سلاسل التوريد تمزق جيوب الفقراء.. البيانات وحدها لا تكفي
تخشى المنظمات الأممية وحقوق الإنسان، أن تتسبب أزمة سلاسل إمدادات الغذاء بقفزة حادة في أعداد الفقراء الجدد.
ولا يزال الوضع مأساويا حول العالم، فيما يتعلق باستمرار صعود مؤشر أسعار المستهلك، لمستويات غير مسبوقة منذ عقود، بينما الحلول في الأفق ما تزال معدومة.
وتخشى المنظمات الأممية وحقوق الإنسان، أن تتسبب أزمة سلاسل إمدادات الغذاء بقفزة حادة في أعداد الفقراء الجدد، إذ لا تقوى الدول الفقيرة على دعم السلع كما يحصل في الدول الصناعية.
والثلاثاء، قال مسؤول أمريكي كبير إن أمن الغذاء والطاقة وانسيابية إمداداتها حول العالم، سيكون بين أبرز الموضوعات في اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في بالي هذا الأسبوع.
وطالبت واشنطن في بيان أمس، أعضاء مجموعة العشرين، أن يصروا على أن تدعم روسيا جهود الأمم المتحدة لإعادة فتح الطرق البحرية التي أغلقتها حرب موسكو في أوكرانيا.
وأبلغ رامين تولوي، مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الاقتصادية والتجارية، الصحفيين أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيثير أمن الطاقة في الجلسة الرئيسية لوزراء مجموعة العشرين يوم الجمعة وفي اجتماعات ثنائية في بالي.
وقال "ينبغي لدول مجموعة العشرين أن تحاسب روسيا وأن تصر على أن تدعم جهود الأمم المتحدة الجارية لإعادة فتح الطرق البحرية لتسليم الحبوب".
وهذا الأسبوع، نشرت نيويورك تايمز تقريرا قالت فيه إن اليمن وعديد الدول في قارة إفريقيا، تشهد زيادة في أسعار الخبز بنسبة 35% بسبب أزمة سلاسل إمدادات الغذاء.
في المقابل، أوقفت مطاحن القمح التي تفتقر إلى الحبوب في لبنان العمل في الأشهر الأخيرة، مما أجبر المخابز على الإغلاق؛ بينما في كينيا، فإن زيت الطهي نادر.
ويسعى صانعو السياسات جاهدين لتجميع خطط لفتح سلاسل التوريد وتوفير التمويل الغذائي للبلدان النامية، لكن الجمع بين ارتفاع تكاليف الطاقة والصادرات المقيدة من روسيا وأوكرانيا يهدد بعض الفئات السكانية الأكثر ضعفاً.
البنك الدولي يحذر
وفي تقريره الأخير عن الآفاق الاقتصادية العالمية ، قال البنك الدولي إن ما يقرب من نصف الناس في البلدان منخفضة الدخل يواجهون نقصا في الغذاء، مما يؤدي غالبا إلى اضطرابات اجتماعية.
وقال ديفيد مالباس، رئيس البنك الدولي، في وقت حذر فيه من الركود التضخمي العالمي في أوائل يونيو: "هناك خطر شديد لسوء التغذية وتفاقم الجوع وحتى حدوث مجاعة في بعض المناطق".
ووفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في مايو بنحو 30% عن العام السابق، مدفوعة بارتفاع أسعار الحبوب واللحوم، نتيجة أزمة سلاسل الإمدادات.
وأدت الزيادات في الأسعار إلى موجات جديدة من الحمائية؛ إذ قامت دول مثل إندونيسيا والهند وماليزيا بتقييد صادراتها من زيت الطهي والقمح والدجاج لعزل أسواقها المحلية.
رسوم الحماية
وهناك حوالي 20 دولة لديها نوع من الرقابة على الصادرات للحد من تأثير ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وفقا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
وفي قطاع الطاقة، وبينما كانت النرويج تواجه إضرابا في قطاع النفط والغاز، قال زعيم نقابة عمالية هناك إن الحكومة النرويجية تدخلت أمس الثلاثاء لوقف إضراب في قطاع الطاقة بالبلاد خفض إنتاج النفط والغاز.
وقال اودن انجفارستن زعيم نقابة ليدرن في مقابلة "العمال سيعودون للعمل في أقرب وقت ممكن"، وذلك يأتي في وقت ازداد اعتماد أوروبا على مصادر الطاقة النرويجية.
كذلك، أظهرت بيانات لتتبع السفن ووثائق من شركة النفط المملوكة للدولة في فنزويلا أن أول شحنات في عامين من الخام الفنزويلي إلى أوروبا ساعدت في رفع صادرات البلد العضو بمنظمة أوبك بنسبة 61% الشهر الماضي بعد سلسلة انتكاسات في وقت سابق هذا العام.
وبدأت إيني الإيطالية وريبسول الإسبانية استلام خام فنزويلي بعد تلقي ضوء أخضر من وزارة الخارجية الأمريكية.
وجاء القرار الأمريكي في إطار تحرك لمساعدة أوروبا في التعويض عن فقدان النفط من روسيا في أعقاب حربها في أوكرانيا. كما أنه يمثل خطوة للأمام نحو علاقات أفضل بين كراكاس وواشنطن.
وبحسب الوثائق وبيانات من رفينيتيف، شحنت شركة بتروليوس دي فنزويلا المملوكة للدولة ومشاريعها المشتركة 630 ألف و500 برميل يوميا في المتوسط من الخام والوقود في يونيو حزيران، بزيادة 61% عن الشهر السابق.
aXA6IDE4LjE4OC41OS4xMjQg جزيرة ام اند امز