فوضى "سلاسل التوريد" العالمية تخنق الطاقة والسيارات

ارتفعت تداعيات أزمة سلاسل الإمدادات العالمية لتمتد إلى قطاعي الطاقة والسيارات، ما يهدد بزيادات جديدة للأسعار عالميا.

ويبدو أن أزمة سلاسل الإمدادات التي شهدها العالم في 2021، مع ارتفاع الطلب العالمي، كانت مقدمة بسيطة للواقع الحالي لحركة السلع العالمية.

وهبطت مبيعات ثلاث شركات سيارات ألمانية بسبب نقص الرقائق الإلكترونية إضافة إلى تعطل سلاسل الإمداد،وفق بيانات رسمية.

وأعلنت شركة فولكس فاجن أنها باعت 78 ألفا و281 سيارة جديدة في الولايات المتحدة في الربع الثاني، بتراجع بنحو الثلث عن نفس الفترة من العام الماضي.

وسجلت شركة "بي إم دبليو" تراجعا حادا في المبيعات الأمريكية حيث باعت 78 ألفا و905 سيارات من العلامة التجارية "بي إم دبليو"، بتراجع بنسبة 18.3% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وألقت الشركة اللائمة في هذا التراجع على مشكلات الشحن رغم أنها أشارت إلى زيادة مبيعات السيارات متعددة الاستخدامات. وانخفضت مبيعات سيارات "ميني" التابعة لمجموعة "بي ام دبليو" بمقدار النصف تقريبا.

كما تراجعت مبيعات شركة أودي التابعة لفولكس فاجن بنسبة 28% إلى 48 ألفا و49 سيارة في الأشهر الثلاثة التي انتهت بنهاية يونيو.

في الوقت نفسه، أظهر تقرير رسمي تراجع مؤشر معهد إدارة الإمدادات الأمريكي لمديري مشتريات قطاع التصنيع في الولايات المتحدة خلال الشهر الحالي إلى 53 نقطة وهو أقل مستوى له منذ حزيران/يونيو 2020، بسبب أزمات الإمدادات العالمية.

وفي فرنسا، يبدو أن سلاسل الإمدادات في قطاع الطاقة ستشهد ضربة كبيرة، إذ اضطرت شركة إكسون موبيل الأمريكية إلى تقييد عمليات توريد بعض منتجات الوقود من واحدة من مصفاتيها الفرنسيتين بسبب إضراب.

وقالت الشركة في رسالة عبر البريد الإلكتروني إنها سوف توقف العمل في مصفاة "فوس" الأيام المقبلة، وأن عمليات التحميل متوقفة بالفعل.

وتتزامن تلك الاضطرابات في إمدادات الوقود مع وصول أسعار الجازولين (البنزين) والديزل لمستويات قياسية في محطات البنزين بأنحاء أوروبا، وارتفاع قياسي أيضا لهامش المنتجين.

ويواجه قطاع الصناعات التحويلية، الذي يشكل 12 بالمئة من الاقتصاد الأمريكي، تحديات من تجدد اختناقات سلاسل التوريد بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وسياسة الصين الصارمة في احتواء كوفيد-19 .

وما يعرقل سلاسل الإمدادات القائمة حاليا كذلك، العقوبات الغربية على موسكو، وعدم قدرة دول العالم على تنفيذ تعاملات تجارية بعيدا عن النفط والغاز، بسبب حجب غالبية بنوك روسيا عن نظام التحويلات المالي "سويفت".

ما هي سلاسل الإمداد العالمية؟

هي الشبكة التي تربط بين الأطراف كافة التي تتعامل معها شركة ما لإيصال منتجها إلى المستهلك النهائي.