة بالحبوب ميناء في منطقة أوديسا بأوكرانيا اليوم الإثنين بعد اتفاق دولي من شأنه أن يخفف من أسعار الغذاء العالمية.
السفينة "رازوني"، التي كانت راسية في ميناء أوديسا، قادتها صباح اليوم سفينة حكومية عبر ممر آمن في حقل ألغام بحرية كانت القوات الأوكرانية قد زرعتها لإحباط أي محاولة من قبل موسكو لشن هجوم برمائي على أوديسا.
وقالت الأمم المتحدة إن السفينة تحمل 26 ألف طن متري من الذرة؛ كانت السفينة عالقة في الميناء منذ 18 فبراير/شباط الماضي، قبل بدء الحرب.
وقال وزير البنية التحتية الأوكراني، أولكسندر كوبراكوف، إن السفينة غادرت حوالي الساعة 9:30 صباحا بالتوقيت المحلي؛ وقال إن هناك 16 سفينة أخرى تنتظر مغادرة أوديسا في الأيام المقبلة.
والرحلة هي خطوة واحدة نحو معالجة واحدة من العواقب بعيدة المدى للعملية العسكرية التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فبراير/شباط الماضي.
وأدى الحصار الروسي للحبوب في أوكرانيا، وهي إحدى سلال الخبز في العالم، إلى ارتفاع أسعار الحبوب العالمية، وجلب خطر المجاعة لعشرات الملايين من الناس، لا سيما في الشرق الأوسط وأفريقيا.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS4xNCA= جزيرة ام اند امز