أزمة سلاسل الإمدادات العالمية.. انسياب هنا وانسداد هناك
في وقت تنفست عديد دول العالم، الصعداء، من عودة تدريجية لسلاسل إمدادات الغذاء وبالتحديد الحبوب، فإن انسدادا آخر في قطاع الطاقة.
وتراجعت أسعار الحبوب العالمية اعتبارا من الشهر الماضي، ليسجل سعر القمح تراجعا بنسبة 30% عن مستوياته القياسية المسجلة في أبريل/نيسان الماضي، بسبب الحرب الدائرة في شرق أوروبا، بين روسيا وأوكرانيا.
وربما ما ساعدت في تسهيل سلاسل الإمدادات العالمية في قطاع الحبوب، هو فصل الصيف وبدء موسم الحصاد في عديد الدول حول العالم، مع استمرار المخاوف من التوجه للحصاد في أوكرانيا، إحدى كبار مصدري الحبوب عالميا.
وأصبح حصاد الحبوب في أوكرانيا، أشبه بلعبة البوكر، وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، إذ يخشى المزارعون القصف الروسي على مزارعهم، وسط شح في ندرة الديزل اللازم للحصاد.
أعمال صيانة
لكن الأزمة الآخذة بالتصاعد في سلاسل الإمدادات العالمية، تتمثل في قطاع الطاقة، البداية جاءت من روسيا التي أعلنت عن أعمال صيانة "مجدولة" على خط نورد ستريم 1، تبدأ اعتبارا من 11 يوليو/تموز الجاري.
وتستمر أعمال الصيانة مدة 10 أيام أي حتى 21 يوليو الجاري، ما يعني أن الغاز سيتوقف بشكل كامل عبر الخط الذي يصل ألمانيا، ومنه إلى بعض الدول الأوروبية الأخرى.
وأعلنت ألمانيا عن حالة طوارئ في قطاع الطاقة، في وقت تبحث فيه البلاد عن إمدادات متنوعة لملء منشآت التخزين قبل حلول فصل الشتاء، إذ تبلغ السعة التخزينية حاليا 60% والهدف 90% قبل حلول الشتاء.
وتتباين إمدادات الغاز إلى أوروبا وفق الاستهلاك المحلي منها، إذ يتوقع أن تواجه دول مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، والدول الإسكندنافية شتاء قارصا، بسبب تذبذب سلاسل إمدادات الغاز.
وأمام أزمات سلاسل الإمدادات في قطاعات الطاقة والرقائق وبعض أنواع الحبوب، إلى جانب الزيوت النباتية والمعادن النادرة، فإن غالبية دول العالم، تحتفظ اليوم بمخزون أكبر في متناول اليد مقارنة بفترة ما قبل الجائحة، تخوفا من تفاقم التوريد.
أزمة سلاسل الإمدادات
وفي استطلاع للرأي أجرته مجلة في بلد متوسط القوة الاقتصادية مثل نيوزلندا، فإن سبعة من كل عشرة من المشاركين في الاستطلاع (70%) إنهم قد زادوا من عدد موردي المواد / المنتجات التي يستخدمونها استجابةً، لقضايا سلسلة التوريد الأخيرة.
علاوة على ذلك، زعم ما يقرب من ثلاثة أرباع (72%) من عينة المسح أنهم قد زادوا من نسبة المواد والمنتجات التي يحصلون عليها من الموردين المحليين نتيجة لهذه المشكلات.
كما يظهر تقرير مؤشر مديري المشتريات الصادر عن ستاندرد آند بورز جلوبال، أن غالبية الدول حول العالم، بدأت منذ نهاية العام الماضي، ببناء احتياطات من المواد الأولية، بسبب أزمة سلاسل الإمدادات.
وتصاعدت المخاوف من ظهور أزمة إمدادات جديدة قادمة من الجو، من خلال إضرابات متصاعدة لعمال مطارات حول العالم خاصة في أوروبا، ما يهدد قطاع الشحن الجوي.
وتشهد أكثر من 12 دولة بقيادة ألمانيا وفرنسا وهولندا والمملكة المتحدة، إضرابات في قطاع الطيران المدني والتجاري، ما يهدد بإمكانية حدوث ارتباكات في وصول سلاسل الإمدادات في موعدها.
aXA6IDMuMTQ0LjIuNSA= جزيرة ام اند امز