شظايا الحرب الروسية الأوكرانية تصل سلاسل التوريد العالمية
منذ أكثر من عدة عقود، تشهد أوروبا أول حرب برية بطلتها روسيا التي تنفذ عمليات عسكرية واسعة على أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي.
في وقت بدأت شظايا هذه التوترات تصل لسلاسل الإمدادات العالمية.
وأحدثت الحرب الروسية الأوكرانية هزة في سلاسل التوريد العالمية، التي لا تزال في حالة فوضى بسبب الوباء، مما زاد من ارتفاع التكاليف وإطالة فترات التسليم وتحديات أخرى للشركات التي تحاول نقل البضائع حول العالم.
تسبب الاشتباك في أوكرانيا، في إلغاء بعض الرحلات الجوية أو تغيير مسارها، مما زاد من الضغط على سعة الشحن وأثار مخاوف بشأن المزيد من الاضطرابات في سلسلة التوريد.
تأتي التحديات الجديدة بعد أكثر من عامين من الاضطرابات والتأخير وارتفاع الأسعار للشركات المحاصرة التي تستخدم سلاسل التوريد العالمية لنقل المنتجات حول العالم.
وفي حين أن التداعيات الاقتصادية للحرب والعقوبات الشاملة على روسيا لم تتضح بعد ، فإن العديد من الصناعات تستعد لسوء الوضع.
تحديات إضافية
اليوم، يشهد الربع الأول من 2022 بتحديات إضافية ناتجة عن الغزو الروسي لأوكرانيا؛ ونظرا للترابط بين الأسواق العالمية، ستتأثر حتى سلاسل التوريد التي ليس لها روابط مباشرة بالمنطقة.
ومن هذه التأثيرات، ما تشهده أسواق السلع اليوم من ارتفاعات متتالية في الأسعار، حيث سيؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى ارتفاع تكاليف النقل عالمياً، وقفزت أسعار النفط بالفعل بنسبة 33% من بدء التوترات الروسية الأوكرانية إلى 117 دولارا للبرميل.
كذلك، الرسوم الجمركية وقرارات الحظر والعقوبات الأخرى، حيث أعلن الرئيس الأمريكي بايدن بالفعل عن عقوبات قاسية ضد روسيا. سواء كانت في شكل تعريفات أو عقوبات أو عمليات حظر صريح.
هذه العقوبات والإجراءات، من شأنها أن تؤدي جميعها إلى تكاليف إضافية لا يمكن تجنبها يجب استيعابها من قبل الشركات المصنعة في مكان ما في سلسلة التوريد.
كذلك، هناك مدخلات المعادن الثمينة وهي أكثر خطورة من السلع، حيث إن أوكرانيا غنية بالمعادن الثمينة، بما في ذلك البلاديوم والنيكل وغاز النيون، وتُستخدم جميعها في صناعة الرقائق الإلكترونية.
الخطة البديلة
أصبحت هذه المنطقة "الخطة ب" لعدد من الشركات التي تتطلع إلى استخراج المعادن الثمينة من مواقع أخرى غير الصين، وسط نقص أشباه الموصلات في الوباء.
أما صادرات القمح، فإن أوكرانيا هي خامس أكبر مصدر للقمح بكمية 17 مليون طن سنويا، بينما روسيا هي الأكبر عالميا بـ 44 مليون طن سنويا.
وهنا يطرح السؤال، هل هذا يعني أن العالم كله سيصبح خالي من الغلوتين؟ لا، لكن هذا الاضطراب سيتدفق بالتأكيد عبر سلسلة التوريد لينتج عنه تكاليف أعلى على المستهلكين للعديد من المنتجات التي تحتوي على القمح.
واليوم، أسعار الشحن مرتفعة منذ 2021 بأكثر من 80%، بينما أسعار النفط الخام مرتفعة بأكثر من 50% من مطلع العام الجاري، وأسعار الغاز الطبيعي صاعدة بأكثر من 30% منذ مطلع العام.
كذلك، فإن أسعار القمح تسجل اليوم أعلى مستوياتها منذ عام 2008، بينما أسعار الزيوت النباتية عند أعلى مستوى منذ عام 2012، وفق بيانات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو".
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA= جزيرة ام اند امز