سلاسل الإمدادات.. الغذاء يتصدر الأولويات العالمية وسط بارقة "أوديسا"
لا تزال سلاسل إمدادات الغذاء العالمية تتصدر تصريحات الأوروبيين المرتبطة بالأزمة الأوكرانية، وسط دعوات تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالمياً، اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن استئناف تصدير الحبوب من أوكرانيا هو "مسألة حياة أو موت" وهناك "أمل" في التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع لفتح ميناء أوديسا.
وأضاف بوريل لدى وصوله إلى بروكسل، أمس الإثنين، لحضور اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي مخصص للبحث في الحرب على أوكرانيا، أن "حياة عشرات آلاف الأشخاص تعتمد على هذا الاتفاق" الذي يتمّ التفاوض بشأنه بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والولايات المتحدة.
- من الشرق إلى الغرب.. سلاسل الإمداد العالمية رهن أزمات لا تنتهي
- معضلات سلاسل الإمدادات.. الغاز وممرات الحبوب وكورونا "ثلاثية رعب"
تأتي تصريحات المسؤول الأوروبي، بعدما استضافت إسطنبول يوم الأربعاء الماضي مباحثات بين موسكو وكييف لكسر الجمود في تصدير الحبوب من أوكرانيا، الذي تسبب بارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا.
وما زال أكثر من 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية عالقة في صوامع في ميناء أوديسا على البحر الأسود، وتقطعت السبل بعشرات السفن بسبب الحصار الروسي، وهو جزء مما تسميه موسكو "عمليتها العسكرية الخاصة".
وأوكرانيا وروسيا من أهم موردي القمح في العالم. وروسيا أيضا مصدر كبير للأسمدة وأوكرانيا منتج مهم للذرة وزيت دوار الشمس، لذا فإن إبرام صفقة لإنهاء حظر الصادرات يعتبر أمرا حيويا للأمن الغذائي.
وأمس الإثنين، وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة رسمية، يتبعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لعقد قمة ثلاثية مع الرئيس الإيراني، لبحث مقترح إعادة فتح سلاسل إمدادات الغذاء من أوكرانيا.
في سياق متصل، أصدر شو دونيو المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، وكريستالينا جورجيفا المدير العام لصندوق النقد الدولي، وديفيد مالباس رئيس مجموعة البنك الدولي، وديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ونجوزي أوكونجو إيويالا المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، بيانا مشتركا أمس الإثنين يدعون فيه إلى تحرك عاجل لمعالجة أزمة الأمن الغذائي العالمية.
وأدت جائحة كوفيد-19، وانقطاع سلاسل الإمداد الدولية، والحرب في أوكرانيا إلى اضطراب حاد في أسواق الغذاء والوقود والأسمدة، وكلها أسواق مترابطة.
بنهاية يونيو/حزيران 2022، زاد عدد الذين يعانون من نقص حاد في الأمن الغذائي – أي الذين قلت إمكانات حصولهم على الغذاء في الأجل القصير إلى مستوى يعرض حياتهم وأرزاقهم للخطر – إلى 345 مليون نسمة في 82 بلدا طبقا لبرنامج الأغذية العالمي.
ومما زاد الأمر سوءا أن حوالي 25 بلدا واجهت ارتفاع أسعار الغذاء بفرض قيود على الصادرات، مما أثر على أكثر من 8% من تجارة الغذاء العالمية، وفق البيان.
إضافة إلى ذلك، زاد تعقيد استجابة الإمدادات الغذائية من جراء زيادة أسعار الأسمدة على مدار الاثني عشر شهرا الماضية بمقدار الضِعف، انعكاسا لتكاليف المدخلات مثل الغاز الطبيعي التي سجلت ارتفاعا قياسيا.
ويرى صندوق النقد الدولي أنه حتى تنخفض الأسعار، ينبغي تحرير المخزونات العالمية التي تراكمت بصورة مطردة على مدار العقد الماضي.
وما تزال أزمات سلاسل الإمدادات حاضرة على مستوى العالم في قطاعات عدة، وما تزال أشباه المواصلات تمثل إحدى أكبر الأزمات العالمية في القطاع الصناعي.
بينما ما تزال كلفة النقل البحري المرتفعة، عائقا أمام تهدئة أسعار السلع الرئيسة، بسبب زيادة أسعار النفط بأكثر من 8 أضعاف مما كانت عليه قبل عام 2020.
aXA6IDMuMTQyLjk4LjExMSA= جزيرة ام اند امز